فعاليات الإمارة تثري الساحة الثقافية المحلية والعربية

دبي.. حراك ثقافي حافل بالإنجازات وداعم للمبدعين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال السنوات الماضية أسهمت إمارة دبي ومؤسساتها الثقافية ومجتمعاتها الإبداعية في دعم الحراك الثقافي المحلي والعربي عبر مسيرة حافلة بالإنجازات المعرفية وتوثيق التجارب على صعيد الآداب وعلومها والفنون وفروعها، بمشاركة رواد الحركة الثقافية الإماراتية من كتاب وأدباء وعبر تكثيف الفعاليات النوعية والمبادرات وكذلك الورش التي تدعم مشاركة وحضور المواهب الإبداعية والمشاركات العربية وسط تفاعل استثنائي قادر على تجاوز كل التحديات المعاصرة عبر هوية معرفية محلية.

فعاليات متنوعة

وحول الدور الذي لعبته المؤسسات الثقافية في إمارة دبي لدعم الحراك الثقافي والأدبي، أكد الباحث والكاتب الإماراتي بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أنه ومع ازدهار الحراك الثقافي والأدبي في دولة الإمارات وتعدد مظاهر التطور الثقافي من خلال العديد من المهرجانات والملتقيات الفكرية والأدبية والثقافية، لعبت دبي ومؤسساتها الثقافية دوراً مهماً في تكوين الملامح العريضة لبيئة المجتمع الإماراتي بصبغة ثقافية مميزة. وتابع: إن دبي تستضيف فعاليات متنوعة تسهم في إثراء الساحة الثقافية المحلية والعربية، وعرض نتاج مختلف المواهب العربية.

وكذلك استقطاب أهم أدباء وكتاب العالم العربي، ومن بين هذه الفعاليات عدد كبير من المهرجانات والمحاضرات والمعارض الفنية والأدبية والأمسيات الموسيقية والملتقيات والمؤتمرات المختلفة، والتي يتم من خلالها تفعيل العديد من الأمور الخاصة بمستقبل الأدب العربي، ونشر نتاجات الكتاب المحليين، وتشجيع ترجمة الجديد منها إلى اللغات العالمية، وإمكانية نقل بعض من التراث العالمي إلى اللغة العربية.

وأضاف: إلى جانب ذلك فقد قامت مختلف المؤسسات في دبي بعقد الشراكات مع المؤسسات الثقافية العربية والكتاب والأدباء العرب والعالميين، وكذلك توطيد العلاقات بين الكتاب والأدباء والمثقفين وتنسيق جهودهم، والعمل على رعاية المواهب الأدبية والعمل على صقل قدراتها وتطويرها، بهدف تنشيط الحركة الثقافية بشكل عام وتنسيق الجهود والمواقف مع الجهات الرسمية والأهلية بالدولة.

وفيما يتعلق بأهم الأهداف والممارسات الثقافية التي أسهم عبرها الأدباء والمثقفون في تنشيط الحركة الأدبية انطلاقاً من إمارة دبي التي لعبت دوراً ملهماً في ربط المجتمعات الثقافية في كل مناطق ومدن الإمارات عبر فعاليات ونشاطات تفاعلية طوال العام، يقول الكاتب الإماراتي علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي: أسهم الكتاب والأدباء الإماراتيون والجمعيات .

وكذلك المؤسسات الثقافية في تشجيع المواهب والكفاءات في جميع المجالات، الثقافية منها والأدبية والعلمية، ودعم وتنشيط الحركة الثقافية المحلية والعربية، والمساهمة في عملية تنميتها، والارتقاء بمستواها، وترسيخ المفاهيم الثقافية الإيجابية، وتوطيد العلاقات وتوثيق التعامل بينها وبين الجمعيات والهيئات الأخرى المماثلة، بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة.

أعمال ثقافية وأدبية

فيما يتعلق بالخطط والبرامج التي سعت ندوة الثقافة والعلوم إلى تفعيل استدامتها منذ انطلاقها إلى الآن قال الهاملي: هناك الكثير من المجالات التي بلا شك تم وضعها بعين الاعتبار، وفي مقدمتها طبع ونشر الدراسات والأبحاث والأعمال الثقافية والأدبية في شتى المجالات، التي يعدها أبناء الإمارات، أو تلك التي ترتبط موضوعاتها بالبيئة المحلية، أو التي يرى مجلس الإدارة فيها فائدة على المستوى الثقافي، إلى جانب تنظيم موسم ثقافي سنوي يتضمن محاضرات وندوات وأمسيات وكذلك المسابقات في مختلف الشؤون الثقافية والأدبية والعلمية.

بالإضافة إلى ذلك توفر مكتبة الندوة المزودة بأحدث الإصدارات في مختلف المعارف والعلوم، توثيق المورث الثقافي في دولة الإمارات وتعميق رابط الهوية والمحافظة على التراث الحضاري وتتوج الندوة تلك الجهود من خلال نشر الأبحاث والكتب ذات الصلة.

وأردف: اهتمت الندوة برصد مسيرة الخط العربي من خلال تخصيص مجلة للحفاظ على أصالة الخط العربي وتاريخه (مجلة حروف عربية)، توثق لأعلام الخط العربي محلياً وعربياً ودولياً، وهي مجلة ربع سنوية تصدر منذ عام 2000، وقد صدر منها أكثر من سبعة وخمسين عدداً وما زالت مستمرة في الصدور.

وعن اهتمام إمارة دبي بتنمية الجانب الإبداعي واكتشاف المواهب الشابة كرافد للحركة الثقافية والإبداعية الإماراتية قالت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان: إن المؤسسات الثقافية والمبادرات الشخصية للكتاب والأدباء المحليين دعمت بقوه استمرارية الحراك الثقافي وتشجيع المشاركة في الحياه الأدبية في الجانب الإبداعي ودعم الحس المشترك للإنسانية عبر الآداب وفنونها والتي هي كفيلة بأن تؤسس لقواعد الحوار بين الشعوب والحضارات.

وتلك هي الأسس الأخلاقية التي ترتكز عليها المجتمعات الأدبية في الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص، للربط بين الماضي والحاضر والمستقبل بحيث تتفاعل تجارب الماضي مع إيقاع الحاضر لفتح آفاق للتفكير في المستقبل الواعد والنظر إلى الثقافة كحاجة إنسانية لتدعيم قيم التضامن، والإخاء، والفكر المشترك.

وأضافت: عبر طموحها اللامتناهي كحاضنة ثقافية للإبداع والثقافة تلهم مدينة دبي الجيل الجديد من الكتاب والأدباء في تقديم أطروحات ومشاريع مستدامة تدور في فلك الهوية الوطنية، وتأصيل التراث الثقافي والمعاصر مما يشجع مواهب الفنون والآداب على تطوير مهاراتهم من خلال حضور مكثف للندوات والورش والمناسبات والتي تغذيها القراءة وحراكها المتنامي وسط حضور استثنائي لإصدارات روائية وقصصية وكذلك التوثيق البحثي والعلمي.

 

Email