متحف جاسم آل علي.. 80 ألف قطعة تاريخية وتراثية

المقتنيات التاريخية والتراثية ليست مجرد منتجات من ماضٍ أو حاضر، ولكنها هامة للمهتمين بالتعرف على حضارة وتاريخ المنطقة، ولذا نجد أن من أصبحوا حراساً للتراث هم الأكثر ثقافة في مجال تقديم المعلومات عن القطع التي تحتضنها متاحفهم، كما أن البعض يعمل للحصول على مقتنيات من دول العالم، لإتاحة الفرصة أمام محبي جمع القطع التاريخية والتراثية للتعرف على حضارات العالم من مكان واحد، وقد بدأ جاسم بن عبيد آل علي في عملية البحث والجمع منذ 40 عاماً، وكرس وقته لإنشاء متحفه الشخصي لشدة حرصه على استمرار عملية نقل صور من ثقافات أهل الإمارات منذ الماضي وحتى اليوم، حتى بلغ عدد المقتنيات 80 ألف قطعة ما بين التاريخية الثمينة والتراثيات النادرة.

نوادر تاريخية

من النوادر التاريخية والتراثية في المتحف نجد المصاحف والعملات القديمة، وأيضاً وثائق تعود إلى العهد العثماني، بالإضافة إلى مجموعة من ساعات الجيب القديمة التي بلغ عددها 500 ساعة مصنوعة من الاستيل، و30 ساعة حائط قديمة يعود بعضها إلى الثلاثينيات، إلى جانب الكاميرات وأجهزة الراديو القديمة تعود إلى ما بين ثلاثينيات وستينيات القرن الماضي، حيث يرى جاسم آل علي أن عملية البحث والجمع وإنفاق المال واجب وليس مجرد هواية، لأن للتراث سدنة يحافظون على استمراره، خاصة أن الدولة تناشد دوماً أبناءها بالمحافظة على الماضي وما كان حافلاً به من أصالة تراثية سواء مادية أو شفهية، وذلك يجسد الحرص على ماضي الأجداد، وتلك المنقولات أو اللقى التي تعد صوراً للحظات حياتهم وأيامهم وكيف عاشوا.

يحرص جاسم آل علي على المشاركة في الفعاليات التراثية ليصل إلى رواد المهرجانات والمعارض، لأجل أن يسلط الضوء على بعض مما امتلكه الأجداد وكان ثميناً بالنسبة لهم، مثل (البشتختة) أو الحاكي الذي يدير الأسطوانات لأجل سماع ما بها والجانب السفلي من الخشب، وأجهزة المذياع التي كانت ثمينة ومهمة للتواصل مع العالم خارج إطار المنزل.

الحرص على البحث والاقتناء هو دليل على أهمية الاستدامة بكامل معناها لأجل حفظ صور ثقافة وحياة الماضي من عمر دولة الإمارات، ويرى الناس من خلالها كيف كانت الحياة وممارسات الأجيال التي رحلت تبرز من خلال القطع التي تجسد ماضي الآباء والأجداد، وتصور ممارسات حياتهم المختلفة، ولأجل عملية الاستمرار في حفظ النوادر لا بد من العناية والرعاية، وأيضاً البحث الدائم للحصول على ما يمكن أن يكون موجوداً في مكان ما ولم يكتشفها أحد، ومن هنا يأتي دور أصحاب المتاحف ومحبي المقتنيات في التواصل لأجل الوصول إليها، وربما يتم دفع مبالغ كبيرة لأجل الحصول عليها وضمها لبقية القطع التي يأتي محبو التاريخ والتراث لمشاهدتها.

الأكثر مشاركة