في خطوة تاريخية هامة تدخل بها دبي القرن الحادي والعشرين بخطى واثقة وثابتة ـ أعلن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع عن (انشاء) مدينة دبي للانترنت وهي أول منطقة حرة للتجارة الالكترونية في العالم والتي تتيح الفرصة للشركات العاملة من خلال التكنولوجيا الحديثة الانطلاق من دبي الى العالم. وأكد سموه في مؤتمر صحفي عالمي ان الفكرة جاءت لخلق المكانة اللائقة بدبي والتي لا ترضى الا بموقع الريادة حيث قال سموه (سوف تكون الانترنت والتجارة الالكترونية العامل المحرك لعالم الغد الذي تقوده الأفكار المبتكرة وأنا على يقين من ان الامارات سوف تلعب دورا عالميا مؤثرا في عالم أعمال الشركات والتجارة الالكترونية على الانترنت) . وأضاف سموه ان الفكرة تهدف الى مواكبة التطورات العالمية المتلاحقة والسريعة لتحتفظ دولة الامارات ودبي لنفسها بمكانتها في ركب التقدم وقال سموه: (برزت خلال السنوات القليلة الماضية بوادر تشكل اقتصاد عالمي جديد يختلف تماما عن كل ما سبقه, ولا يختلف اثنان على ان عصر الاقتصاد الصناعي قد بدأ بالانكفاء لحساب دورة جديدة من التقدم الاقتصادي العالمي هي عصر (اقتصاد المعلومات) كما ان السرعة التي تتغير فيها الميزات التنافسية للأمم تطرح العديد من التحديات حيث لم تعد المواد الخام والعمالة الرخيصة هي التي تؤمن الريادة للدول على النحو الذي شهدناه خلال العقود الماضية, ان لواء الريادة سوف يعقد مستقبلا للدول التي تعتمد على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والأفكار والخدمات أكثر من اعتمادها على الموارد الطبيعية) . وأضاف سموه: (لقد استطاعت دولة الامارات العربية المتحدة خلال أقل من عقدين من الزمن من أن ترسخ نفسها كمركز تجاري اقتصادي وحضاري أصبح له سمعته الدولية, وما كان هذا ليتم لولا النظرة المستقبلية الثاقبة وبعيدة المدى لآبائنا وروح المغامرة والمبادرة التي حققت لنا هذه النهضة خلال هذه الفترة الوجيزة) . وقال سموه: (نحن ندرك ان المزايا التنافسية لدينا هي مزيج من عدة عوامل لم تتوفر بين ليلة وضحاها, بل عبر سنوات من العمل الدؤوب. ونحن عقدنا العزم على ان نضع (الرؤية المستقبلية) حتى يرى أبناؤنا بلدهم وقد أصبحت تضاهي أبرز المراكز الاقتصادية في العالم (فالتحديات هي التي تصنع المعجزات) . وأكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال المؤتمر الصحفي العالمي على ان دولة الامارات لا ترضى الا بالريادة موقعا وقال سموه: (اننا نطمح ان نحقق الريادة وأن ننتقل من مركز اقتصادي اقليمي الى مركز اقتصادي عالمي) , ان الاقتصاد الذي ننعم به في دولة الامارات أصبح يحتاج الى زخم جديد يحد من الاعتماد على الموارد الطبيعية لصالح الاعتماد على عنصر الاقتصاد الخدمي أو الاقتصاد الذي يعتمد على العناصر البشرية في تحقيق معدلات التنمية التي نطمح اليها) . الانترنت .. عصب الاقتصاد الجديد واكد سموه على ان القرن الجديد سيشهد العديد من التطورات التي ستعيد رسم خريطة الاقتصاد الدولي حيث قال سموه: (ان عصرنا اليوم يشهد ثورة الانترنت .. الجهاز العصبي للاقتصاد العالمي الجديد) واضاف: (اننا نرى في هذه التطورات الجديدة فرصة لنعمل على تغيير مفهوم اقتصادنا خلال العقد المقبل, فنحن نمتلك قاعدة اقتصادية متطورة تؤهلنا لتحديد أساليب جديدة للتجارة والخدمات تنقلنا الى مرحلة التكامل مع الاقتصاد العالمي, ان العالم