لطيفة بنت محمد: أعمال ضاعن التميمي أغنت المشهد الثقافي في الإمارات والمنطقة

نعت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، الفنان ضاعن جمعة التميمي، أحد رواد الفن الإماراتي، الذي وافته المنية أمس، بعد مسيرة حافلة بالإبداع. وأكدت سموها أن الفنان الراحل ستفتقده الشاشات والمسارح، وستبقى أعماله الفنية شاهدة على رحلة إخلاص وإنجاز عززت المشهد الثقافي وأغنته في الإمارات والمنطقة.

وقالت سموها في تغريدة نشرتها في حسابها على منصة «إكس»: «رحم الله الفنان الإماراتي ضاعن جمعة التميمي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان. الفنان الراحل أحد روّاد الفن الإماراتي، أسهم في التأسيس لنهضة الدراما الإماراتية والخليجية..

ستفتقده الشاشات والمسارح وستبقى أعماله الفنية شاهدة على رحلة إخلاص وإنجاز عززت المشهد الثقافي وأغنته في الإمارات والمنطقة». والفنان الإماراتي الراحل من مواليد عام 1949، ويعد من مؤسسي النهضة الدرامية في الإمارات والخليج بشكل عام، إذ قدم منذ 1971، أعمالاً فنية إلى جانب فنانين إماراتيين منهم سلطان الشاعر ومحمد الجناحي وجابر نغموش.

ونعى عدد من المثقفين الإماراتيين الفنان الراحل ضاعن التميمي، مؤكدين أنه صاحب بصمة مهمة وقامة بارزة تعلمت منها أجيال المسرح والدراما عامة.

وفي السياق، قال الدكتور سلطان العميمي رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في تدوينة على حسابه الرسمي على موقع «انستغرام»: «انتقل إلى رحمة الله الفنان الإماراتي ضاعن جمعة التميمي الذي كان من رواد التمثيل في الإمارات وترك بصمة مهمة بأدائه المميز، خالص التعازي لأسرته الكريمة وذويه، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته».

من جهته، قال الفنان الإماراتي ناجي الحاي رئيس مجلس إدارة مسرح الشباب للفنون لـ«البيان»: «خسرنا اليوم قامة كبيرة في مجال مسرح الإمارات، ويعد الراحل أحد مؤسسي مسرح الشباب الذي لا يزال مستمراً إلى اليوم، يقدم فنه ويعلّم مختلف الأجيال»، وتابع: «أنا وكافة أبناء جيلي تعلمنا من الفنان الراحل الكثير وتتلمذنا على يديه على الرغم من أنه لم تجمعني به أعمال خاصة، وكان بمثابة أستاذ لنا جميعاً، نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته».

وبدوره، عبّر الفنان الإماراتي عبد الله صالح عن خالص عزائه لذوي الراحل، مؤكداً لـ«البيان» أنه خسارة كبرى للفن الإماراتي، وأنه تعلم منه الكثير خلال مشواره الفني، حيث شاركه في أكثر من عمل مسرحي، منها مسرحية «توبة هالمرة» وغيرها، وأضاف: «كان خلوقاً ويعشق عمله ويحب الناس، وصاحب بصمة فنية لا يمكن نسيانها».

سيرة ومكانة

بدأت موهبة الفنان الراحل ضاعن التميمي، حين كان في التاسعة من عمره، وقد كتب الأوبريت الغنائي «الغوص» وشارك في تمثيله، وقد أخرجه السيد بدران، وضم لوحات غنائية عكست تاريخ الدولة، تلاها أعمال فنية وطنية متنوعة وبارزة.

وقدّم الراحل عدة أعمال من بينها مسرحية «البتول»، التي شارك فيها أبرز نجوم المسرح والدراما الإماراتية مثل: جابر نغموش، وسلطان الشاعر، وعبد الرحمن دحلوق، وعايدة ومنى حمزة وموزة المزروعي، لتتوالى الأعمال المسرحية الناجحة، التي قدمها على خشبة المسرح القومي في دبي في فترة الثمانينات، مثل مسرحية «طبيب رغم أنفه»، و«توبة هالمرة»، و«سر الكنز»، و«شريكة العجائب».

وظهرت أعمال درامية بارزة للراحل ضاعن التميمي والتي تعتبر كنزاً فنياً يؤرخ لنجاحات ذلك الجيل ممن صنع الدراما الإماراتية والخليجية، منها: مسلسل «عرفان» في 1982 و«المرايا» مع عدد من النجوم العرب، و«من المسؤول»، و«البيوت أسرار»، و«الجيران» و«الغني والبخيل» و«زمن الطيبين». نال الراحل العديد من شهادات التقدير خلال مسيرته الفنية من العديد من الجهات كوزارة الثقافة، والأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، وجمعية المسرحيين الإماراتيين.

الأكثر مشاركة