فاطمة عيسى علي.. مبدعة قصص ألف باء الحرف اليدوية

الراوية فاطمة عيسى علي، واحدة من رائدات سرد الحكايات النابعة من الماضي، ومن المواقف والحياة اليومية، تلك المواقف التي تترك في داخلها الذكريات التي تحولت إلى تلك الذخيرة من الموروث، لتشارك بها الآخرين خلال الفعاليات والعروض التراثية، وهي تلك الفتاة التي لم تكن تعلم أنها ستكون ذات يوم راوية، تتم دعوتها للمشاركة في مختلف المناسبات، فقد كانت تتعلم لتتأهل لحياتها وأسرتها، ولم تكن تخطط لما ستكون عليه، ولكنها أصبحت تبدع منذ طفولتها في كل المهارات الحياتية، وتفخر كونها ماهرة في مطبخ الأسرة، أو خياطة كل أنواع الملابس، من قبل أن تتعرف إلى ماكينة الخياطة، حيث كانت تحيك للرجال في أسرتها وللسيدات، وفوق ذلك تعلمت مختلف الحرف اليدوية التي تعرف بين الفتيات والسيدات، ثم تعرفت إلى (خوص فطوم)، وهو تلك الخيوط من الفضة، والتي تدخل في صنع الشرائط التراثية، عبر العمل اليدوي على(الكاجوجة)، حيث أصبحت تتقن تلك القطع الثمينة، التي أصبحت تركبها على الأثواب النسائية.

ذلك الجزء من حياتها، هو لا يختلف عن حياة أية فتاة في مدينة كلباء، حين كانت كلباء تعتمد الأسر فيها كلياً أو في الغالب على العمل اليدوي، أكثر من الأدوات المتطورة، تلك التي لم تكن تتوفر بسهولة، ولكنها تقول إنها لم تترك أية فرصة لتتعلم وتبحث عن طريق والدتها، عن الجديد في كل شيء، وفي ذلك الوقت، لم تكن تبخل بما تعلمته على الأخريات، حيث يحببن سماع تجاربها ونجاحها عند إتمام كل ما تتعلم، وحين دخلت إلى مركز التنمية الاجتماعية، كان ذلك لتطوير مهاراتها، عبر التعرف إلى الجديد الذي يطرح في الأسواق، وتقوم الإدارات بتوفيره لتتعلم السيدات والفتيات، ويدخلن التقنيات المتطورة ضمن كل قطعة، حتى إنها أحبت تلك اللفافات من الصوف والسنارتين، وكذلك في ما بعد انضمت إلى نادي الفتيات، وتشارك مع الخدمات الاجتماعية حضورها تلك الفعاليات التي تقام، وحين تعرض خلال الرحلات أو اليوم المفتوح أية مشاركة، فإنها تكون من ضمن الفريق مساهمة.

تعلمت كيف تكون لبقة مع الضيوف، وهي تلك التي تحترم وتقدر أهلها، وهي ابنة كلباء، حيث العائلات كأنها أسرة واحدة، ما يثري الروح بالحكايات التي تكتب بحبر المحبة والتآخي، وتتألق لديها ملكة التحدث خلال اللقاءات، وحين تكون هناك ورش جماعية، حيث تؤمن أن الإنسان يولد لا يعلم شيئاً، ولذا، عليه ألا يرفض أي فرصة للتعلم، ولذلك، هي تحب التزاور، لأنه يجعلها تلتقي بالأخريات، ما يجعلها تحكي لهن عن أهمية العمل الجماعي لتطوير المهارات، وأيضاً كي تنقل للفتيات أهمية تعلم الحرف التراثية من الأمهات، ومن ثم نقل ما تعلم إلى الآخرين أو أمثالهن من الفتيات.

الأكثر مشاركة