بمشاركة أكثر من 150 طالباً وطالبة

«ماجان» مشروع بحثي يعزز معارف الأجيال بتراث الإمارات البحري

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شارك أكثر من 150 طالباً وطالبة من جامعة زايد و«نيويورك أبوظبي» في المشروع البحثي «قارب ماجان» الهادف إلى تسليط الضوء على التراث البحري الغني في دولة الإمارات.

وقال الدكتور إريك ستابلز، الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة زايد لـ«البيان»: «إن فكرة المشروع انبثقت عن مجهود مشترك بين جامعتي زايد، ونيويوك أبوظبي، ومركز أبحاث متحف زايد الوطني، للسعي لفهم التكنولوجيا البحرية، التي مكنت التجارة البحرية من التطور في الخليج العربي في الألفية الثالثة قبل الميلاد».وأعرب ستابلز، الذي يعد مؤرخاً بحرياً وعالم آثار تجريبياً متخصصاً في الملاحة البحرية في المحيط الهندي، عن فخره بالمشاركة في المشروع منذ بدايته.

حيث كان مديراً للتصميم والبناء، وكذلك الباحث الرئيسي المشارك في المشروع. وأكد أن جامعة زايد لعبت دوراً أساسياً في المشروع منذ مراحله الأولى، حيث بدأ كمبادرة بحثية في جامعة زايد في عام 2017، بمشاركة طلبة جامعة زايد، ثم تحول إلى مشروع مشترك مع جامعة نيويورك أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وجامعة زايد، حيث جمع بين الخبرات البحثية للمؤسسات.

بحث تطبيقي

وأشار إلى أن جامعة زايد هدفت من خلال هذا المشروع إلى تطوير مهارات طلابها، وتعميق فهمهم من خلال البحث التطبيقي للسفن والملاحة، وتعزيز عشقهم للتراث البحري. وأكد أن المشروع شارك فيه أكثر من 150 طالباً وطالبة من جامعتي زايد ونيويورك أبوظبي، بمختلف تفاصيله سواء كباحثين، أو مساعدين بحثيين، ومتدربين ومتطوعين، ليصبحوا جزءاً أساسياً من عملية التجريب والتوثيق، كما لعبوا دوراً محورياً في التجارب المادية، التي اختبرت قوة المواد المستخدمة في صنعه مثل حزم القصب، وحبال نخيل التمر وشعر الماعز، فضلاً عن الاختبارات الأخرى مثل قدرة امتصاص الخشب للمياه.

ولفت إلى أن القارب تم بناؤه بمواد خام وأدوات يدوية تقليدية، حيث تطلب صنع هيكله الخارجي 15 طناً من القصب، بعد نقعه وتجريده من أوراقه وسحقه وربطه في حزم طويلة باستخدام حبال مصنوعة من ألياف النخيل، ليتم ربط حزم القصب بهيكل داخلي من الإطارات الخشبية، وتغليفها بمادة «القار» التي كان صناع السفن القدماء في المنطقة يستخدمونها لتمكين القوارب من مقاومة المياه.

تحديات

وحول التحديات التي واجهت الطلبة في بناء القارب أوضح ستابلز أنهم واجهوا العديد من التحديات في مختلف جوانب المشروع، أبرزها الحصول على المواد المناسبة لبنائه، حيث إن العديد من هذه المواد ليست متوفرة بسهولة في الأسواق، فضلاً عن كيفية توثيق خطوات ومراحل المشروع بفعالية، وبطريقة صحيحة، إلا أنهم طوروا استراتيجية للتوثيق باستخدام مجموعة متنوعة من التقنيات المختلفة، مثل التصوير الفوتوغرافي والمقاطع المصورة، والتقارير المكتوبة، وإجراء المقابلات، واستخدام تقنية التصوير المجسم، والمسح بالليزر ثلاثي الأبعاد.

وأكد أن هناك تحدياً آخر واجه الطلبة خلال تنفيذ المشروع، تمثل في إنشاء تصميم قديم وعملي في الوقت ذاته لسفينة شحن قديمة من العصر البرونزي، مما تطلب منهم إجراء فحوصات لمجموعة متنوعة من القطع الأثرية، بما في ذلك شظايا قارب تجاوز عمرها 4000 عام.

وأشار ستابلز إلى أن نموذج قارب «ماجان» الذي يصل طوله إلى 18 متراً، نجح خلال تجربة إبحاره في رحلة قبالة سواحل أبوظبي، حيث قطع مسافة 50 ميلاً بحرياً (92.6 كيلو متراً) في مياه الخليج العربي، وتولى قيادة القارب مجموعة من البحارة الإماراتيين مع فريق من صناع القوارب في المنطقة بمرافقة دوريات من خفر السواحل الإماراتي، وعلى مدار خمسة أيام مر القارب بالعديد من التجارب البحرية، ووصلت سرعته إلى 5.6 عقد باستخدام شراع مصنوع من شعر الماعز.

 

Email