عدسة مريم آل علي تقتنص ما لا تراه العيون

في عالمنا الذي يعج بالتفاصيل الكبيرة واللحظات السريعة، غالباً ما نغفل عن جمال التفاصيل الدقيقة التي تحيط بنا. وهنا، مريم آل علي، شابة إماراتية شغوفة بالطبيعة والتصوير، اختارت أن تركز عدستها على جزء من هذا العالم الذي يمر علينا دون أن نلاحظه «عالم الحشرات»، من خلال تصوير الماكرو تنقل لنا جماليات هذا العالم الصغير، وتشاركنا شغفها الفريد الذي يمزج بين العلم والفن.

حب الطبيعة

«البيان» التقت المصورة مريم آل علي، التي نشأت على حب الطبيعة ومراقبة مخلوقاتها منذ طفولتها، فأوضحت أن شغفها بتصوير الماكرو وخاصة تصوير الحشرات جاء نتيجة ارتباطها العميق بالطبيعة. وتقول: «لطالما كنت أقضي وقتي في الطبيعة أراقب الحشرات وأتعلم عن تفاصيلها. وعندما بدأت التصوير بعمر 15 سنة، كان هدفي الأساسي هو توثيق هذه اللحظات الرائعة التي كنت أعيشها».

وبعد عودتها للتصوير بشكل أكثر تخصصاً قبل سنتين فقط، اكتشفت حبها الكبير لتصوير الحشرات. تضيف: «عندما تعمقت في هذا المجال، أدركت أنني أرى أشياء لا تلتقطها العيون بسهولة. كل صورة ألتقطها تفتح لي أبواباً لعالم جديد مليء بالتفاصيل المذهلة التي لم أكن ألاحظها من قبل».

أشكال وألوان

وتذكر مريم أن التفاصيل الدقيقة والألوان الزاهية هي ما يلفت انتباهها أثناء تجوالها في الطبيعة. تقول: «التنوع الكبير في الأشكال والألوان والحركات هو ما يجعلني أواصل تصوير هذا العالم الصغير. أتعلم من كل صورة شيئاً جديداً عن هذه المخلوقات، وأشعر بالانبهار بخلق الله في أصغر تفاصيله».

لكن هذا الشغف لم يكن خالياً من التحديات. حيث توضح أن تصوير الحشرات يتطلب صبراً كبيراً ومهارات مراقبة دقيقة. وتقول: «التحدي الأكبر يكمن في التقاط اللحظة المناسبة قبل أن تتحرك الحشرة أو تطير. هذه العملية تتطلب تركيزاً شديداً وصبراً كبيراً».

تصوير وتطوير

أما عن طموحاتها المستقبلية، فتطمح إلى تطوير مهاراتها في تصوير الماكرو بشكل أكبر، وتسعى لنشر صورها لتوعية الناس بجمال وتنوع الحشرات في بيئة الإمارات. تضيف: «أطمح إلى إقامة معارض تصوير ومشاركة خبرتي مع الآخرين، وأتمنى أن أتمكن من نقل معرفتي وأهمية الحفاظ على الطبيعة من خلال هذه الصور».

بعدستها التي تلتقط ما لا تراه العيون، تستمر مريم في تقديم إبداعاتها الفوتوغرافية، مما يجعلنا نعيد النظر في هذا العالم الصغير الذي غالباً ما نغفله.

 

الأكثر مشاركة