ميثاء الورشو.. «دبلوماسية الضيافة» في البيت الأولمبي الإماراتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«دبلوماسية الضيافة» مفهوم أكد عليه حضور شيف إماراتية خلال تواجدها بـ«البيت الأولمبي الإماراتي» الأول من نوعه على الإطلاق في قلب العاصمة الفرنسية.

وذلك على هامش مشاركة دولة الإمارات في دورة الألعاب الأولمبية الحالية في باريس 2024، في رسالة مفادها نشر ثقافة الضيافة والكرم الإماراتي والقيم المرتبطة بها لأكبر عدد من الزوار الدوليين لا الأوربيين وحسب، استثماراً لتوافد جمهور من ثقافات عالمية مختلفة يستقطبها الحدث.

تقول، ميثاء الورشو، أول شيف إماراتية تحمل شهادة بكالوريوس في الطهي والفندقة: «إن أنواع المأكولات التي يقدمها البيت الأولمبي الإماراتي بباريس غنية بالنكهة المحلية، في مهمة تسعى لتعريف الزوار الدوليين بالمطبخ الإماراتي، في لمحة ثقافية حول أسلوب الطهي المحلي».

توابل محلية

حدثت الشيف ميثاء الورشو «البيان» عن قائمة الطعام التي تزخر بروح التوابل المحلية الإماراتية. فعلى سبيل المثال، هنالك الطبق الفرنسي (Terrine au poulet)، تحضره الشيف ميثاء بطريقتها الخاصة، عبر مزجه بتوابل محلية، مثل البزار وبعض المنتجات المحلية؛ كمخلل البصل، بحيث يتم عمل التارين ليأخذ في شكله النهائي منظراً مألوفاً لمحبيه ولكن بمذاق مختلف ومغاير.

وهنا بالتحديد تبرز لمسات الطاهي الذي يصر عبر ما يقدمه من نكهات تَعبُر بمتذوقيها لمستويات أخرى من التجارب. ويوازيه في قائمة طعام البيت الأولمبي، طبق (Foie gras) «كبد البط» الذي زين مائدة ضيوف البيت الإماراتي، ليُقَدّم هذا الطبق بإدخال «عناصر» محلية، عبر دمج التمر لإضفاء حلاوة فريدة تتسق مع المذاقات الأخرى للطبق الفرنسي الشهير.

سواعد إماراتية

تشارك الشيف ميثاء الورشو في دورة الألعاب الأولمبية، بمئزرها الذي يتزين على أحد أكتافه علم دولة الإمارات العربية المتحدة، معربةً عن أنه لطالما كانت العادات والقيم الإماراتية حاضرة في عمق مشاركتها، قائلةً: «تعلمنا من مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عادات الكرم والضيافة.

لذلك نستهل ضيافتنا داخل البيت الأولمبي بقهوة عربية خاصة من أحد المحامص الإماراتية بالعاصمة أبوظبي»، ولفتت الشيف إلى أنه قد تم اختيار البُن وتحميصه وكذلك إعداد القهوة من قبل سواعد إماراتية شابة.

لا تقتصر واجبات الشيف ميثاء على إثراء مشهد الضيافة داخل أروقة البيت الأولمبي من على منصة ضيافة فندق «إرث» التابع لنادي الضباط بأبوظبي، بل تتعداه لخارج تلك الأسوار، عبر مسؤوليات أكبر مهمتها استنطاق السمة المحلية والعربية للنكهات المصنوعة بكل فخر في باريس، للترويج لعناصر غير مألوفة للجانب الغربي من العالم، كالهيل والزعفران وغيرها، من خلال تقديم عينات يمكن للمجموعات الأخرى خارج الأولمبياد تجربتها، والتعريف بالنكهات على نطاق أوسع وأكثر انتشاراً.

130 عاماً

المتابع لتاريخ دورة الألعاب الأولمبية، بعد مرور ما يقارب الـ130 عاماً منذ انعقاد أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في أثينا عام 1896، يمكنه أن يرجئ حديث وحضور الورشو بما يمكننا تسميته الدور الذي تلعبه «دبلوماسية المعدة»، وذلك رجوعاً لأول أطروحة علمية حول «النظام الغذائي للرياضيين الأولمبيين من عام 1896 حتى يومنا»، أجرتها جامعة كاتالونيا المفتوحة بإسبانيا.

إذ أشار مؤلف الأطروحة، الباحث كزافي سانتاباربارا دياز، أن لكل دولة تستضيف الألعاب الأولمبية تأثيرها عبر مذاقات الأطعمة التي يجدها الزوار، مضيفاً: «على سبيل المثال، في سيؤول عام 1988، استخدمت اللجنة المنظمة الطعام للترويج للبلاد، في مثال رائع على دبلوماسية الطعام. ومنذ ذلك الحين، أصبح الكيمتشي معروفاً في جميع أنحاء العالم».

وفي مثال آخر، كانت اليابان مترددة في اعتبار نظامها الغذائي جذاباً للرياضيين حتى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1964 في طوكيو، عندما فاز منتخبها الوطني لكرة الطائرة للسيدات بالميدالية الذهبية، لافتاً الباحث أن «مدربهم قد شرح النظام الغذائي للرياضيين، والذي يتكون بشكل أساسي من كرات الأرز والسمك، ليغيّر الطريقة التي ينظر بها الناس إلى الطعام الياباني».

انتهى حوارنا مع الورشو، بفرحة ارتسمت ملامحها على نبرة صوتها، في رضا وفخر حقيقيين دافعهما النجاح الملموس عن مهامها بباريس، لتغمرها مشاعر السعادة المتبادلة من قبل كل زائر يثني على الضيافة الاستثنائية التي قدمها البيت الأولمبي الإماراتي.

 

Email