معالم مصر التاريخية.. سير ثقافية فياضة بالجمال

الأماكن التاريخية في القاهرة تحولت على مر السنين إلى قبلة ثقافية وسياحية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتضن القاهرة أماكن تاريخية تحولت على مر السنين إلى قبلة ثقافية وسياحية، تجذب بجمالها الفريد الزوار من داخل مصر وخارجها.

وبالرغم من كثرة الأماكن وتنوع الاختيارات أمام من يزور القاهرة، إلا أن من أبرز المعالم التاريخية التي ستجبرك على تفقد جوانبها هي بيت الغوري، الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر ويشكل رمزاً من رموز الحضارة المصرية.

ويتكون بيت الغوري من مسجد ومدرسة، ويتميز بمئذنته الفريدة التي تأخذ شكل المبخرة، مع خمسة رؤوس تتوجها، ما يضفي عليه لمسة فنية استثنائية، ويعتبر المكان متكاملاً، حيث يضم أيضاً مدرسة وقبة وغيرها. تلك المدرسة تأسست داخل صحن المسجد لتدريس مذاهب الفقه الأربعة، حيث توافد الطلاب قديماً من كل حدب وصوب لتلقي العلوم الدينية، وهذا البيت يعكس عبق التاريخ الذي عاشته مصر، ويظل حتى اليوم مكاناً يجذب الزوار لاكتشاف تراثها الثقافي والديني. كما يعد بيت الغوري في القاهرة بوابة إلى ماضي مصر، حيث تُكتب فيه صفحات من تاريخ العلم والدين، ما يجعله وجهة لا يمكن تفويتها لكل من يرغب في استكشاف عمق الحضارة المصرية. قبة الغوري ليست مجرد وجهة تاريخية للسياحة، وهذا ما أكده الباحث الأثري، حسام زيدان، الذي يرى أنها مجموعة متكاملة ولها قصة تاريخية مترابطة عن سقوط الدولة المملوكية وقيام الدولة العثمانية.

وبحسب ما أكد حسام زيدان لـ«البيان»، فالربط بينها وبين باب زويلة سهل لأن هذا الباب عُدم به طومان باي والقبة هي مكان دفنه في الأغلب، وبالتالي لها تاريخ طويل يجعلها قبلة للسياح ومن يريد أيضاً التعرف على تاريخ مصر القديم.

حسام زيدان كشف أسرار قبة الغوري، وذكر أن التنوع الزخرفي والفني والمعماري فيها ثري جداً لأنها منشأة سلطانية وتتبع العصر المملوكي الجركسي والذي كانت الفنون المملوكية فيه وصلت لقمة تطورها. كما يعد بيت السناري معلماً تراثياً فريداً، ويعود تاريخه إلى الدولة العثمانية، فهو يتكون من جزأين، الجزء الغربي ويشمل المقاعد ‏وقاعات الاستقبال والجزء الشرقي ويشمل الغرف الثانوية. وبحسب ما وصفه حسام زيدان، فالبيت له مدخل منكسر وصحن وحواصل لأعمال المنزل وسلاملك وحرملك وعدة أدوار وغرفة ولادة وهذا يعطينا فكرة أن إبراهيم كاتخدا السناري، كان لديه الكثير من الخدم والجواري وهو الأمر الذي لم يكن يتيسر لكثير من الأتباع في العصر العثماني. حسام زيدان أفاد بأن بيت السناري، يعطي فكرة عامة عن الحالة الاقتصادية والفنية والمعمارية الأثرية في العصر العثماني.

الأمر ذاته أكده الباحث الأثري محمد حسن جابر في حديثه لـ«البيان»، إذ يرى أن بيت السناري هو مكان مميز في تاريخ مصر، منوهاً بالمرجعية التاريخية له. بيت السناري بحسب وصفه، يعتبر مميزاً وفريداً بين البيوت الأثرية لما بني عليه من تخطيط متكامل ومميز، وبالرغم من ذلك فالبيوت العثمانية المتمثلة في «بيت السناري»، تعطي لنا فكرة عن الطبيعة القلقة لهذا العصر لأن قليلاً ما يخلو بيت منها من سراديب فرار.

 

Email