روائع الفنون والمخطوطات الإسلامية تتألق في دبي

روائع فنية تاريخية فريدة، تحط الرحال في دبي خلال الأيام المقبلة، حيث تستضيف دار سوذبيز للمزادات في دبي خلال الفترة الممتدة بين 30 سبتمبر و4 أكتوبر المقبل، مجاميع أعمال متفردة من الفن الإسلامي بجانب لوحات فنية لأبرز الفنانين المعاصرين في المنطقة، وذلك في أول كشف عن أبرز مقتنيات المزاد لهذا الخريف.

ومن بين المعروضات قطعة برونزية إسلامية نادرة للغاية، وهي عبارة عن مجسّم لغزال من العراق من القرن الثامن الميلادي تقدّر قيمته بنحو 2 إلى 3 ملايين جنيه إسترليني في أول ظهور له في المزاد على الإطلاق.

وسوف يكون المعرض مفتوحاً للجمهور يومياً في مركز دبي المالي العالمي، وبعد ذلك ستنتقل القطع إلى لندن ليتم بيعها بالمزاد كجزء من أسبوع الفن الشرق أوسطي الذي تعقده دار سوذبيز كل عامين في شارع نيو بوند.

بانوراما

وتتضمن قوائم الروائع الفنية، غزالاً برونزياً من العصر الأموي يحمل توقيع عبدالله بن ثابت، وصنع لعبيد الله بن جابر، ربما في العراق، خلال القرن الثامن الميلادي (القيمة التقديرية 2 إلى 3 ملايين جنيه إسترليني).

ويعتبر هذا التمثال البرونزي النادر من أفضل التماثيل البرونزية للحيوانات الباقية من العصر الأموي ومطلع العصر العباسي المبكر، وهو إضافة كبيرة تعزز فهم النحت التصويري في القرن الثاني بالحضارة الإسلامية.

وهذه التحفة الفنية المعدنية تتميز بمظهر ملفت وقامة قوية، إلى جانب تفاصيل أخرى دقيقة إنما واضحة، وتمثل إحدى القطع القليلة من التماثيل المعدنية للحيوانات التي تحمل نقوشاً توثيقية (الأمثلة القليلة الأخرى المعروفة موجودة في مجموعات المتاحف). ويمثل هذا المعرض في دبي أول عرض للعمل أمام الجمهور.

كما يشتمل المعرض على نسخة مصحف مزخرفة وبرّاقة، نسخها الخطاط ياقوت المستعصمي في بغداد، ويعود تاريخها إلى عام 674 هـ/1275 - 1276 م (القيمة التقديرية: 600 - 800 ألف جنيه إسترليني).

ويضم المعرض أيضاً، مجموعة من 12 طبقاً فخارياً، من العراق تعود للعصر العباسي، أي القرن التاسع/العاشر الميلادي: (القيمة التقديرية: 40 - 60 ألف جنيه إسترليني).

تُظهِر هذه المجموعة الأنيقة من الأوعية، تقنية الزخرفة باستخدام الفخار اللامع - من أكثر التقنيات تطوراً وتكلفة وصعوبة في تلك الفترة - والتي يُعتقد أنها نشأت في العراق بالعصر العباسي خلال القرن التاسع، على يد فناني الخزف الذين سعوا إلى تقليد بريق الذهب. وتقدم هذه الأمثلة الجميلة مجموعة غنية من التصاميم، من الزخارف الحيوانية إلى سعف النخيل المجردة.

ومن بين الأعمال الأخرى، ورقة مرسومة مزدوجة الجوانب من كتاب «خواص الأشجار» لديسقوريدس، من بلاد ما بين النهرين (العراق)، تعود إلى القرن الثالث عشر (القيمة التقديرية: 20 - 30 ألف جنيه إسترليني).

وتُعد هذه المخطوطة المصورة واحداً من الأمثلة القليلة المتفرقة لمنمنمات «مدرسة بغداد»، وتمثل الجسر بين الأسلوب البيزنطي الكلاسيكي المتجذر في رسم الكتب في فترة أواخر العصور القديمة.

مدارس فنية حديثة

من بين الأعمال التي يضمها المعرض، أعمال عارف الريّس الذي بدأ الرسم في سن مبكرة، وطور مسيرة فنية تميزت بالسفر والدراسات في جميع أنحاء أوروبا وغرب أفريقيا والعالم العربي.

وأقام الريّس أول معرض له في العام 1948 وهو في العشرين من العمر، قبل أن يستقر لفترة قصيرة في السنغال ثم في باريس، حيث انضم إلى استوديوهات فرناند ليجيه وأندريه لوت، وقسم وقته لاحقاً بين فلورنسا وروما. وفي العام 1963، عاد إلى موطنه لبنان، وكانت أعماله شاهدة على العديد من التأثيرات التي تعرض لها أثناء غيابه.

ويحتضن المعرض إبداعات محمد السليم أحد أبرز الفنانين المعاصرين في المملكة العربية السعودية، وقد ساهم بشكل كبير في نمو وتطور الفن في المملكة. وباعتباره رائداً حقيقياً، وأقام السليم أحد المعارض الفنية الأولى في الرياض عام 1967، وفي العام 1979 أسس معهداً متعدد التخصّصات وغير ربحي وفّر مساحة إبداعية لتجارب الفن والعروض (وكان الأول من نوعه في المملكة).

ويتضمن المعرض لوحة الفنان أيمن بعلبكي، «حيّ جوبر»، 2014 (القيمة التقديرية: 50 - 70 ألف جنيه إسترليني). إذ أُنجزت هذه اللوحة في العام 2014، خلال فترة من التركيز الفنّي على الحرب في سوريا، وهي تصوّر حي جوبر الدمشقي الذي عانى من دمار واسع النطاق أثناء الأزمة.

كما يضم المعرض عمل ويلي عرقتنجي (من دون عنوان)، 1988 (القيمة التقديرية: 40 - 60 ألف جنيه إسترليني).

ويفتح معرض سوذبيز أبوابه أمام الجمهور، يومي الاثنين 30 سبتمبر والخميس 3 أكتوبر 2024 من الساعة 3 بعد الظهر إلى الساعة 6 مساءً، وأيام الثلاثاء 1 أكتوبر والأربعاء 2 أكتوبر والجمعة 4 أكتوبر 2024 من الساعة 10 صباحاً إلى الساعة 6 مساءً.