بيتي.. أنثى الغراب ذات الذكاء الخارق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تحد لاحساس الانسان بتفرده بالذكاء استطاعت انثى غراب تسمى بيتي ان تعيد عدة مرات ثني سلك لتحوله الى خطاف ترفع به طعاما وضع داخل انبوب في احد المختبرات ببريطانيا. وقال البروفيسور اليكس كاسيلنيك الذي قاد هذه التجربة في احد مختبرات جامعة اوكسفورد ودهش بها في تصريح لرويترز «كان علينا ان نؤكد لأنفسنا انها لم تكن مصادفة لذا اعدنا التجربة عشر مرات ونجح هذا الطائر في تسع منها». وأظهرت انثى الغراب قدرة نادرة بالنسبة لحيوان على فهم العلاقة بين الغاية والوسيلة واستنباط اداة من مادة غير طبيعية اذ تمكنت من ثني سلك مستقيم من النوع المستخدم في الحدائق مما لم تره من قبل سوى في الشبكة المحيطة بأقفاص الطيور وحولته الى خطاف. ثم أمسكت انثى الغراب ذلك الخطاف بمنقارها وادخلته في انبوب طولي رفعت منه دلوا صغيرا يحتوي على لحم مهروس. هذا الاستعراض لما اسماه فريق العلماء الثلاثة (قدرات الادراك ذات العلاقة باستخدام الادوات) يتحدى الفرضيات السابقة التي كانت تقول ان رتبة الثدييات العليا (الرئيسيات) هي افضل المخلوقات بعد الانسان في حل المشاكل التي تتطلب ذكاء. وقال كاسيلنيك في مقابلة على الهاتف من معمله في اكسفورد «نفترض ان الرئيسيات أكثر مهارة لانها الاقرب لنا...لكن هذا الحيوان (بيتي) يبدو على قدم المساواة على الاقل مع اي من الرئيسيات التي رأيناها». واظهرت بيتي تفوقا دائما خلال الاختبارات على صنوها الذكر ابل وكلاهما ينحدر من نفس فصيلة الغربان التي تقطن جزيرة نيو كاليدونيا بالمحيط الهادي. ولحسن حظ الذكور فان العلماء عزوا تفوق قدرات بيتي العقلية الى سنها الصغير نسبيا مقارنة بابل وليس الى جنسها. وكانت المرة الوحيدة التي اخفقت فيها من بين محاولاتها العشر الناجحة عندما استطاع ابل ان يخرج الطعام من الانبوب مستخدما سلكا مستقيما. وفي مرات اخرى انتظر ابل حتى اخرجت بيتي الطعام من الانبوب ثم خطفه منها. واجرى كاسيلنيك المولود في الارجنتين ومعه زميلاه البريطانيان جاكي تشابل واليكس وير التجارب منذ ثلاثة اشهر مضت وسجلوها في ورقة علمية نشرت في عدد هذا الاسبوع من مجلة ساينس الأميركية. وكتب العلماء في الورقة «لثني السلك ادخلت بيتي احد طرفيه اولا في شريط لاصق موجود بالقرب من قاعدة الانبوب وفي جانب صينية من البلاستيك... او امسكته بين رجليها في مكان يبعد ثلاثة امتار عن الطعام حيث لم يكن هناك شريط لاصق، في جميع الحالات ما عدا واحدة حاولت التقاط الطعام دون ثني السلك قبل ان تقوم بعمل الخطاف. وفي كل الحالات الناجحة تمكنت بيتي من اخراج الطعام خلال دقيقتين». وفي الطبيعة غالبا ما يستخدم الغربان الاغصان الصغيرة كخطاف الا ان انجاز بيتي تمثل في تطويعها مادة غير طبيعية لتؤدي مهمة معينة في ذهنها. وقال العلماء «لم يكن هناك نموذج تحتذي به...فقيام الحيوانات بالتعديل الهادف للاشياء لاستخدامها كأدوات دون سابق خبرة كبيرة ليس معروفا تقريبا». وذكر العلماء انه في تجارب مماثلة اجراها آخرون حدث ذات مرة ان قردا ذكرا قوم سلكا للحصول على العسل. وفي سابقة اخرى ذكروا ان حيوانات الشمبانزي اخفقت في تقويم انبوب لتضعه داخل حفرة للحصول على تفاحة الا عندما تلقت تدريبا على ذلك. قال كاسيلنيك «اعتقد ان الرسالة المهمة هي انه ليس هناك طريقة واحدة لتكون ذكيا بالمعنى الذي نفهمه».

Email