ناصر نصر الله.. فنان يمزج الرسم بالكتابة والإبداع البشري بالآلة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يفضل الفنان التشكيلي الإماراتي ناصر نصر الله أن يكون فنه على شكل ورش تعليمية أو كتاب، لا في معرض ينتهي بوقت محدد، حيث يمزج فن الكتابة بالرسم، والإبداع البشري والآلة، وأكد في حديثه لـ«البيان» أن الخيال والأحلام تضيف بعداً وجمالاً للأعمال الفنية.

الفنان ناصر نصر الله درس هندسة الاتصالات، وتخرج في 2006، وأثناء دراسته كان يلتحق بدورات رسم في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية مع مجموعة من الفنانين الإماراتيين، حيث كانت الورش مجانية، وكان الفنانون يعطون من وقتهم ومهاراتهم، ولا يبخلون بشيء على محبي الفن والدارسين.

المفاهيمية

وقال ناصر نصر الله: «وجودي في هذا المجال فتح لي الباب لخلق حوارات ومجالات عديدة، وبدأت تعلم الأعمال المفاهيمية، ومن حسن حظي أني واكبت الفنان الراحل حسن شريف، الذي كان لديه هاجس التعليم، وكان يمارس دوره كمعلم بشكل تلقائي جميل، واعتمدت كثيراً على نفسي في التعلم والتجريب والمشاركة في الورش المتنوعة، وأبحث في مجالات مختلفة إلى أن وجدت نفسي من خلال طرق التواصل بين البشر والآلة، والآلة والآلة أيضاً، ربما لأن دراستي الأساسية بدأت تؤثر في وباهتمامي بهذه المواضيع، لذا لدي أعمال استخدمت فيها الهاتف الأرضي، وجهاز الفاكس وخلق حوارات غير منطقية، وأحب العمل على موضوع الأحلام والسريالية والخيال، سواء من خلال كتابة القصص والرسم».

كتابات

يرسم نصر الله يومياً، إذ يعتبر الرسم ممارسة لا يغصب نفسه عليها، بل يجد نفسه مندفعاً نحوها بشكل عفوي ويشعر أن كتاباته تشبه رسوماته إلى حد كبير، لديه كتاب أطفال بعنوان «مخلوقات الأشياء اليومية» يتضمن رسومات ونصوصاً، لم ينشر قصصاً بعد ذلك، وفي آخر معرض خاص به عرض دفتره، الذي يكتب فيه مذكراته بشكل تلقائي مستمر، وتمكن الزوار من قراءتها، ويفكر حالياً في تجميع كل ما كتبه لإصداره في كتاب واحد.

وقال: «تتنوع الأدوات والألوان التي أستخدمها باستمرار بعضها أرسمه رقمياً، وبشكل يومي أرسم بالشكل التقليدي بأي أقلام متوفرة لدي، وأحب أن أصنع ألواني المائية بشكل خاص لنفسي، من خلال استخدام المواد الخام الطبيعية المستخرجة من الأرض، وتباع في المحلات المتخصصة بالرسم، تكون على شكل مسحوق أعمل على مزجها مع الصمغ العربي والماء بمقادير معينة، وأحب أن أخلطها دائماً داخل أصداف البحر، أجمعها من الشاطئ بنفسي، يكون شكلها مختلفاً وكأنها «ثيمة» خاصة بي، وهذا الإجراء يعمل على تصفية ذهني بشكل كبير، كما أحب أن أهديها لأصدقائي وأضعها في علب خاصة أحملها معي في أي مكان».

وأضاف: «تربيت في عائلة لها اهتمامات فنية، فجدي- رحمه الله- كان يمتلك أول محل للتحف في الشارقة، وعائلتي تهتم بجمع التحف والمقتنيات الفنية، منهم والدي وعمي أيضاً، كل في مجال مختلف، لكل منهم شخصية مختلفة، هذا جزء مهم ومؤثر في حياتي أثر في شخصيتي، والدورات التي أخذتها في مجال الفن غيرت مجرى حياتي وأنا أحب الجانب الإبداعي في حياتي».

2012

وأكد ناصر نصر الله، أن إحدى التجارب المهمة التي أثرت في مسيرته برنامج الإقامة للفنانين في فيينا 2012، وكانت مدة البرنامج شهراً، وهي المرة الأولى التي يسافر فيها لمدة طويلة، مشيراً إلى أنه تعلم خلالها الحياة كما تعلم الفن بصحبة فنانين آخرين من الصين وألمانيا وأذربيجان، ما أتاح له فرصة التعرف على ثقافات أخرى.

عمل مهندساً لمدة 5 سنوات، ثم قرر ممارسة مهنة واحدة إما الفن وإما الهندسة، واختار الفن لقربه من روحه، فعمل في مؤسسة الشارقة للفنون كمدير للمشاريع، وأشار إلى أنه من الصعب جداً على الفنانين أن يتفرغوا للفن تماماً.

وفي ظل عدم وجود مدارس خاصة بتعليم رسوم «الكوميكس» يعمل هو على تدريسه للراغبين فيه، مؤكداً أن ذلك بدأ بالصدفة البحتة، حيث أقامت المؤسسة معرضاً بعنوان «نقطة لقاء» للكتب الفنية، في 2019 تضمن ورشة لرسامين الكوميكس، هدفت لجمع رسوم الكوميكس لعرض اللوحات، وفي يوم الورشة وجد إقبالاً لم يتخيله أبداً.

وأضاف: «كانوا تقريباً 15 فناناً طبعنا الكتاب وأسميناه «كورنيش» لأننا نقع على الشارع الرئيسي المطل على البحر، وهذا العام سنصدر الكتاب السادس، وبعدها أتت فكرة الورش الفنية المختصة بالكوميكس، وكان يتقدم أكثر من 80 شخصاً على المشاركة لكتابة السيناريو مع الرسم، والجميل أن نتاج هذه الورش، التي نجمعها في الكتب لا يعتمد على شكل كتب الكومكيس التقليدية، بل نفتح الباب للتجربة والمواضيع لا نحددها لهم، وأنا كمدير هذا المشروع أرى أن هناك قابلية لتطوير المواهب خاصة أن العديد منهم لم يكتف بورشة واحدة، بل استمر معنا، ففي كل شهر نعمل ورشة لمدة يومين إلى ثلاثة أيام حول أمر معين في الكوميكس، وفي كل مرة يقدمها فنان مختلف».

Email