علياء الدرعي.. ذاكرة ممتلئة بجمال الماضي

في فترة ما قبل الاتحاد بقليل ولدت علياء بنت مبارك الدرعي في فريج العويسات، وبعد مولدها بعامين سافرت أسرتها إلى دولة الكويت، ودرست هناك حتى الصف الخامس ثم عادت الأسرة إلى حي فريج العويسات، حيث هناك تعبق منذ الفجر رائحة البن ممزوجة مع روائح الخبز الذي يصنع في وقت باكر على (مخبز الخمير) الصاج الأسود، وتلتقط ذاكرتها صوراً جميلة للأمهات وزينتهن وعطورهن، فيكبر ذلك المخزون من الموروث في روحها، وهي تمني النفس وتخطط أن تكون مثلهن وعلى خطاهن حين تكبر، وأن تعلم أبناءها ذلك كما تعلمت وأحبت كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد.

وتقول إن الماضي لم يأخذ معه الموروث الإنساني لأن الأمهات حرصن على أن يبقى نشطاً وحاضراً وجزءاً مهماً من الحياة في أي زمان مهما تطور العالم وطغت لغة التكنولوجيا الحديثة.

تستيقظ كل صباح على أصوات فناجين القهوة وحيوية أفراد الأسرة وكل شخص يعلم أن لديه مهام لا بد أن ينجزها حتى الأطفال يتم تكليفهم ببعض المهام ويمنحون في مقابل تأدبهم وطاعتهم الكثير من الوقت للعب في ذات الوقت لا بد أن يواصلوا الذهاب للحصول على العلم وحتى بعد أن فتحت المدارس كانت الأسرة تحرص على أن يكون جزء من الإجازة لحفظ القرآن.

أحبت علياء تلك المناسبات التي تقام ليتشارك الجميع الفرح مثل ختم القرآن أو نجاح أحد أبناء المنطقة بتفوق، كما كان الأهالي يحتفلون بنجاح جميع أبناء المنطقة حيث المهم النجاح وإضفاء أجواء من الفرح في المنطقة.

كانت علياء تنتظر بلهفة الفتيات الصغيرات تلك الأيام التي تحدث فيها خطبة بين أسرتين لأن ذلك يعني أن هناك أياماً من الفرح بدءاً من التجهيز لاحتياجات العروس ثم ليلة الحناء وليلة عرض مجوهرات العروس وما تم تجهيزه من الملابس والعطور، وكل ما يتعلق بالأيام الجميلة التي يعيشها الكل، وكأن العرس لكل أهل المنطقة، ولذلك ما حفظته علياء مع الوقت ليصبح كنزها الذي تحمله بين الذاكرة والروح.

وتنقله من خلال السرد في المناسبات التراثية وأيضاً خلال الفعاليات وليكون جزءاً من القصص التي ترويها للأطفال ولطلاب وطالبات المدارس، وقد قامت بحفظ مجموعة من القطع التراثية للعرض ولا يقتصر الأمر على مجرد المشاركة في الاحتفالات التراثية بل حرصت على المشاركة في الاحتفالات الوطنية، ومثلما تعلمت التكافل بين أفراد المجتمع دعمت المبادرات المجتمعية، حيث شاركت في توزيع الإفطار في شهر رمضان، وسجلت عضوية في نادي الأصالة لأنه يحث على التمسك بالتراث مهما حدث من التطور والتقدم.