الجمعة 2 شوال 1423 هـ الموافق 6 ديسمبر 2002 أكد المفكر المصري عبد الوهاب المسيري مؤلف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) أن بروتوكولات حكماء صهيون التي يتناولها مسلسل تلفزيوني يعرض حاليا زائفة والإصرار على نسبتها لليهود لا يخدم القضية العربية.وأوضح المسيري في مقابلة مع وكالة رويترز أن قضية كراهية اليهود تخدم الصهيونية نفسها باعتبارها حركة عنصرية حاول الغرب بها تخليص أوروبا من اليهود عن طريق تهجيرهم إلى مكان بعيد. ويصدر للمسيري نهاية الشهر الجاري كتاب جديد بعنوان (البروتوكولات الصهيونية وكراهية اليهود) عن دار الشروق ويتناول فيه بالدراسة التحليلية نص (بروتوكولات حكماء صهيون).وينتهى المسيري إلى عدد من النتائج، منها أن هذا النص الذي حظي في الغرب بشهرة واسعة مجرد «كلام ساذج يخلو من أية آلية لتنفيذه». كما حذر من استخدام البروتوكولات كأداة لاتهام اليهود حتى لا يُتهم العرب بالعنصرية والعرقية، ويقول «لكن معظم كتابنا لا يتنازلون عن فكرة الاتهام حيث أسسوا كراهيتهم للدولة الصهيونية في ضوء البروتوكولات، ومن الصعب تغيير خريطتهم الإدراكية وأسوأ ما يصيب الإنسان أن يتحطم نموذجه الإدراكي». وكان مسلسل (فارس بلا جواد) الذي بدأ بثه في شهر رمضان على معظم القنوات التلفزيونية العربية قد أثار انتقادات واسعة النطاق من جانب اليهود الذين نظموا عدة مظاهرات في الولايات المتحدة. ويتناول المسلسل تاريخ الشرق الأوسط في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عبر محاربة مواطن مصري للاحتلال البريطاني لبلاده ويتعرض لمخطط يهودي للسيطرة على العالم بناء على بروتوكولات حكماء صهيون. وحمل المسيري على الكتّاب «الكسالى» الذين لا يرون منحنيات الظواهر ويختزلونها، «وعملية الاختزال هي فصل للحقائق والوقائع عن سياقها الاجتماعي والتاريخي وبالتالي يمكن فرض أي معنى عليها كأن نتصور اليهود قوة خارقة، وأنهم هم الذين يحركون الولايات المتحدة». وتساءل قائلا «حينما تخبرنا البروتوكولات الملفقة أن اليهود هم سبب الشر والخراب في العالم فماذا يفيد ذلك في الحرب اليومية ضد الجيب الاستيطاني الصهيوني؟».