بيان 2: لاشك ان هناك محاولات تجري لتطوير مشاريع التنمية في الريف السوري ومن هذه المحاولات الصندوق السوري لتنمية الريف الذي تم الاعلان، عن نشأته في يوليو من العام الماضي 2001 وقد سمي اختصارا «فردوس» وقد أطلق هذا الصندوق عدداً من المشاريع التي تشمل المجال التعليمي والتمويل بقروض صغيرة وتغطية احتياجات التنيمة الأساسية في الريف ومازال لديه عدد من المشاريع الصغيرة التي ستقوم بتحقيقها في هذا العام وتهدف الى جعل المواطنين في الريف قادرين على مساعدة انفسهم وتأمين احتياجاتهم. ان هذه الخطوة في التنمية الريفية تتجاوز الأشكال المعروفة السابقة من العمل الرسمي والشعبي والعمل الخيري اذ تقوم على دمج استراتيجيات التطوير الاجتماعي مع ابراز الاولويات الاقتصادية الوطنية وكما جاء في دراسة نشرتها الصحف المحلية عن هذا المشروع فان الصندوق السوري لتنمية الريف «فردوس» هو بمثابة منظمة انسانية غير نفعية تهدف تحسين واقع الريف السوري اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا عبر التنمية ومن خلال إشراك المجتمع في عملية التنمية هذه. ويقوم العمل في الصندوق على فكرة تقوية وتعزيز مقدرة الأفراد والمجتمعات الصغيرة مع احترام القيم الثقافية والتقاليد السائدة والتراث المحلي ومن الأهداف التي تسعى «فردوس» لتحقيقها رعاية الطابع التنموي المحلي ورفع وتيرة مشاركة السكان المحليين في تحسين نمط حياتهم واداء واجبهم في تطوير انفسهم وقد وضع الصندوق السوري للتنمية اربعة مباديء لاعضائه هي: الالتزام، الوحدة، الشجاعة، والعمل الجاد في الميادين المختلفة. ولا يمتلك الصندوق فريق عمل متفرغ بل هو يعتمد على المتطوعين والمجتمع المحلي على العكس من المؤسسات العامة والخاصة الأخرى، ويذهب الصندوق الى أبعد المناطق في الريف لتنفيذ مشروعاته وهو يقوم بتقديم قروض التنمية الصغيرة دون فوائد أو حتى ضمانات. وتضيف الدراسة ان الصندوق يسعى للوصول الى 6500 قرية في الريف السوري وهو يعتمد في تمويله على الأفراد والهيئات السورية المانحة ويقدم «فردوس» كشفاً بالمشاريع التي نفذتها للجهات المانحة ومجالات العمل التي تعمل فردوس بها هي: ـ برنامج قروض دون فوائد. ـ برنامج لاحتياجات التنمية الأساسية. ـ برنامج لتقديم المساعدة التعليمية. برنامج لدورات الكمبيوتر. وعلى مستوى البرنامج الاول «برنامج فردوس للتنمية الاجتماعية» فهي تعمل بشكل جماعي وتتعامل مع القرية كوحدة اجتماعية وعلى الرغم من انها تترك للسكان تحديد الاولويات فانها تنصح وتقدم الافكار اذ ان لكل منطقة ظروفها لكنها جميعا تشترك في التركيز على فتح الطرق الزراعية والمستوصفات بالإضافة الى المشاريع الانتاجية بهدف تحسين الوضع الاقتصادي. اما فيما يخص قروض التنمية دون فائدة فقد قدم فردوس قرضا تنمويا الى لجنة قرية حزارين في محافظة ادلب لشراء أغنام بقيمة 324 الف ليرة سورية وسيقوم فردوس بتقديم المساهمة المادية والخبرة والمراجعة في حين ان فريق القرية عليه تسديد القروض والعناية بالمشروع. ورغم عدم تقديم ضمانات فان التجربة كانت ناجحة وخلال الفترة القصيرة من اطلاق الفردوس لمشاريعها بدءا من يوليو 2001 وزعت قروض تجاوزت عشرين