اشارت دراسة اجراها مؤخرا المهندس الزراعي ريتشارد جرانت من جامعة بوردو وجوردون هيسلر من مصلحة الغابات الامريكية الى ان جلوس الشخص في الظل في فصل الصيف لا يحميه من التعرض للاشعة فوق البنفسجية (بي) المسببة لمرض السرطان, وذلك لان هذه الاشعة تتسلل الى الشخص من المنطقة المحيطة بالظل . ويقول جرانت انه نظراً لعدم مقدرتك على رؤية الاشعة فوق البنفسجية (بي) فلن يكون من السهل عليك تقدير كمية الاشعة التي تعرضت لها. والشائع ان يقوم الناس على نحو خاطىء, بمعادلة مقدار الاشعة فوق البنفسجية الذي تعرضوا له بمقدار الضوء المرئي الذي يشاهدونه. وفي الوقت الذي يقدر الناس في الظل مقدار تعرضهم للاشعة فوق البنفسجية (بي) استناداً الى تقدير العين المجردة, يكونون قد تعرضوا في الواقع لضعف المقدار الذي توقعوه من هذه الاشعة القاتلة وبعكس الضوء المرئي, فان الاشعة فوق البنفسجية (بي) لا تسقط بخطوط مستقيمة مباشرة من الشمس, وانما تنتشر في الجو. ويرى جرانت ان مقدار تعرض الانسان للاشعة فوق البنفسجية (بي) يرتبط بمقدار البقعة المرئية من السماء, فاذا كان هناك شيء ما يحجب الجزء الاكبر من السماء, فان نسبة تعرض الانسان لهذه الاشعة تكون ضئيلة. وبمعنى آخر, اذا كنت في بستان من الاشجار او محاطا بجدران عالية من الطوب مع وجود ضوء مباشر يصل إليك, فانك ستكون على الارجح في حال افضل مما لوكنت جالساً في الظل الكثيف لشجرة وحيدة في أحد الحقول. أما في فصل الشتاء, فالامر مغاير تماما, حيث يعكس الثلج ما بين 30 ــ 95% من الاشعة فوق البنفسجية عن الشخص المتعرض لاشعة الشمس, في حين ان اعشاب الصيف الخضراء لا تعكس سوى 5% فقط من تلك الاشعة. ويقول كريج لونج عالم الارصاد الذي يعمل لصالح المصلحة القومية للارصاد الجوية ان التعرض للاشعة فوق البنفسجية, عموما, يكون اقل في اليوم المثلج مما هو عليه في احد ايام الصيف المشمسة, والسبب في ذلك يعود الى ان كمية الاشعة فوق البنفسجية التي تصل الى الارض في الصيف أعلى بحوالي ثلاثة أو خمسة اضعاف من تلك التي تصل الارض في الشتاء. ويواجه الاشخاص الذين يذهبون للتزلج على الجليد في جبال كولورادو, مثلا, احتمالات اكبر بالتعرض للاشعة فوق البنفسجية وذلك لان طبقة الهواء الرقيقة هناك تمتص نسبة اقل من الاشعة. وهناك نوعان من الاشعة فوق البنفسجية التي تصل الى الارض وهما الاشعة (إيه) والاشعة (بي) : الاول يصيب الانسان بالسفعة الشمسية ويسبب اضرارا بسيطة للنباتات والحيوانات, اما النوع الثاني (الاشعة فوق البنفسجية (بي) ) قصير الموجة فيتلف انسجة النبات ويسبب للانسان مرض سرطان الجلد ويضعف جهاز المناعة لديه. لقد جاءت نتائج هذه الدراسة العلمية التي اتبعت خطوات البحث العلمي مناقضة للنصائح التي كانت توجهها وسائل الاعلام للمصطافين بالتوجه الى الظل لتجنب التعرض للاشعة فوق البنفسجية الخطيرة واوضحت ان لا مجال لتجنب الاشعة فوق البنفسجية الضارة بالجلوس في الظل.