يشهد طفرة في التجارة الالكترونية ونحن نرى هنا فرصة غير مسبوقة في هذا المجال من أجل الاستعداد لعالم بلا حدود تفرضه هذه التطورات الاقتصادية المذهلة) . تسهيلات كبيرة لجذب الاستثمارات وتعهد سموه بتقديم كافة المساعدات والتسهيلات والوقوف الى جانب المشروع ومساندته بكل الدعم المطلوب لضمان نجاحه وقال سموه: (سوف تقدم مدينة دبي للانترنت حوافز عديدة للشركات منها السماح بالملكية الخاصة بنسبة 100% والاعفاءات الضريبية لدخل الشركات والأفراد وعقود تأجير الأرض التي تمتد الى خمسين عاما قابلة للتجديد اضافة الى انهاء جميع الاجراءات الحكومية بخطوة واحدة بما في ذلك معاملات الرخص التجارية وتصاريح العمل) . وأوضح سموه ان كل منجزات الانسان كانت ما هي الا أحلام في البداية مؤكدا قدرة الامارات على تحويل الأفكار الى حقائق وضرب مثالاً بالمنطقة الحرة من جبل علي وطيران الامارات كخير دليل على ذلك. وقال سموه (ان العالم المقبل هو عالم تقوده ثورة الاتصالات والانترنت وستقتصر حلبة الريادة على من يملك الأفكار الخلاقة والاستعداد للتأقلم مع المتغيرات التي تشهدها اقتصاديات العالم) . ان المدينة ستضم: ـ مقرا لكبرى الشركات العالمية. ـ مركزا للتجارة الالكترونية ولتطوير برامج الكمبيوتر. ـ مدينة للعلوم والتكنولوجيا. ـ مركزا للدراسات والأبحاث. ـ معارض دائمة للانترنت والتجارة الالكترونية. كما تتضمن المدينة أول جامعة في العالم للانترنت والتجارة الالكترونية, تؤمن حلقات تدريسية تركز على كيفية ادارة الأعمال عن بعد وكيفية اجراء عمليات التمويل والتسويق والوسائط المتعددة والتصميم عبر الانترنت. وقال سمو الشيخ محمد بن راشد: (نتوقع ان تجذب البنية الأساسية الحديثة للمدينة مختلف قطاعات الشركات التي تدخل الانترنت في صميم عملها بدءاً من الشركات العالمية التي تستثمر في قطاع تكنولوجيا المعلومات وشركات تطوير برمجيات الكمبيوتر والوسائط المتعددة والشركات العالمية في قطاع الانترنت والتجارة الالكترونية وشركات الاتصال التكنولوجية اضافة الى العديد من الشركات الأخرى ذات العلاقة التي ستجد ان مدينة دبي للانترنت تشكل المكان الطبيعي لتواجدها) . المدينة الجديدة قاعدة حديثة للتجارة وقد أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال المؤتمر الصحفي على ان المدينة سوف تتمتع بأهمية بالغة حيث قال سموه: (لا يزال العالم يتلمس الآفاق الهائلة للانترنت في تغيير أساليب حياتنا وأعمالنا وتجارتنا) مشيرا الى تقديرات قيمة التجارة الالكترونية للمواد الاستهلاكية التي وصلت الى نحو 40 مليار دولار أمريكي حيث يتوقع الخبراء ان يرتفع ذلك الرقم خلال العامين المقبلين الى نحو 150 مليار دولار. كما يصل حجم التجارة الالكترونية بين الشركات في العالم حاليا الى 30 مليار دولار ويتوقع الخبراء ان يستمر هذا الرقم في الزيادة ليصل الى تريليون (ألف مليار) دولار أمريكي خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة المقبلة. وعلق سموه على ذلك بقوله: (رؤيتي المستقبلية في غاية البساطة, ففي الوقت الذي ستتم فيه التعاملات التجارية في الفضاء الافتراضي فإن مدينة دبي للانترنت سوف توفر للشركات قاعدة أرضية حديثة ذات تكنولوجيا متقدمة ومستوى عالمي على أرض الواقع, وانني أرغب في رؤية دولة الامارات العربية المتحدة وقد أصبحت الموقع الحقيقي المفضل في العالم لكل شركة عالمية) . واستطرد