زينب الحداد: القراءة مفتاح الكتابة ومصدر الإبداع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تهوى الكتابة لأنها القوة التي تمكنها من التعبير عما يجول في عقلها، وهي أداة ساحرة لنقل ما يحدث في المجتمعات أو حتى ما يمكن أن يحدث، ومن خلالها يمكن للغرائبيات أن تصبح مقبولة، بل ومطلوبة لتضيف سحراً مختلفاً على القصص التي ترويها، الكاتبة الإماراتية زينب الحداد وجدت نفسها في الكتابة كما لم تجدها في أية هواية أخرى.

وأكدت الحداد أن القراءة هي مفتاح الكتابة، حيث تزودنا بمخزون ثقافي ولغوي، وتعد مصدراً لثراء إبداعنا الأدبي.

فازت الحداد مؤخراً بالمركز الرابع بجائزة غانم غباش للقصة القصيرة في دورتها 15عن قصتها «وامتلأ قلبه»، وقالت لـ«البيان»: «الحكاية تدور في مكان خيالي لم أشأ أن أحدد لها مكاناً معيناً، بطلها طفل في سن الرابعة عشرة، يتعرض لحادث مؤسف وكبير، حيث تتعرض المنطقة الموجود فيها لحرب، ويقصف بيتهم، الذي كان في الأساس متهالكاً وآيلاً للسقوط، فهو من عائلة بسيطة جداً، وعندما سقط البيت عليهم بقي تحت الركام لمدة يومين تقريباً حتى تم إيجاده وإنقاذه، لينتقل إلى العيش في مخيم، ويعد بمثابة طفل معجزة، لأنه نجا من موت محقق، وفي الوقت نفسه هو غريب الأطوار لا يتكلم كثيراً، ولا يتفاعل مع من حوله ومنعزل عن المجتمع».

وأشارت إلى أن القصة تتمحور حول حكاية هذا الطفل مع أخيه الأصغر، والذي كان يشعر تجاهه بالأبوة رغم صغر سنه، والغرائبية أنه مع الأيام يكتشف وجود طفل آخر تحت ركام أحد البيوت، وينقذه ليشعر بعدها بارتباطه بالحياة من جديد، لتتوالى الأحداث بعد ذلك في إطار مشوق، مؤكدة أنها تحب إضافة العنصر الغرائبي في القصة، وفي الأحداث وتكرارها بسياق آخر، ولا تكثر من الأحداث والصعود والنزول، بل تفضل الهدوء.

الحداد لها تجارب سابقة في الكتابة، وكانت تحتفظ بها لنفسها، وشاركت بعضاً منها في المدرسة، إضافة لعدد من المسابقات الأخرى قبل مدة طويلة، ولا تزال تكتب ولم تجرب خوض تجربة النشر لكنها تسعى إليها.

وحول ما جعلها تصبح كاتبة قالت: «أكثر ما أثر فيّ هو كوني منذ صغري أميل للقراءة، وهذا الأمر ساعدني وألهمني كثيراً، و كان حب القراءة مسيطراً علي أكثر من الأمور الأخرى والأنشطة المتنوعة في المدرسة والبيئة من حولي، كنت دائماً آخذ كتابي لأنعزل عن الجميع، وأقرأ في أي فرصة تتاح لي، حتى الآن بعد إنهاء عملي، وفي الإجازة الأسبوعية، القراءة هي أكثر ما يمتعني وأركز عليه، ولولا القراءة في حياتي لما كنت كاتبة من الأساس، وأمي بشكل خاص دعمتني كثيراً، وكان لها دور كبير في صقل موهبتي، حيث كانت دائماً تقول لي إن لدي المقدرة على الكتابة، وتتساءل لماذا لا أكتب بشكل دائم، وتحثني على ذلك، لذا وضعت لنفسي جدولاً مخصصاً للكتابة ألتزم به بشكل يومي».

تأثرت الحداد بالكاتب إبراهيم نصر الله، قرأت له «الملهاة الفلسطينية»، مشيرة إلى أن كتابته الأدبية وأسلوبه الشاعري والوصف الدقيق للشخصيات، وتطور الأحداث دفعها لأن ترغب في أن تكون مثله يوماً ما.

وتحرص دائماً على زيارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وحدث في إحدى المرات أنها كانت تحمل عدة كتب، وذهبت للمحاسب الذي هو أيضاً ليس مجرد موظف محاسبة، بل من المعنيين بالقراءة والنشر والكتابة، فرأى أنها تحمل كتاباً عن أدب الرحلات، والثاني رواية، والثالث مسرحية صينية، والرابع مسرحية هندية، والخامس عن الجزيئات والعناصر، فبادرها بالسؤال ماذا تقرأين بالتحديد، لتجيبه إنها تقرأ في كل شيء، وتحب البحث وسبر أغوار العوالم المختلفة من خلال الكتب، ولا تتقيد بنوع أو أدب معين، وتقرأ أيضاً الروايات العربية، والآن تميل إلى الكلاسيكيات الأجنبية مثل «كافكا» أو الأدب الياباني، وليس لديها نوع مفضل من الكتب.

واختتمت: «أشعر بأننا مواليد التسعينيات جيل خجول يشعر بالاستغراب إذا ما عبّر عن نفسه، وربما يشعر أنه خرج عن المألوف، ويجب أن تكون لدينا الشجاعة على الكتابة والاستمرارية فيها، والآن أرى على منصات التواصل الاجتماعي شباباً وشابات يعبّرون بكل سهولة عن أنفسهم، وهناك من يشير إلى أنه قرأ 10 كتب في الشهر، وآخر يتفاخر بقراءة 100 كتاب في السنة، هو أمر جيد، لكن الكمية ليست مهمة بقدر جودة ما نقرأ».

Email