الفنون الشعبية والأعياد..أهازيج ورقصات حافلة بالجمال والدلالات

تسجل الفنون الشعبية على مر الأيام، مفردات ثقافة المجتمع وتطورها وأنماط التفاعل الاجتماعية في مختلف المناسبات والأحداث التي تقع في محيط الحياة الاجتماعية، وفي السياق، تتجلى رمزيات وجماليات العيد في أنواع الفنون الشعبية في الإمارات، بصور متنوعة، أخاذة، حيث نتبينها وننجذب إليها ونحن نتابع عروض إحدى الفرق بينما تقدم فنونها في الأماكن المخصصة لها. إذ تشكل الكلمات والحركات ملامح ولوحات فرحة الاحتفال بالعيد.

ويلفتنا في هذا الصدد، ما تنطوي عليه هذه الفنون من معان جميلة، حيث تستقبل الفنون الشعبية المميزة ضيوف الدولة بالأهازيج وأصوات الطبول للترحيب لتعكس حضارة الإمارات الغنية، ومكون العادات والتقاليد والقيم والثقافة فيها. وكم تتبدى شيقة بهية لوحات الأهازيج والرقصات التي تؤديها الفرق في مناسبات الأعياد، لترسم الفرح على وجوه الناس، ولتلون فرحة العيد بعبق الفن واللحن والكلمة. وذلك نلحظه ونختبره بجلاء مع شتى عروض الفرق، في عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى وعيد اتحاد الدولة وغير ذلك من المناسبات الوطنية والمجتمعية البارزة.

بيئة بحرية

«البيان» التقت الباحث وخبير التراث الفني علي خميس العشر السويدي والذي لديه عدة إصدارات حول الفنون الشعبية في الإمارات، حيث يقول: تختلف الفنون الشعبية باختلاف البيئة الموجودة فيها مثل البيئة البحرية والبرية والبيئة الزراعية والجبلية، والأكثر انتشاراً وكذا التي فنونها أكثر تداولاً حتى يومنا هذا هي البيئة البحرية حيث يوجد فيها فنون شعبية كثيرة ومتنوعة منها التي تغنى في داخل البحر مثل الخطفة والحدوات البحرية ورفع الشراع والتجديف، ومنها ما يغنى خارج البحر، وهذه الفنون هي فن العيالة وفن الليوا وفن الاهلة والكثير من الفنون المتنوعة.

موروث شعبي

ويتابع: تحرص الكثير من الفرق الشعبية على إبراز الموروث الشعبي بأصالته، حيث يتميز أعضاؤها بالقدرة والمهارة والإتقان في أداء الفنون الشعبية وفق طرازها وشكلها الأصلي. ولديهم الاهتمام بنشر وتعليم تلك الفنون والمحافظة على الموروث الشعبي وحمايته من أية شائبة أو مس أو تشويه أو تلاعب. ويضاف إلى ذلك تمتعهم بالقدرة والمعرفة للقيام بالأداء والتنويع في كثير من ألوان الفنون الشعبية والتي ممكن أن تؤدى في الساحات أو في المسارح بجدية ومهارة، وذلك لتوفر الخبرة في أداء الفنون الشعبية على مستوى الدولة أو دول مجلس التعاون.

وتحدث العشر عن أكثر الفرق الشعبية التي تغنى في الأعياد والمناسبات، وهي: العيالة والحربية. وعروض فرق الشحوح وفرق فنون البحر. وبين أن هناك فرقاً تؤدي استعراضاتها على حسب كل منطقة وبيئة، فكل فن له مستمعون ومحبون، مثل الحربية وفن الرزيف والعرضات البدوية التي تؤدى وتنتشر عند أهل البر والبوادي، وفن العيالة الذي له محبون ويؤديه أهل البحر والسواحل، وفنون الشحوح يؤديها ويتقنها أهل الجبال وهي الأكثر طلباً لأنها تتميز بحركاتها الجميلة في الأداء وأكثر قصائدها من الحماس والمدح وشرح عن الحروب والمعارك والدفاع عن الوطن.

فن الأداء

وتابع العشر: إن أغلب هذه الفنون تؤدى بطريقة تكون صفين متقابلين بينهما صف الإيقاعات ويوجد شخص يتحرك بينهما يقول أبيات القصيدة التي تغنى ويسمى الشاعر أو الشيال أو المغني.

الأكثر مشاركة