أعلن امس سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع عن مبادرة عالمية لإنشاء (مدينة دبي للانترنت) , أول منطقة للتجارة الحرة في العالم تتيح للشركات التي تتعامل بالتكنولوجيا العمل عالمياً انطلاقاً من دبي وسوف تضم مدينة دبي للانترنت مقار لكبريات الشركات العالمية العاملة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة ومركزاً للتجارة الالكترونية ومراكز تطوير برمجيات الكمبيوتر, ومدينة للعلوم والتكنولوجيا حيث ستضم أول جامعة انترنت في العالم تقدم مساقات عالمية في مواضيع متعددة. كما ستحتوي المدينة على معارض دائمة للانترنت وتقنيات التجارة الالكترونية والعديد من التسهيلات التي تضمن تحول مدينة دبي للانترنت الى وجهة للشركات العالمية الرائدة باستمرار. وفي إعلانه عن هذه المبادرة خلال مؤتمر صحافي عقده في دبي, قال سمو الشيخ محمد: (سوف تكون الانترنت والتجارة الالكترونية العامل المحرك لعالم الغد الذي تقوده الأفكار المبتكرة, وأنا على يقين من أن الامارات سوف تلعب دوراً عالمياً مؤثراً في عالم أعمال الشركات والتجارة الالكترونية على الانترنت) . وقال سموه: (برزت خلال السنوات القليلة الماضية بوادر تشكُّل اقتصاد عالمي جديد يختلف تماماً عن كل ما سبقه. ولا يختلف اثنان على ان عصر الاقتصاد الصناعي قد بدأ بالانكفاء لحساب دورة جديدة في التوجه الاقتصادي العالمي هي عصر (اقتصاد المعلومات) . كما ان السرعة التي تتغير فيها الميزات التنافسية للأمم تطرح العديد من التحديات, حيث لم تعد المواد الخام والعمالة الرخيصة هي التي تؤمن الريادة للدول على النحو الذي شهدناه خلال العقود الماضية. ان لواء الريادة سوف يُعقد مستقبلاً للدول التي تعتمد على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والأفكار والخدمات أكثر من اعتمادها على الموارد الطبيعية) . وتعهد سمو الشيخ محمد بالوقوف بثقله الشخصي في سبيل ضمان نجاح هذا المشروع, وقال سموه: (سوف تقدم مدينة دبي للانترنت حوافز عديدة للشركات, منها السماح بالملكية الخاصة بنسبة 100% والاعفاءات الضريبية لدخل الشركات والأفراد وعقود تأجير الأرض التي تمتد الى 50 عاماً قابلة للتجديد, إضافة الى إنهاء جميع الإجراءات الحكومية بخطوة واحدة بما في ذلك معاملات الرخص التجارية وتصاريح العمل) . ويمكن للشركات في مدينة دبي للانترنت, أن تتطلع الى العمل في بيئة من الترابط الشبكي الحديث. وقال سمو الشيخ محمد: (نتوقع أن تجذب البنية الأساسية الحديثة للمدينة مختلف قطاعات الشركات التي تدخل الانترنت في صميم عملها, بدءاً من الشركات العالمية التي تستثمر في قطاع تكنولوجيا المعلومات وشركات تطوير برمجيات الكمبيوتر والوسائط المتعددة والشركات العالمية في قطاع الانترنت والتجارة الالكترونية وشركات الاتصالات التكنولوجية, إضافة الى العديد من الشركات الأخرى ذات العلاقة التي ستجد أن مدينة دبي للانترنت تشكل المكان الطبيعي لتواجدها) . وأضاف سموه: (لا يزال العالم يتلمس الآفاق الهائلة للانترنت في تغيير أساليب حياتنا وأعمالنا وتجارتنا) , مشيراً الى ان تقديرات قيمة التجارة الالكترونية للمواد الاستهلاكية تصل الى نحو 40 مليار دولار أمريكي, ويتوقع أن تبلغ 150 ملياراً خلال عامين من الآن. وإضافة الى ذلك, فان التجارة الالكترونية بين الشركات, التي تبلغ الآن نحو 30 مليار دولار, يتوقع أن تصل الى تريليون دولار أمريكي خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة. وعلق سموه على ذلك بقوله: (رؤيتي المستقبلية في غاية البساطة. ففي الوقت الذي ستتم فيه التعاملات التجارية في الفضاء الافتراضي, فان مدينة دبي للانترنت سوف توفر للشركات قاعدة أرضية حديثة ذات تكنولوجيا متقدمة ومستوى عالمي على أرض الواقع. إنني أرغب في رؤية دولة الامارات العربية المتحدة وقد أصبحت الموقع الحقيقي المفضل في العالم لكل شركة عالمية) . واستطرد قائلاً: (يتوفر هنا اليوم فرصة للأشخاص الذين لديهم الجرأة على الحلم والاستعداد لمواجهة التحديات التي تفرضها التطورات التكنولوجية. إن دولة الامارات قادرة على عمل ذلك ببساطة عبر تعزيز قدرتنا التنافسية عالمياً. لقد أثبتنا للعالم في الماضي أن لدينا القدرة على الحلم بالأفكار وتحويلها الى واقع. وها هي فرصة أخرى تلوح أمام دولة الامارات لاتخاذ موقع ناجح في عالم التكنولوجيا) . ولخص سمو الشيخ محمد فلسفته قائلاً: (في السباق نحو التميز, لا يوجد خط للنهاية) . ورحب سمو الشيخ محمد بكبريات الشركات في صناعة التكنولوجيا العالمية قائلاً: (ان ما توفره دبي يتمثل في موقعها الاستراتيجي كمركز للتجارة والأعمال والسياحة لنحو ملياري مستهلك, في منطقة تمتد من الشرق الأوسط الى شبه القارة الهندية, ومن افريقيا الى دول الكومنولث المستقلة. إضافة الى أن دبي تعد المحطة المفضلة لخبراء وشركات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة الالكترونية في هذا الجزء من العالم) . وقال سموه: (توفر مدينة التكنولوجيا أمام الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا مثل (اي بي إم) , مايكروسوفت, صن, سيسكو, ياهو, إنفوسيس والعديد غيرها فرصة جيدة لإقامة مراكز عالمية لتطوير البرمجيات في المدينة وليس مجرد فتح مكاتب اقليمية. إضافة الى ذلك, فان الشركات العالمية في مجال التجارة الالكترونية مثل: amazon.com, e.bay, e.toys, e.trade, ديل وغيرها سوف تجد في المدينة مركزاً مثالياً للتخزين والتوزيع لقاعدة المستهلكين في المنطقة. كما دعا سمو الشيخ محمد ذوي الرؤية المستقبلية من الأفراد والشركات الى اعتبار دبي (حضانة مثالية) لتحويل أفكارهم الإبداعية الى حقيقة واقعة من النجاح العالمي, وقال: (أعتقد أن المنطقة تملك رؤوس الأموال الكافية المستعدة لدعم مثل هذه المبادرات) . واختتم سمو الشيخ محمد حديثه بالقول: (لقد حول والدنا, المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد دبي الى عاصمة تجارية للمنطقة عبر مبادرته بتوسيع وتعميق خور دبي قبل عدة عقود. واليوم, فان مدينة دبي للانترنت سوف تصل بدبي الى مكانة المركز العالمي للتكنولوجيا المتقدمة) .