أسسه أخوان إماراتيان لإثراء المشهد الإبداعي

«بيت الممزر» في دبي.. استثمار لمجتمع المواهب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لوحات فنية، وموسيقى، وصور وأفلام على الشاشة الكبرى، أصوات ضحكات وتشجيع وتصفيق، فنانون من مختلف الجنسيات والأعمار يتجمعون في «بيت الممزر» بدبي، الذي أسسه الأخوان الشابان الإماراتيان، خالد وغيث عبدالخالق عبدالله، قبل ثلاثة أعوام تقريباً.

«البيان» زارت البيت لتلقي الضوء على هذا المكان المفعم بالحيوية والجمال، وشتى أنواع الورش والفنون للتعرف على قصته وتفاصيله، حيث أشار مدير المشروع غيث عبدالخالق عبدالله، إلى أن المشروع الفني تم إنشاؤه في 2021 ليكون متحفاً للفن المعاصر، لافتاً إلى أنهما (الأخوين) بدأ قبل 8 سنوات بوضع تصور للبيت والعمل على استثماره.

وأضاف غيث: «هذا بيت جدتي، بناه والدي في الثمانينيات وكان يسكن فيه معنا ومع عماتي ثم تزوج وبقي فيه ونشأنا أنا وأخي هنا، وبقي هو البيت الكبير كما يقال، الذي يجمع العائلة كل أسبوع وفي الأعياد والمناسبات الخاصة، وبعد وفاة جدتي سمح لنا والدي أن نستثمر البيت بالشكل الذي نرغبه، وتمكنا من تحويله إلى مكان جميل مفعم بالفنون وألوان الجمال».

وتابع: الجميع كان يتساءل لماذا لا نؤجر هذا المكان، حيث يمكن تقسيمه، وتأجيره بحسب عدد المشاركين والفعاليات وغيرها، لكن والدي تقبل فكرتنا بأن نعيد ترميم البيت والتعديل على بعض الغرف لتصبح أماكن مخصصة للعمل الفني من استوديوهات ومراسم ومعمل للأحجار، وصالات عرض للأفلام والصور واللوحات أيضاً.

وأكد أنهما صرفا 90 ألف درهم من مدخراتهما الخاصة لإعادة ترميم وتأهيل البيت، حتى أصبح ما عليه الآن.

وأشار غيث إلى أن الفكرة ومحورها أتت من انغماسهما في المجتمع الفني الإماراتي، ومعرفتهما عن قرب بالتحديات والعقبات التي يواجهها الفنانون، وعزمهما على ترك بصمة في المشهد الفني والمساهمة فيه بشكل فعال، لافتاً إلى أنهما أرادا توفير مساحات غير تجارية تحتضن المبدعين في إمارة دبي التي تتميز بمجتمع ثقافي ينمو ويتطور باستمرار. وأضاف: «نحن بلا شك نحتاج إلى أكثر من مكان للإبداع خاصة بعد التطور الهائل في قطاع الفنون في دبي خلال العشرين سنة الماضية، إذ شملت منعطفات وتحولات تاريخية بالفعل».

وأردف غيث: «المشهد الثقافي في دبي كشف عن العديد من المبدعين والعاملين في هذا المجال الذي يحتاج إلى أماكن آمنة وفيها نوع جيد من التواصل الفعال بين فنانين من مختلف الثقافات، ليستفيدوا من بعضهم البعض ويتبادلوا التجارب والأفكار، وكنا واعين لكل تلك المسائل، وتمكنا حتى الآن من إقامة 16 معرضاً فنياً، إضافة إلى الورش التعليمية للكتابة والرسم، وجلسات القراءة باللغتين العربية والانجليزية لأهم الكتب.

وأوضح غيث: قبل أن نبدأ مشروعنا قمنا بدراسة المشهد الثقافي في دبي وتعرفنا على الاحتياجات الفعلية للفنانين، فارتأينا أن نقدم مساحات تعرض فناً معاصراً لأسباب غير تجارية وأن تكون تجريبية وتعليمية، ويقع على عاتقنا اليوم توفير مساحات لإنتاج الفن، لأننا نعيش في مدينة متطورة تقدر الفنانين، الذين يحتاجون إلى مكان للعمل مهما كان صغيراً سواء استوديو أو مكتب أو غيره، لذا قررنا أن مشروع «بيت الممزر» مهم جداً لدعم المشهد الثقافي، وأن 4 غرف وصالة كبيرة يمكنها بكل تأكيد أن تضم استوديوهات ومعارض فنية فريدة.

وأضاف: «قررنا أن لا نستثمر هذه المساحة كمتحف أو صالة عرض فقط، بل نستخدمها أيضاً لعرض أعمال الفنانين، وركزنا على طريقة العرض والتقديم والترويج للمعارض وأن تكون مختلفة واستثنائية، لأن الدخول في المجازفة والتجديد مطلوبان في تنوع المشهد الفني.

كما ارتأينا أن يكون «بيت الممزر» مساحة للإنتاج الفني، فالغرف الآن عبارة عن استوديوهات، يتم تأجيرها مقابل مبالغ رمزية حيث رغبنا بالفعل بأن تكون متاحة للجميع ولكل الفنانين الراغبين في الانضمام، وأن تكون في الوقت نفسه سهلة الاستخدام ومفتوحة طوال الأسبوع وعلى مدار الساعة، لأن أغلب المعارض تقفل أبوابها مساء، وهناك بعض الفنانين لديهم أعمال يقومون بها وعند انتهاء فترة دوامهم تكون الاستوديوهات قد أغلقت أبوابها، لذلك قررنا أن نبقي أبوابنا مفتوحة طوال الوقت، كما أن لدينا نظام إقامة الفنان، حيث يقيم البعض في المنزل لفترات معينة لإنجاز مشاريعهم فيكون بمثابة بيت واستوديو في الوقت ذاته».

واختتم غيث: على الرغم من أن المشروع لا يعتمد بشكل كبير على العائد المادي بقدر دعم الفن والفنانين، إلا أن بعض الفنانين يوفرون لنا مساعدات من خلال علاقاتهم أو التسويق وغيره، وهكذا نتعاون فيما بيننا جميعاً هنا، فالاستدامة في هذا العمل مهم جداً.

 

Email