سلامة الفلاسي.. لوحات توثق جماليات البيئة الإماراتية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سلامة الفلاسي، رسامة وتشكيلية إماراتية، جسدت معرفتها العلمية بنظريات اللون، وفهمها المعمق لدلالات الضوء والظلال، والقيم الإنسانية النبيلة المرتبطة بالطبيعة، في أعمالها الفنية، ما جعلها أيضاً ضمن المبدعين الذين يتقنون تحويل الألوان البسيطة ذات الطابع الخشبي إلى لوحات غلبت عليها المدرسة الواقعية التصويرية، متخذة بذلك من الطيور والحياة الطبيعية موضوعات رئيسة في إبداعاتها.

ولعها بالطبيعة والصقور يعود للبيئة التي احتضنتها في طفولتها، ورفقة والدها الذي يعشق الطيور، والصحارى الغنية في البيئة الإماراتية، ومن ثم التحاقها بواحدة من أهم الأكاديمياتِ التي تعنى بالفن التشكيلي، وذلك في جامعة ماونت سانت ماريز في لوس آنجلس، في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تخرجت فيها بدرجة البكالوريوس في الفنون الجميلة.

استمرت الفلاسي في إنتاجها الفني الشغوف، الذي حملته معها من دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى كلية مركز الفنون والتصميم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعمل بشكل منتظم على مشاريع متعددة، بتكليفٍ من جهات مختلفة، بالإضافة إلى كونها تتبادل التجارب مع العديد من الهواة والمختصين، وتشاركهم مهاراتها وشغفها الفني.

تحتفي الفلاسي بتقديرها العميق للحيوانات التي تحمل أهمية كبيرة في الدولة، من خلال وسائل وطرق متعددة من التصوير والرسم والطباعة، وتركز على عدة مواضيع فنية طبيعية مهمة، مثل الصقور والحصان العربي الأصيل، واضعة مجمل أحاسيسها ومشاعرها في رسوماتها وتصوراتها الفنية التي تحمل بعداً يلامس الحفاظ على الطبيعة، وضرورة تصويرها والحفاظ عليها، حيث تسعى من خلال لوحاتها إلى التقاط جوهر تجاربها الشخصية، وملامسة الواقع، وما عاشته في الصحارى، إلى جانب والدها، الأمر الذي جعلها تنشئ علاقة عميقة مع البيئة وسكانها، علاقة قوامها الارتباط بالطبيعة والافتتان بها، كإرث مهم للبشرية، فتركز على أدق التفاصيل، هادفة للوصول إلى واقعية مفعمة بالطبيعية، وإلى ضمان دقة الشبه، وإلى استثارة الشعور بالدهشة والافتتان، ما يعكس حب الفنانة العميق للطبيعة والمخلوقات.

وقالت الفلاسي لـ «البيان»: «مجمل أعمالي الفنية مرتبطة بعمق الطبيعة، ومحملة بروح الثقافة والتاريخ والذاكرة الجينية والعالم الطبيعي. أقوم بمحاولات حثيثة ودائمة للتركيز على النباتات والحيوانات المحيطة بي، حيث يرتكز أسلوبي الفني على الواقعية الطبيعية، ومن خلال لوحاتي، فإنني أسعى إلى التقاط صور للحيوانات، والطبيعة التي تلهمني، ولعل الأمر الذي يدفعني بشكل دائم في رحلتي الإبداعية، هو التقدير العميق للجمال، وخاصة جمال الخيول والطيور، ودلالاتها في بيئتنا.

وتابعت: «أعمالي الفنية تلهم وتفاجئ المتلقي، وتدعوه إلى إقامة ارتباط أعمق مع العالم الطبيعي، حيث أعبّر من خلالها عن أفكاري الداخلية المنبثقة من العقل الباطن، وما يمكنني أن أسميه ذاكرة جينية، تربط أبناء الجغرافيا والبيئة الواحدة، فأجد نفسي قد حولت خطوط الأقلام والألوان إلى صور واقعية، أشبه بالفوتوغرافيا، لكن بتدقيق بسيط، ستجد نفسك أمام مزيج فني مستوحى من الطبيعية والسريالية». وأضافت: «عادة ما أبدأ عملي الإبداعي بموضوع واضح في ذهني، كما لو أنني أراه، فأنطلق مع الألوان على بياض اللوحة، باحثة عن التوازن بين الشكل واللون والتباين والدراما والسرد، كما لو أنني أنتظر أن تخاطب اللوحة ناظرها».

Email