فادي قطيش.. إرادة الإبداع تهزم الإعاقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تثنِ صعوبة الحركة والنطق فادي قطيش من أن يحقق حلمه في هذه الحياة بأن يكون فناناً تشكيلياً، حيث أبدعت ريشته لوحات أبهرت كل من شاهدها.

تفتحت موهبته عندما طلب الأطباء من ذويه أن يعطوا هذا الطفل غير القادر على الحركة مادة المعجون، لتساعده في تحريك أصابع يديه، شارك قبل أن يكمل عقده الأول في معرض في العاصمة البريطانية لندن، ثم سافر الى فرنسا بمنحة دراسية لدراسة الفن، مما أسهم في نضوج موهبته وفنه.

وأكد فادي لـ«البيان» أنه عانى عند ولادته من نقص الأكسجين، مما جعله غير قادر على الحركة، ثم سافر إلى الأردن لتلقي العلاج، حيث طلب الأطباء من ذويه أن يعطوه مادة المعجون لكي تساعده في تحريك أصابع يديه، وكان آنذاك في السادسة من عمره.

وأضاف قطيش، الذي يعاني من صعوبة كبيرة في النطق والحركة: «إن هذا الأمر خلق لديه حب الألوان والإبداع في تشكيل تصميم مجسمات للحيوانات، وأدى إلى تفتح موهبته في الفن»، ولفت إلى أنه وهو في الثامنة من عمره بدأ باستخدام أقلام الرصاص، ورسم لوحة لطفل يركض، حيث لم يكن قادراً على المشي حينها.

وتابع: «عدت إلى ممارسة حياتي الطبيعية على الرغم من صعوبة الحركة والنطق، ودخلت إلى المدرسة، حيث كان شقيقي الصغير يساعدني في تعلم الكلام ولفظه، وبدأت بممارسة هواية الرسم والفن بتشجيع من أهلي ومدرسيني على حد سواء، على الرغم من نظرة أقراني إليّ».

فنان منذ الصغر

إرادة فادي قطيش وإصراه على تحدي وضعه الصعب جعلت منه فناناً مميزاً منذ الصغر، وعن ذلك قال: «شاركت في التاسعة من عمري بمعرض في العاصمة البريطانية لندن، بعد ترشيحي من الاكاديمية الملكية من السفارة البريطانية بدمشق آنذاك.

وقد حصلت على جائزة المركز الثقافي البريطاني عن فئة أصغر الموهوبين».وفي عام 1995 سافر فادي قطيش إلى فرنسا بموجب منحة لدراسة الفن في المعهد العالي للفنون الجميلة في باريس، وأشار إلى أن بدايته الفنية الحقيقية كانت في فرنسا، حيث أسهمت الدراسة الأكاديمية في صقل موهبته وتعميقها، ما أتاح له الاطلاع على جميع المدارس الفنية، وأسهم بنضجه فنياً.

ويتحدث فادي عن موقف جرى بينه وبين مايا ابنة الفنان العالمي الشهير بيكاسو قائلاً: «أثناء وصولي لفرنسا عام 1995 مع مجموعة من الطلبة حول العالم كانت مايا ابنة الرسام العالمي الشهير بيكاسو في استقبالنا، وكانت تبلغ من العمر آنذاك نحو 64 عاماً».

وأضاف: «سألتني مايا هل أنت مستعد لتكون فناناً تشكيلياً مميزاً في فرنسا بعد تخرجك؟ فأجبت: إن إعاقتي ستمنعني من مجاراة أقراني من الطلبة والفنانين». وتابع: «تلقيت صفعة من مايا على وجهي، حيث أصبت بالدهشة، وقالت لي: إن الإعاقة التي تتحدث عنها ليست في الجسد، وإنما في التفكير».

وأردف: «ثم بدأت مايا بالحديث عن الإرادة والتصميم والشغف، وكيف بإمكانها خلق فنان مبدع، ثم احتضنتني بدفء وحب، أنت الآن في بيتك، وما عليك سوى المثابرة». وأوضح قطيش أنه «حين عاد إلى سوريا في عام 1999 تلقى دعماً من خيرة الفنانين الأكاديميين السوريين، ووقفوا إلى جانبه، منهم الفنان التشكيلي فاتح المدرس، وحيدر يازجي وأنور رحمة».

من أعمال الفنان

Email