الأدب في زمن الذكاء الاصطناعي بين الجدوى والآثار السلبية
حالة من الترقب تواجه المجال الثقافي والأدبي في العالم العربي، خلال الآونة الأخيرة، بعد استخدام الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الحياة، وتم على أساس ذلك طرح العديد من التساؤلات حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي في عالم الكتب والأدب خلال الفترة المقبلة، وهل سيكون هذا التأثير إيجابياً أو سلبياً على الثقافة والتراث الأدبي العربي بشكل عام؟.
حول هذه المسألة، قال الكاتب الروائي أحمد القرملاوي: إن تأثير الذكاء الاصطناعي على المجال الأدبي والثقافي وعالم الكتب سيكون كبيراً خلال الفترات المقبلة، وخاصة فيما يتعلق بالتراث الأدبي، وذلك لأن إمكانية التوثيق للأدبيات وتفادي الأخطاء البشرية سيكون أكبر بكثير عن ذي قبل بكثير.
إيجابيات وسلبيات
وأضاف: إن الذكاء الاصطناعي سيساعد في البقاء على اللغات المهددة بالانقراض وحمايتها في ظل إمكانية وجود مخزون منها وتنشطيها بشكل مستمر، كما أنه سيساعد على استعادة المخطوطات الفنية والتراثية التي ذهبت في طي الضياع والنسيان والبقاء عليها متواجدة.
ومن الممكن أن يقلل الذكاء الاصطناعي، الاعتماد على القدرات البشرية، ولكن إذا تم استخدامه في الطريق الصحيح كالحفاظ على التراث وعمليات الرقمنة سيكون له نفع كبير.
الكتب الصوتية
من جهته، قال علي عبدالمنعم، مدير النشر بإحدى منصات الكتب الصوتية، لـ«البيان»: إن الذكاء الاصطناعي أصبح تأثيره قوياً بشكل كبير على عالم الكتب الصوتية.
وذلك لأنه يمكن بربع التكلفة فقط، إنتاج الكتب التي تطرح على المنصة، باستخدام التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل الاحتياج إلى العمالة البشرية أقل كثيراً جداً عن التكنولوجيا، وبالتأكيد مع مرور الوقت سيتم الاعتماد عليها بديلاً عن البشر، وهو أمر طبيعي تنظر إليه أي منصة لتحقيق مكاسب بشكل أكبر.
الكتب الورقية
أما عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الكتب الورقية، فكشف الناقد الأدبي محمد زهران، أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التأثير على المحتوى الأدبي والثقافي المقدم من الأدباء والروائيين لأنه في البداية والنهاية يعتمد على الخيال البشري، ولا شيء حتى الآن يمكنه مواجهة الإبداع الإنساني البشري.
وأضاف: عند تدريب برامج الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى أدبي بشكل عالمي وضخم، تم الاستعانة بمواد أدبية مكتوبة وكتابها على قيد الحياة للتدريب على طريقة الأسلوب والإبداع التي قام بها هؤلاء الكتاب. إن الإبداع البشري لا يمكن التخلي عنه تحت أي ظرف من الظروف.