مطر بن علي الكتبي.. ذاكرة الآبار العميقة

يعد مطر بن علي بن غرير الكتبي من منطقة سهيلة بإمارة الشارقة، مرجعاً في معرفة أية معلومة تتعلق بـ«الطواية» الآبار، وهو ذلك الشاعر الذي يردد الأبيات من الشعر الشعبي والتغرود، وهو المضياف؛ لذلك فهو رجل التراث والثقافة الشعبية للمنطقة وما حولها.

تنقل بن غرير وهو طفل مع أسرته بين عدة مناطق، فحيثما وجدت الآبار فإن أسرته تكون هناك؛ ولذلك فهو خبير بالآبار وتاريخها؛ لأنه عاش فترة بجانب بئر الزبيدة، وأيضاً بئر بن غرير وسهيلة، إضافة إلى آبار أخرى، مثل طوي سيف.

وهذا التنقل كان ملهماً للرجل؛ حيث أصبح ذلك المستكشف للمناطق البرية، وهو من يخبر وسائل الإعلام عن تفاصيل الأماكن وتاريخها، وخاصة تلك التي يكون الانتقال لها ما بين الشتاء والصيف؛ لأن العائلات كانت تنتقل كل ثلاثة إلى أربعة أشهر إلى منطقة، والتقطت ذاكرته مصطلح مكدة، ويسمى العمل أو الحرفة؛ حيث وجد أن الرجال يصنعون السخام أو الفحم من الحطب، فأصبح يشارك في السفر الذي قال عنه إنهم كانوا يطرشون؛ أي يسافرون إلى رأس الخيمة وعجمان والشارقة.

أبيات شعر

حفظ الكثير من أبيات الشعر الذي كان يقال في ليالي السفر؛ حيث تكون هناك مطاياهم التي تحمل بضائعهم، وكلما استقروا في مكان كان البعض يسلي خاطره ليدفع وحشة المكان بقول أبيات من القصيد، ثم التحق بالجيش ومقر القوات في الشارقة في الستينيات، ورغم ذلك لم يتوقف عن التنقل بين المناطق، يشارك الأهالي والأقارب مناسباتهم، وهو يرى أن كل المكتسبات الثقافية المتوارثة أمانة لا بد أن تبقى، ومسؤولية لا بد من الحفاظ عليها ونقلها للأبناء والأحفاد.

يعد بن غرير المجالس مدارس؛ ولذلك يحرص على حضورها مع أبنائه، وأيضاً استضافة الرجال في «حضيرته» قبل أن تقام وتبنى المجالس وصالات الاستقبال في البيوت، وهو يحرص على تلبية كل الدعوات من القنوات الفضائية لأجل نشر كل ما يتعلق بالعادات والتقاليد والمسميات؛ لأن هذا بالنسبة له مهم لنشر التراث الإماراتي، ولأنه يرى أن الأمر واجب لا جدال فيه.

الأكثر مشاركة