تشارك مسرحية (آخر ليلة باردة) من خلال فرقة مسرح (دبا الحصن) ضمن عروض مسرحيات المسابقة في الدورة العاشرة لمهرجان ايام الشارقة المسرحية, وتنفرد هذه المسرحية عن بقية الاعمال المقدمة خلال الدورة العاشرة وجميع الدورات السابقة في المهرجان ذاته بكونها من تأليف الكاتبة الاماراتية (باسمة محمد يونس)، وهي اول امرأة تشارك بكتابة عمل مسرحي في المهرجان منذ بداية دوراته. بطلة المسرحية هي الاماراتية (هدى الخطيب) التي حصلت على العديد من الجوائز في المجال المسرحي لأعوام عديدة في هذا المهرجان بدوراته السابقة, وتجسد الشخصية الرئيسية في العمل, وسوف تقدم من خلال هذا العمل مشاركة جديدة لشخصية تختلف عن كل ما سبقتها من اعمال متنوعة. وتشاركها التمثيل الفنانة آلاء شاكر وعبدالله زيد ومجموعة من شباب المسرح في (دبا الحصن) . ويدير العمل المخرج (حسين محمود علي) الحائز على جائزة افضل اخراج مسرحي في المهرجان ذاته في دورته الثامنة عام 1998 عن مسرحيته (عودة الرحلة الطويلة) , وهو ايضا صاحب تجارب مسرحية عديدة وقام باخراج اعمال متنوعة, من بينها تقديم اول عمل مسرحي يشكل توليفة احتفالية تقدم الفنون المختلفة في عربة واحدة اسمها (عربة الغجر) العام ,1990 وقدمها في الاردن وتلتها احتفاليات مختلفة ومسرحيات متنوعة من بينها مسرحية (حرم سعادة الوزير) , وسلسلة (رحلة العودة الطويلة) و (عودة الرحلة الطويلة) ثم (عودة الرحلة الطويلة.. مرة اخرى) ضمن عروض الدورات السابعة والثامنة والتاسعة لأيام الشارقة المسرحية. يقول الفنان حسين محمود إنه لا يستطيع القيام باخراج اي عمل لم يشحنه بدافع لذلك, ويلتقط انفاسه ساعة قراءته, ويحفزه للتوصل الى قيمة في الموضوع الذي يطرحه, ومسرحية (اخر ليلة باردة) منحته مساحة متعرجة من الارض التي تتقلب فوقها وجوه يتخيل ملامحها وانفعالاتها, وتتعرى النفوس حينما تسوطها الوقائع وتجبرها على نزع الاقنعة الموهومة. وفي داخل كل شخصية من شخصيات هذا العمل نوازع انسانية قد تبدو حالات عادية ملموسة ومتداولة ومتكررة بين الجميع, لكن البطلة تحمل هموما ورغبات تصطدم بحواجز الممنوع والاعراف الاجتماعية, فتحيلها الى مخادعة وتتعامل بغير ما يسكنها من هواجس وآلام. وتقول مؤلفتها (باسمة محمد يونس) المسرحية في مضمونها الانساني, قضية مهمة من قضايا اعتلاجات النفس البشرية, والتي تشغل الانسان وعلاقاته الحياتية بين الاخرين, وتمور مشاعره المتنوعة بين الغيرة والحقد والحسد في دواخله الخفية, لكنه لا يجرؤ على اخراجها فوق السطح ولا يقدر على التصريح بها بشكل واضح ومعلن, وتظل تعتمل بداخله وتتراكم في زوايا نفسه الدفينة, محاولا بكل ما يقدر اخفاءها او تغطيتها بقشرة رقيقة من التضحية والمحبة المفروضتين عليه لكي يبقى انسانا سويا في عرف مجتمعة الانساني, ويظل التكدس لتلك الاوجاع المستترة في حالة تصاعد تتعملق الى ذروة الغليان, حتى تمزق الستر وتنهمر هاطلة بنزيف الألم والوجع. والمسرحية تلعب على وتر نزاعات المشاعر وصخبها! يذكر ان المؤلفة (باسمة محمد يونس) عضو مجلس ادارة في اتحاد كتاب وادباء الامارات وقد سبق لها وان حصلت على جائزة التأليف الاولى لعام 1999 في نطاق المسرح عن مسرحيتها (البديل) وذلك ضمن مسابقة جمعية المسرحيين في الشارقة والمطروحة على مستوى الوطن العربي, وجائزة التأليف المسرحي لعام 1992 عن مسرحية (النخلة) في وزارة الاعلام والثقافة بأبوظبي, وهي حاصلة على العديد من الجوائز المهمة في التأليف القصصي من اهمها جائزة الدكتورة سعاد الصباح للابداع الفكري بين الشباب العربي عن مجموعتها القصصية (هجير) وجوائز القصة في مسابقة (غانم غباش) لعدة سنوات متتالية, ومؤخرا نالت الجائزة الاولى في القصة القصيرة على مستوى الوطن العربي من خلال مسابقة مجلة (الصدى) عام ,2000 ولها عدة اعمال حولت الى التلفزيون من ضمنها مسلسل (ابي عفوا) وفيلم (اغتيال حلم) وفيلم فيديو (ماذا لو مات ظلي) اخراج (حسين محمود علي) . كتب ظافر جلود