كتّاب لـ «البيان»: بدايات التجارب الإبداعية مفتاح النجاح أو الإخفاق

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تضع التجارب الأولى ومحطات البدايات العديد من الكتّاب والرواة والشعراء في مواقف مختلفة، تجعلهم إما يحيدون عن طريق الكتابة ويعتزلونها نهائياً، أو تكون حافزاً لهم لبداية ناجحة، والاستفادة من الهفوات أو النقد الذي تعرض له العمل، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، فالبعض لا يرضى بالنجاح مرة واحدة، كما لا يرضى بالهزيمة تماماً.

وعن التجارب الأولى، أكد الكاتب الروائي والمسرحي الإماراتي جمال مطر، أن بداياته كانت في المسرح، استهلها بتجربة مختلفة، حيث تعمد أن تكون المسرحية على شاطئ البحر، فكانت تجربة إخراجية استثنائية، وهي التي شجعته على تقديم كل تجاربه المسرحية اللاحقة، وألا يتوقف عند ذلك النجاح ويرضى به.

أما عن تجربة جمال مطر الأولى في مجال الرواية، فكانت نتاج سنوات من العمل الصحافي والمسرحي، ما جعلها جيدة في نظره، وليست أكثر من ذلك، فروايته الأولى «كلب»، لم تتلقَ الكثير من النقد عليها، وقال: «على الرغم من أنني شخصياً لم أكن أشعر بالرضا التام عنها، ولم اعتبرها عملاً كبيراً لي، وما جعلني أستمر ولا أتوقف، هو بحثي عن عمل أفضل وأهم، أرضى عنه بالفعل، لتأتي بعدها رواية «ربيع الغابة»، التي اعتبرتها عملاً كبيراً وهاماً، وما زلت أظنها من الروايات الهامة في التجربة الإماراتية، وتلقيت عليها نقداً كبيراً، ربما أكثر من 5 نقاد كتبوا عنها بشكل جميل، وحتى من قرأ أجزاء منها، قالوا إنها جيدة وأعجبتهم».

وأوضح أن البدايات حتماً تدفع بالخطوات التي تليها، سواء كان الكاتب راضياً عنها أو حتى المتلقي، فهو من يقرر الاستمرار، سواء لتقديم عمل يفوق عمله الأول نجاحاً، أو ليتغلب على العوائق التي واجهته في التجربة الأولى، إلا أنه كان محظوظاً في تجاربه الأولى، ولم يتلقَ ردود فعل سلبية عنها، وذلك أيضاً لم يجعله راضياً مكتفياً، بل ظل يبحث عن تقديم الأجمل.

وأضاف: «كنت ولا أزال مقتنعاً أن البعض يكتب روايات لا فكرة أو قصة فيها، هي مجرد استعراض للغة وجماليات التعبير لديه، دون وقائع وأحداث جاذبة وممتعة، كتبت كلها على حساب اللغة والتحذلق، ليعوض الضعف في الأحداث، ببلاغة اللغة، وهي إشكالية أخرى، لذا نجد العديد من الشعراء الذين كتبوا الرواية لم ينجحوا فيها».

«في انتظار الشمس»

الكاتبة والشاعرة الإماراتية صالحة غابش، ترى أن الإصدار الأول هو خطوة أولى لتعريف الكاتب بنفسه للقراء والجمهور بشكل عام، وعادة تكون مغامرة يقوم بها الكاتب، مشيرة إلى أن القراءات النقدية للتجربة الأولى، جداً مفيدة، فبالنسبة لها عند صدور ديوانها الأول «في انتظار الشمس»، ضم مجموعة من القصائد العمودية والتفعيلة، وعكست بدايات تجربتها، وكتبت عنها قراءات نقدية مختلفة، فمنها المتزنة والمشجعة، ورأت فيه ميلاد شاعرة، فيما أن بعض القراءات النقدية أو النقاشات التي تمت خلال الندوات، أو تم نشرها، كانت ترى أن الديوان لا يرتقي للمستوى المطلوب.

وأضافت: «أخذت كل القراءات النقدية واحتفظت بها، وقرأتها بتأنٍ، إلى أن صدر الديوان الثاني بعد 5 سنوات، فكانت ردود الأفعال مختلفة، لأنني بالفعل استفدت من كل تلك القراءات النقدية والآراء المختلفة، ووضعتها بعين الاعتبار، كانت بمثابة مؤشرات وإضاءات للطريق، تكشف عن الجانب الذي يحتاج منّي لاهتمام أكبر، فلما صدر الديوان الثاني، كنت أكثر اطمئناناً، والبعض تساءل كيف تمكنت من تحقيق تلك القفزة النوعية، فالتجربة الأولى هي مفتاح النجاح أو الفشل، وهي تجربة تحدد استمرار الكاتب، لأن البعض لا يستمر بسبب الآراء غير المتوقعة التي يواجهها، والبعض يراها سلماً للصعود والنهوض بالأفضل، ما دمت تحب التجربة، عليك أن تتحمل تبعات الرحلة، أياً كانت ردود الأفعال».

تجربة وشغف

الكاتبة الإماراتية شيماء المرزوقي، اعتبرت أن الكتاب الأول أو التجربة الأولى لها، غير ناجحة نهائياً، وكانت ستؤدي بشغفها نحو الكتابة والتأليف، إلى الابتعاد تماماً عن المضمار.

وأضافت: «كنت محظوظة ببعض العوامل التي ساعدتني على الخروج من تلك التجربة المريرة، إلا أنني أخشى أن هناك ممن توجه نحو الكتابة الإبداعية، وقرر الابتعاد عنها بسبب إخفاقات البدايات، وهو مبدع ومميز، أقول بأنني محظوظة، بالاستمرار في هذا المضمار الجميل الخلاب الرائع، لكن ما يؤلمني أن تجارب البعض سببت لهم إحباطاً وألماً، ودفعتهم لهجر الكتابة والتأليف تماماً، لذا كتابي الأول، كان عبئاً، ولم يكن داعماً لأي خطوة لاحقة».

تشجيع كبير

واعتبرت المرزوقي الكتاب الأول لها عبئاً عليها، حيث لاقت تشجيعاً كبيراً لنشره، دون أن يكون قد اكتمل برأيها، فقد كانت عدة عوامل تنقصه، من حيث اللغة، والمراجعة الدقيقة، ومثل هذا المطب، قد يمر به البعض من المؤلفين، عندما يجدون التشجيع المبالغ فيه، وهم أيضاً متحمسون، لكن بعد النشر، تظهر لهم الآراء المختلفة، والتي بعضها تكون قاسية، وتظهر معها الأخطاء في الكتاب. وقالت: «بالنسبة لي هذا أكبر درس، وأثمن درس، وملخصه: عدم الاستعجال، والدقة، والمراجعة، ثم المراجعة للكتاب أو للعمل قبل نشره».

 

Email