مركز «تراث» في الشندغة يحتضن أسرار الحرف اليدوية بدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين الماضي والمستقبل مسافة طويلة، لا يمكن لعقارب ساعة الحاضر وتوالي أيامه اختصارها، ولكن دبي استطاعت بفكرها أن ترسم ملامح المستقبل، وأن تفتح قلبها أمام نجوم الابتكار والإبداع، فأضحت وجهتهم المفضلة، حيث وجدوا فيها أرضاً للفرص والنجاح، حيث أصبح «الأداء المتميز اليوم علامة مسجلة لدبي»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وها هي دبي المدينة النابضة بالحياة قد بدأت بطرق أبواب المستقبل، عبر اهتمامها بأسرار الذكاء الاصطناعي وإمكانيات تحويل استخداماته إلى تطبيقات عملية تدعم القدرات البشرية، وتسهل حياة الناس، لترفع بذلك سقف الطموحات، وتكون الأكثر استعداداً للمستقبل.

في رحلتها نحو المستقبل، لم تنفض دبي يدها من ماضيها وتراثها، فقد أحاطته برعايتها وجعلت منه مصدر إلهام للأجيال القادمة، لتفتح أمامهم أبواب متاحفها، حيث تحفظ بين جدرانها كنوز دبي الثمينة، وتحفزهم للسير على خطى الآباء والأجداد، والتعرف على الحرف اليدوية واستثمارها في مشاريع ثقافية وصناعات إبداعية ملهمة، وهو ما يمكن اكتشافه عبر جولة بين أروقة مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية، الواقع في حي الشندغة التاريخي، حيث تبوح غرف المركز العامرة بأصوات الأجداد وشكل الحياة القديمة، بأسرار الحرف اليدوية، والتي يقدمها على لسان نخبة من الخبراء والمختصين في التراث والحرف وصناعة المنتجات التراثية، والذين يحملون على كاهلهم مهمة تعريف الناشئة والأجيال القادمة على طبيعة هذه الحرف وإكسابهم ما يحتاجونه من خبرات ومهارات ومعارف تمكنهم من الإلمام بأساليبها وأنواعها وحضورها في الذاكرة المجتمعية، ما يسهم في إبراز التقاليد والثقافة المحلية.

تصاميم

تحت سقف مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية تبرز روائع حرفة «التلي» التقليدية التي أدرجتها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» على قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي، في إطار جهودها لصون وحماية «التلي» الذي تعودت النساء على ممارسته داخل بيوتهن لإنتاج قطع مطرزة لتزيين أطراف الثياب النسائية، كما تلمع صفائح الفضة، وقد تحولت إلى تصاميم مبتكرة يمكن استخدامها في الحياة اليومية، كما يبرز المركز إبداعات المرأة الإماراتية وقدرتها على التعامل مع سعف النخيل وصبغه بالألوان وتطويعه بأشكال متنوعة تبرز جمالياته، لتبين إمكانية الاستفادة من مخلفات شجرة النخيل في إنتاج أشكال مختلفة من الأواني والسلال والحقائب، وغيرها.

وأنت تتجول في زوايا المركز يرافقك صوت النهام، وأناشيد البحر، حيث تتابع فيه حرفة «صناعة القراقير» على اختلاف أحجامها، فيما تشد «صناعة الحبال» عضد الحرفيين، الذين يستمتعون بروائح «الدخون» باستخدام العود والعنبر والمسك وماء الورد، إلى جانب أنواع الزيوت العطرية.

Email