فنون «البوب آرت» في دبي.. إبداعات تعزف أنغام التنوع والجاذبية

يعتبر «البوب آرت» والذي يعني الثقافة الشعبية أو الجماهيرية، من الفنون التي يمكن للإنسان أن يستخدم فيها أساليب مختلفة ليظهر تعبيراته وأحاسيسه الخاصة.

ويعد هذا النوع من الفن في دبي، تجسيداً حياً للتفاعل بين الثقافة العالمية والمحلية للفنون البصرية، وأسهم في إعادة تعريف الهوية الفنية محلياً وعربياً، حيث جذبت تقنياته المتعددة الفنانين المحليين والعالميين لاستكشاف موضوعات الهوية والتقاليد من منظور معاصر، كونها تتمتع بالتنوع والإبداع، واستخدام الألوان الزاهية إلى جانب الرموز الشعبية وعناصر الثقافة الإماراتية، مما يخلق حواراً بصرياً يجذب الزوار ويساهم في إثراء المشهد الفني المحلي انطلاقاً من دبي.

فن الشارع

وعن أهمية مشاريع فنون البوب آرت وقيمتها المعرفية في مجال الفنون البصرية والإبداعية، يقول خليل عبد الواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي: فن البوب، بألوانه الزاهية وصوره الجريئة وأسلوبه المميز، ترك تأثيراً كبيراً على عالم الفن منذ ظهوره في منتصف القرن العشرين.

نشأ هذا التيار الفني تحديداً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقد تجاوز الحدود ليجد مكانة فريدة في ثقافات متنوعة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة. اليوم، يستمر فن البوب في جذب الجماهير عالمياً، محولاً المساحات إلى بيئات ديناميكية وحصرية.

دعونا نستكشف كيف أثر فن البوب على الإمارات والعالم، وكيف يمكنه أن يجعل أي مساحة تبدو حصرية وقوية، ومن جانب آخر يعرف عن هذا النوع من الفنون البصرية باستخدامه الثقافة الشعبية والأشياء اليومية كمواضيع له.

وهذا يجعله سهل الوصول ومرتبطاً بجمهور واسع. ويتحدث فن البوب لغة عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية من خلال دمج عناصر من وسائل الإعلام الجماهيرية، والإعلانات، وشرائط الكوميديا، والسلع الاستهلاكية. ولقد ساهمت هذه الجاذبية العالمية في شعبيته الواسعة واستمراريته.

لمسات فنية

وفيما يتعلق بحضور فن البوب آرت وتقنياته كوسيله بصريه للتفاعل والحوار بين الجمهور المتلقي يقول الفنان الاماراتي خالد البنا: «مثل أي فنان، الألوان جزء حيوي من عملي، وأختار بعناية الألوان التي أستخدمها في كل قطعة. وأعتقد أنها تخلق حواراً بين الفنان والمشاهد. استلهم إبداعي من اللحظات اليومية وأحب تصويرها من خلال بعدي البصري.

أريد أن أحقق إحساساً بالألفة والحنين في جمهوري من خلال الحفاظ على الموضوعات بسيطة، وفي نفس الوقت إضافة اللمسة الفنية الشخصية إليها. من خلال فني، أرغب في التقاط مشاعر لحظة شهدتها أو عشتها، وتقديمها للمشاهد بطريقة تمكنهم أيضاً من الاستمتاع بها».

ويضيف: يعد الأسلوب التجريدي بالنسبة لي بصمة كبرت رقعتها مع سنوات الممارسة والتجريب والتي ارتبطت ارتباطا وثيقا ببيئتي المحلية مستوحياً إياها من كل موجودات الطبيعة، والتي من ناحية أخرى تأثرت في ملامحها وتراكيبها التي قد تكون معقدة نوعا ما بدراستي للهندسة المعمارية التي الهمتني شعف تطويع الاشكال والقوالب من منظور هندسي تحمل خيالاتي وانطباعاتي الخاصة في مجال الفنون البصرية المعاصرة.

مواهب محلية

وفيما يتعلق بفنون البوب آرت في دبي، يقول أستاذ الفنون الجميلة والفنان التشكيلي محمد حسين: من خلال طبيعتها الديناميكية والمرحة تضفي الأعمال الفنية بأسلوب البوب آرت طاقة إيجابية وتفاعلاً جماهيرياً على نطاق واسع حول فكرة العمل، وبصمة الفنان الشخصية كونه في الأساس من الفنون التي تنتصر لفكر وتطلعات الشباب واهتماماتهم، مما يجعلها وسيلة فعالة للتواصل بين الأجيال المختلفة.

ومن خلال المعارض والفعاليات الفنية في دبي، تكتسب هذه الفنون مكانة مميزة في الساحة الثقافية، مما يعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك الإبداعية التي تمر بها دبي، والتي تؤكد على دورها كمركز عالمي للفنون المعاصرة.

رسالة

ومن جانبه يقول الفنان الهندي المقيم في دبي شاهول حميد، والذي سبق أن حاز على جائزة مسابقة «ماركت الواجهة البحرية»: تمثل أعمالي الفنية ترجمة بصرية لأفكاري الإبداعية، مدفوعاً بالفضول حول تحويل أي فكرة إلى صورة عبر لوحاتي.

وأؤمن بشدة برسالة الفن التي أتشرف بأن أحملها وأوصلها بأمانة. ويسرني أن أتمكن من التعبير عما يجول في خاطري من أفكار عبر الفن الذي استمتع به بشدة، ولا يمكنني إيجاد الكلمات المناسبة لوصفه.

ويتابع: احتضنت دبي فن البوب آرت ليعكس المشهد الثقافي الفريد للمنطقة، حيث قام فنانون بدمج عناصر من التراث الإماراتي، والخط العربي، والزخارف التقليدية في أسلوب فن البوب آرت، مما خلق مزيجاً يتماشى مع الجمهور من كل أنحاء العالم. لا يقتصر هذا التكيف الثقافي على الحفاظ على جوهر فن البوب فحسب، بل يبتكر أيضاً طرقاً تعكس هوية الإمارات وقيمها.

بيئة إبداعية

ويعتقد الفنان التشكيلي والمتخصص في رسم الجداريات وفنون الشارع رامي الزغوي أن للفن تأثيرات متنوعة على المشاهد. ويتابع: بالنسبة للبعض، قد تكون لوحة الألوان هي ما يجذب إحساساً بالتشابه، بينما قد يكون الموضوع نفسه هو ما يؤثر على آخرين، وهناك من يرون شيئاً مختلفاً تماماً لكنه متوازٍ.

في مناسبات عدة، جاء إليّ أشخاص ليشاركوا وجهات نظر حول عملي، حتى أنني لم ألاحظها بنفسي. من الرائع أن أدرك أن فني قد لمس الناس.

ويضيف: بالنسبة لفنون الجداريات بوجه عام عبر تقنيات البوب آرت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى بيئة أكثر جذباً وتحفيزاً.

لقد درست جميع المدارس الفنية وتخصصت لميولي وحبي في المدرسة الواقعية وتصويرها في مساحات كبيرة ولدت ونشأت في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولدي صلة كبيرة وحب عميق للثقافة الإماراتية وتاريخها بما فيها من إبداع لذلك أمارس فنون الجداريات وفن الشارع عبر تقنيات متعددة لمدارس الفنون مثل المدرسة الواقعية والبوب آرت والتجريدية وغيرها مع إضافة لمستي الفنية وحبي للألوان وتحويل العمل الفني إلى مدرسة حديثة تنقل إحساساً بالحصرية والقوة للتيار الثقافي.

الأكثر مشاركة