«مترو دبي للموسيقى».. محطات بهجة مسكونة بألق الألحان والثقافات

يتوقف المارة حاملين حقائب عملهم بعد يوم طويل للاستماع والاستمتاع بأنغام الموسيقى المتنوعة التي تضمها محطات مترو دبي الرئيسية ضمن مهرجان مترو دبي للموسيقى الذي تنظمه براند دبي الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات، ويستمر حتى 27 الشهر الجاري في المحطات الرئيسية التي تشمل: دبي مول، مول الإمارات، برجمان، الاتحاد، مركز دبي للسلع المتعددة، بدءاً من الخامسة عصراً حتى العاشرة مساء.

يشارك في المهرجان نخبة من الموسيقيين المحليين والعالميين المتميزين بعروضهم الموسيقية ضمن حدث يعد الأول من نوعه في المنطقة، للخروج بالفن من القاعات المغلقة إلى الجمهور في محطات المترو، ليتمكن أكبر عدد من الجمهور من الاستمتاع بالموسيقى وهم يتنقلون بين المحطات للوصول إلى وجهتهم.

وتوقف عدد كبير من الأشخاص يحملون هواتفهم لتصوير عروض الموسيقى المقامة في محطة دبي مول، يحاولون تسجيل اللحظة، فيما يطلب منهم العازفون مشاركتهم في التصفيق والتشجيع ليتجاوبوا بشكل تلقائي معهم، على رغم اختلاف ثقافاتهم وتنوع أجناسهم في هذه المدينة المميزة بتنوعها الثقافي والاجتماعي.

مرهف العذيبي استوقفه عازف من مالي واستغرق وقتاً وهو يصور بهاتفه ويستمع للموسيقى، وأشار إلى أنه لم يكن يعلم عن انطلاق المهرجان إلا أنه تفاجأ بالفرق الموسيقية الموزعة في مختلف محطات المترو، مما جعل الرحلات برأيه في نهاية يوم عمل متعب تبدو أكثر لطافة وجمالاً.

وأوضح ألايجا ويم من اسكتلندا أنه وزوجته شاهدا إعلانات المهرجان منذ عدة أيام واستعدّا للتواجد وأحضرا معهما مأكولاتهما ومشروباتهما المفضلة وافترشا الأرض في أحد أركان المحطة للاستمتاع بالعروض حتى نهايتها، مؤكداً أن دبي مدينة المفاجآت وهي دائماً ما تحمل كل ما هو جديد وجميل لسكانها وزوارها، ودائماً ما تبهرهم بما تقدمه.

وأشارت سارة زقزوق من مصر إلى أنها استمتعت كثيراً بهذه الفعاليات، فهي من رواد المترو وتستخدمه بشكل يومي، ووجود تلك الفرق الموسيقية يعد فرصة جميلة لقضاء وقت ممتع خارج إطار العمل والرسميات وقاعات الاحتفالات.

الفنان أداما داؤو من مالي، الذي يعزف الموسيقى التقليدية لبلاده والعديد من المقطوعات المشهورة في أفريقيا على آلة «بلافون»، أكد أنه يزور دبي لأول مرة وسعيد جداً بذلك، إذ سمع عنها الكثير وإنه محظوظ إذ أتيحت له الفرصة للمشاركة في هذا المهرجان، مضيفاً: «تفاجأت بالجمهور الذي يتفاعل مع ما أقدمه يومياً وبكمية التجمهر حولي كل يوم منذ بدأنا ولم أكن أتوقع ذلك، فالناس هنا لديهم ذوق رفيع في الموسيقى ويحبون ما أقدمه، وهذا يدفعني لأن أتفاعل معهم بشكل مباشر ولا أشعر بالوقت».

أما الفنان لويس أرافينا من إسبانيا الذي يعزف على آلة «الشينشين» فقد أعرب عن سعادته البالغة بكونه بين هذا الكم من الناس المحبين للموسيقى والذين يتقبلون مختلف أنواعها بكل محبة، وأكد أنه معجب جداًً بدبي وجمال مبانيها وطرقها ومرافقها وأسواقها.

بدوره أشار طارق خان أحد المنظمين المسؤولين عن الفنانين أنه فخور جداً بهذه المشاركة النوعية التي تتبناها دبي، والتي تدعو من خلالها جميع الناس للاستمتاع بالموسيقى بشكل مجاني وفي أماكن عديدة.

وأفاد أن دبي مدينة المهرجانات بجدارة، وتسعى دائماً إلى مد جسور الصداقة والثقافة والفن بينها وبين العالم أجمع، وهي من خلال هذا المهرجان تعزز من أهمية الفن وخاصة الموسيقى وتتيح المجال لكل محبي هذا الفن للاستمتاع به دون أي مقابل.

الأكثر مشاركة