مليون ليرة سورية فان الجميع لم يتخلفوا عن تسديد القروض وكانت نسبة التسديد هي 100% اما فيما يخص تحديد المستفيدين من هذه القروض فان لجنة التنمية في القرية هي التي تقوم بهذا التحديد. وتورد الدراسة امثلة حية على المشاريع التي تقوم فردوس بتمويلها ففي قرية «ملس» تم دعم مشروع شراء أبقار كلفته 300 الف ليرة سورية وكان المستفيدون منه هم عشر اسر من اكثر الاسر احتياجا وهناك مساع لتنفيذ عدد من المشاريع كمركز صحي وتعبيد الشوارع عن طريق العمل الشعبي. التنمية والريف البعيد ويقوم فردوس بجولة واسعة على المناطق الريفية البعيدة في كافة محافظات القطر للتعرف على الواقع الحقيقي لهذه القرى والتعاون مع لجانها المحلية المشكلة في تحديد المشاريع الأكثر أهمية والأشخاص الأكثر حاجة الى المساعدة ففي قرية «الزهراء» التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة الاف نسمة كان المشروع هو شراء ميكروباص للقرية يستفيد منه اربعة اشخاص وقد خصصه فردوس مبلغ 650 الف ليرة سورية بشراء الميكروباص الا ان المبلغ لم يكف مما ولد احباطا وخوفا لدى السكان لان سعر الميكروباص لا يقل عن 750 الف ليرة سورية الامر الذي دفع فردوس لزيادة المبلغ المخصص لتحقيق هذا المشروع. وفي محافظة درعا تم تنفيذ ثلاثة قروض للتنمية القرض الاول كان بقيمة 300 الف ليرة سورية لشراء اجهزة كمبيوتر لقرية «تبنة» وفي قرية «نامر» كان المشروع هو شراء أبقار هولندية بقيمة 315 الف ل. س واستفاد من القرض الذي بلا فوائد سبع أسر اما في قرية «المال» فكان المشروع ايضا شراء ابقار بقيمة 200 الف ل. س استفاد منه خمس اسر وقد تم اختيار الاسر المستفيدة على أساس الحاجة وخلق القاعدة المادية في القرى التي تفتقد اليها من اجل تحقيق الاستقرار للمواطنين. ومن هذه المشاريع مشاريع الصرف الصحي والزراعة وتربية الماشية وتغيير شبكة المياه وبناء روضة ومدارس والعيادات السنية ويقوم الاهالي بتأمين بنصف تكاليف بعض المشاريع ففي قرية «نامر» بمحافظة درعا وصلت كلفة انشاء روضة اطفال الى 600 الف ليرة سورية تساهم القرية بالارض التي هي من املاك الدولة بالإضافة الى اليد العاملة ومبلغ خمسين الف ليرة سورية بينما يقوم فردوس بإكمال المشروع وقد تم اختيار العائلات الفقيرة لمنح القروض خاصة العائلات التي لا تملك ارضا. وتمتد مشاريع فردوس الى محافظة القنيطرة اذ قدم فردوس قروضا زادت قيمتها على نصف مليون ليرة سورية وشملت عمليات شراء أبقار وأغنام ودجاج وقروض اخرى لشراء اجهزة كمبيوتر وعزاقة وطابعة وقد استفادت من قروض فردوس قرى الحميدية والبعث وبريقة وبدر عجم حيث تم تنفيذ مشاريع إقامة عيادة سنية في المركز الصحي في قرية البريقة وقد ساهم الاهالي بنصف تكاليف العيادة ومنح فردوس قريتي البعث وكودنة قرضين تنمويين لشراء أبقار بقيمة 250 ألف ليرة سورية. ان سياسة فردوس تقوم على تعزيز الأفراد والمجموعات الصغيرة على نفسها وكذلك تشجيع مشاركة المجتمعات الريفية في اتخاذ القرار وتنفيذ المشاريع ومع الايام تتطور التجربة وتتوسع، معمقة بذلك العلاقة بينها وبين اهالي سكان الريف السوري لخدمة واقعهم وتطويره بالصورة التي تعزز استقرارهم وحياتهم.