فنان إماراتي يرى أن الهوية الوطنية متأصلة في المفردات التراثية والبيئية

محمد الأستاد: مشروع «دانات الشواطئ» هبة الطبيعة وعبقريتها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«على قدر احترامك للطبيعة تحترمك، وعلى مدى اهتمامك بها تهتم بك وتعطيك من خيراتها وجمالها. والعكس صحيح، فكلما أهملتها أو دمرتها أرتك من جبروت غضبها وحجبت الجمال عنك».

هكذا عبر الفنان الإماراتي محمد الأستاد، نائب رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عضو مجلس أمناء أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، عن واحد من أبرز مشاريعه تجسدت بأعماله مع الطبيعة التي أطلق عليها «دانات الشواطئ»، باعتبارها فن يمثل هبة الطبيعة وعبقريتها.

وقال في حوار لـ«البيان»: «بما أننا نعيش على كوكب واحد ولكن في عوالم مختلفة، فلا بد أن نعرف كيف نتعايش مع باقي الكائنات، لذلك كان لا بد لي من عقد اتفاقية اهتمام وتعاون وحوار ثقافي فني تشكيلي بناء بيني وبين الطبيعة، وناديت بدعوة مفادها «دعوا الطبيعة ترسم لنا»، واتجهت هنا للشواطئ وأجريت الكثير من التجارب عليها؛ ففي 1998 كانت أولى التجارب، حيث حفرت حفرة على الشاطئ تتعرض للمد والجزر، وفرشت فيها خامة الكانفاس واستخدمت الزعفران والرمان وبرادة وقطع الحديد الصدئة وغطيتها بالقماش، ودفنتها لمدة أسبوع فكانت النتيجة أن الحديد والبرادة حدثت لها الأكسدة ونتجت عنها أشكال مختلفة وتدرجات لونية مختلفة. وعلى مدى 26 سنة أنتجت الكثير من الأعمال الفنية بهذه الطريقة، فكانت هذه إضافة عالمية لعالم الفنون البصرية».

فرادة

وأوضح الأستاد أن أهمية فن «دانات الشواطئ» في كونه طريقة جديدة وفريدة من نوعها، ففيها علاج للنفس وراحة للأعصاب وتفريغ الشحنات السلبية من خلال خطوات العمل، كما انها مصدر سعادة في التعامل مع الطبيعة، وهي تأكيد على أهمية تعاون الفنان مع طبيعته المحيطة لاكتشاف جمالها والمحافظة عليها.

وأشار إلى أن تلك الطريقة الفنية التي اعتمدها تقدم فرصة لإعادة التدوير بما يدعم الاستدامة، وتؤكد أهمية تكوين الشخصية العربية الفنية الابتكارية التي تخدم الفن وتضيف إليه وتستطيع مخاطبة الطبيعة، بما يتيح فتح نوافذ جديدة في عالم الفنون البصرية، لافتاً إلى أهمية كسر الخوف من التجربة والبحث عن مواد من الطبيعة واجتراح أساليب جديدة لإنتاج الأعمال الفنية.

وأفاد الفنان محمد الأستاد على أن العمل بأسلوب «دانات الشواطئ» يبدأ باختيار مكان مناسب على الشاطئ لحفرة ملائمة للعمل، ثم وضع القماش في قاعها مع قصاصات الحديد والبرادة بشكل فني، ثم استخدام بعض قطع من الكرتون أو البلاستيك لتغطية بعض الأجزاء، يلي ذلك تغطية كل تلك المواد بقطعة قماش، ثم ترك المكان، لمدة أسبوع أو أسبوعين وبعدها يستخرج العمل الفني بحذر.

ويعمل الأستاد حالياً على تطوير أعمق لأسلوبه الفني مع إدخال النحت والأعمال الحديدية، وإضافة ألوان غير تلك التي تنتج عن الحديد والزعفران، وهي الأسود والبرتقالي و«التركواز».

وحول حفاظه على الهوية الوطنية من خلال هذه الأدوات في فنه، قال الأستاد: «الهوية الوطنية متأصلة في روحنا بكل أبجدياتها، وإذا أردنا إبرازها علينا التأمل في مفرداتها التراثية والبيئية واللغوية والاجتماعية».

Email