بيان 2:الدراما التلفزيونية صنعت شهرة ونجومية احمد صقر الذي صار ذائع الصيت بين عمالقة اخراج المسلسلات ربما ضاعت منه اكثر من عشر سنوات بعد تخرجه في العمل كمساعد للاخراج اوكمخرج لأفلام سينمائية حاول تقديم رؤية خاصة من خلالها أمثال (كيد العوالم، مصرع الذئاب، الحقيقة اسمها سالم، غزو الارانب) إلا انه مع اول مسلسل تلفزيوني قدمه في أوائل التسعينيات «من الذي لايحب فاطمة» خطف انظار الجميع بقدرته على تقديم دراما شديدة العمق قوية الاداء مترابطة وساحرة ويقول صقر ان عمله الاخير «حديث الصباح والمساء» الذي عرض في رمضان الماضي كان مغامرة بكل المقاييس فالنص من اصعب النصوص وهو عمل فلسفي لنجيب محفوظ كما انه حشد اكثر من 60 نجما ونجمة دفعة واحدة بالعمل، والآن يكاد أحمد صقر يمسي ويصبح في استوديوهات مدينة الانتاج الاعلامي واستوديو الاهرام حيث يصور اضخم مسلسل مصري سيعرض في رمضان المقبل تحت عنوان «اميرة من عابدين» لسميرة احمد «البيان» التقت صقر واجرت معه الحوار التالي: ـ ماذا عن هذا العمل الجديد أميرة من عابدين؟ ـ نص العمل لاسامة انور عكاشة وهو عمدة كتاب السيناريو المصريين والبطولة معي لسميرة احمد وسميحة ايوب ومحمد رياض وحنان ترك ويوسف شعبان ووفاء عامر وفتحي عبد الوهاب وريهام عبد الغفور، والعمل يجسد نموذجا للمرأة المصرية التي تكافح لتعليم ابنائها وغرس القيم النبيلة بداخلهم فأميرة هى سيدة ارملة لشهيد يترك لها طفلين ترعاهما وتندفع للزواج من رجل ناضج ليساعدها في تربيتهما وعلى ان تحقق ذاتها، وانا لا اريد ان احرق المسلسل لانه عمل مختلف وجديد وسيترك صدى عند عرضه ان شاء الله. ـ هل ترددت في قبول اخراج المسلسل وخاصة بعد اعتذار مخرجين في الأخراج قبلك هما محمد فاضل والمرحوم يحيى العلمي عن تصويره؟ ـ انا عرض علي نص المسلسل ووافقت فوراً لانه نص قوي جدا وهذه المرة الاولى التي اتعامل مع اسامة انور عكاشة والذي اعتبره امبراطور الدراما التلفزيونية ككاتب وطبعاً عرفت باعتذار المخرج محمد فاضل وكان هناك خلافات لا احب ان اتدخل فيها لانني لم احضرها ومحمد فاضل مخرج كبير وأعتز به جدا، اما الراحل يحيى العلمي فقد اعتذر بسبب حالته الصحية وقتها وتم اسناد العمل لي ولم اجد سبباً لرفضي خاصة انه نص جيد وبه انتاج كبير وهذا ما يتمناه اى مخرج. ـ هل كان لسميرة احمد دخل في اختيار الممثلين حيث تردد ان هذا التدخل سبب خلافها مع محمد فاضل ؟ ـ سميرة احمد من اهم نجمات الفن المصري والعربي فهى صاحبة تاريخ فني طويل يبدأ من الخمسينيات فهى النجمة التي جسدت «قنديل ام هاشم» و«الخرساء «والشيماء» «والبنات والصيف» «وليل وقضبان» وغيرها من الاعمال الجميلة التي تعد الان من كلاسيكيات السينما المصرية وهى صاحبة خبرة واسعة فلم تكتف بالتمثيل سينمائيا حيث تركت بصمة واضحة وانما خاضت ايضا في الانتاج وقدمت في رأيى كمنتجة اهم عملين قدمتهما السينما المصرية خلال الثلاثين عاما الاخيرة الاول فيلم «البريء» لوحيد حامد واحمد زكي والراحل عاطف الطيب وهو شهادة مهمة وتنبأ فني لما حدث فيما بعد وما سيحدث من قهر السلطة للمواطن وهو الفيلم الذي خاضت من اجله حربا كبيرة لعرضه بسبب اعتراض السلطات والرقابة على نهايته ونجحت في عرضه، والثاني فيلم «البحث عن سيد مرزوق» لداوود عبد السيد ونور الشريف ولذلك عندما نتحدث عن سميرة احمد وعن رأيها الفني وعن رغبتها في اختيار احد فنحن نتحدث عن خبرة فنية لأكثر من خمسين عاما وعن روح فنان وفكر منتج وانا غالبا ما أرى افكارها ورؤيتها سليمة وانا بحق استفيد منها كمخرج وبالنسبة لاختيار الممثلين فكان بتفكير مشترك بيني وبينها والمنتج على اساس اختيار الانسب والافضل للدور. ـ يصنفك النقاد على انك مخرج تلفزيوني برغم تجاربك السينمائية فما رأيك بذلك ؟ ـ انا احب ان اعرف اراء الاخرين في لكن فعلا الدراما التلفزيونية وجدت بها فرصة أكبر وأوفر لاقدم موهبتي في الاخراج، فالعمل السينمائي محدود ومحكوم بقدرات المنتج وفكرة ايرادات الشباك وانا في الحقيقة لم اقدم ما احلم به في السينما فسواء «كيد العوالم» او «مصرع الذئاب «او الحقيقة اسمها سالم» و«غزو الارانب» فانا لم اقدم فكر احمد صقر كنت مربوطاً ومحكوماً بأزمة السينما وبالمنتج والشباك وباشياء كثيرة حكمتني. اما في التلفزيون فالميزانيات الكبيرة ووقت المسلسل وكثرة الممثلين وامكانيتهم وتعاملك مع جمهور ينتظرك وهو مرتاح تذهب اليه ولا يذهب اليك هذا يعطيك قدرة اكبر على تقديم ما تريد. ـ كيف تقيم اعمالك التلفزيونية بشكل عام؟ ـ في رأيي التقييم يجب ان يكون لغيري لكني مستعد لرصد تجاربي فمسلسل «من الذي لايحب فاطمة» كان تدفقاً لجيل جديد على الشاشة شيرين سيف النصر وجيهان نصر واحمد عبد العزيز وهالة النجار وغيرهم وقضيته مهمة كسبت احترام الجميع لانها تناولت مشاكل الشباب المصري بالخارج وفكرة الزواج من اجنبية.اما مسلسل «هوانم جاردن سيتي» فكان ملحمة حاولت من خلالها رصد التاريخ الاجتماعى والسياسي والادبي لمصر في اهم وازهى عصورها ما بين الملكية وقيام ثورة يوليو وانا احب مسلسل «اللص الذي أحبه» لانه كان تنويعة على كل افكاري. اما «اوبرا عايدة» فأنا استمتعت به اكثر من الجمهور لان يحيى الفخراني كان في قمة توهجه والنص قوي من لحم ودم وبالنسبة لى هذا العمل اكثر من رائع اما «حديث الصباح والمساء» فانا لم اتعب او ارهق او أخاف اكثر من هذا العمل فكان صعباً كسيناريو لانه نص بناؤه هندسي ويقوم على الفلسفة الخاصة لنجيب محفوظ.ثانيا به اكثر من 60 نجما وانا مضطر لتوصيل وتسهيل رسالة العمل للجمهور والموازنة بين النجوم. كان بحق مغامرة بكل المقاييس والحمد لله نجحت فيه. ـ وهل ستقدم الجزء الثاني من مسلسل «حديث الصباح والمساء»؟ ـ انا عرفت من محمد العدل أن السيناريست محسن زايد يقوم بكتابة هذا الجزء وعندما ينتهي سنقرر متى التصوير ومتى سيعرض.. حتى الأن لا استطيع ان اصرح بشيء