قائلا: (يتوفر هنا اليوم فرصة للأشخاص الذين لديهم الجرأة على الحلم والاستعداد لمواجهة التحديات التي تفرضها التطورات التكنولوجية, ان دولة الامارات قادرة على عمل ذلك ببساطة عبر تعزيز قدرتنا التنافسية عالمياً) ولخص سمو الشيخ محمد فلسفته قائلاً: (في السباق نحو التميز, لايوجد خط للنهاية) . وأبدى سموه ترحيبه بالشركات العالمية الكبرى المتخصصة في صناعة التكنولوجيا والمعلومات داعيا بما يساهم للمشاركة في ذلك المشروع الضخم حيث وجه الدعوة لشركات آي بي ام IBM ومايكروسوفت وأوراكل وصن وسيسكو وانفوسيك وياهو وغيرها من الشركات العالمية ـ داعيا اياها لاقامة مراكز عالمية لها داخل المدينة لتطوير البرمجيات الكمبيوترية الحديثة وليس فقط لفتح مكاتب اقليمية بها, واكد سموه ان الشركات العالمية في مجال التجارة الالكترونية مثل Amazon - Com, E.bay, E.Trade, E.Toys سوف تجد في المدينة مركزا مثاليا للتخزين والتوزيع وخدمة عملائها في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وافريقيا وكومنولث الدول المستقلة التي تحتوي على أكثر من ملياري مستهلك. كما دعا سمو الشيخ محمد ذوي الرؤية المستقبلية من الأفراد والشركات الى اعتبار دبي (حضانة مثالية) لتحويل أفكارهم الابداعية الى حقيقة واقعة من النجاح العملي. وقد شاهد جمهور الحاضرين من كبار رجال الدولة ورجال الأعمال والقيادات الاعلامية والصحفية المحلية والعالمية فيلما تسجيليا قصيرا عرض لأهم ما تتميز به (مدينة دبي للانترنت) والخدمات والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين بها, عقب ذلك سمح سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بفتح باب الاسئلة حول المشروع الجديد. وفي بداية الحوار الذي اتسم بالصراحة والوضوح وردا على سؤال حول ما اذا كان هذا المشروع العملاق الذي يهدف في الأساس الى دعم التجارة الالكترونية يوازيه مشروع آخر لدعم التجارة التقليدية أكد سموه ان التجارة الالكترونية باتت آخذة في النمو حيث من المتوقع ان يصل حجم التجارة الالكترونية العالمية خلال السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة الى نحو ألف مليار دولار وضرب مثالاً بحجم التجارة الالكترونية في كندا حيث تصل نسبتها الى 90% وفي الولايات المتحدة التي تصل فيها النسبة الى 62%. المشروع كيان جديد في موقع جديد ورداً على سؤال حول وجود رؤية لدعم التجارة البينية العربية ـ العربية من خلال مشروع مدينة دبي للانترنت وقدرة الدول العربية على اللحاق بهذه الخطوة العملاقة اكد سمو الشيخ محمد ترحيبه بمشاركة اي عنصر عربي بالمشروع مشيراً الى ان المشروع مفتوح بابه أمام اي مشاركة عربية فاعلة. وحول سؤال عن سبب اختيار موقع جديد للمشروع بعيداً عن كل من المنطقة الحرة بمطار دبي والمنطقة الحرة بميناء جبل علي قال سموه ان منطقتي التجارة الحرة في كل من مطار دبي وميناء جبل علي هما منطقتان للتجارة التقليدية من استيراد وتصدير ولكن الآن الحديث بصدد التجارة الالكترونية لذا بات من الضروري ان يكون لذلك المشروع موقعاً جديداً وسوف يكون قبالة نادي دبي للجولف. وحول جهة الاشراف المسئولة عن متابعة تطورات المشروع وخطواته المختلفة اكد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم توليه شخصياً مسئولية الاشراف على المشروع خلال مراحله الاولية حتى يتخذ هيكلاً ثابتاً ودعائم راسخة. المشروع ناجح 100% وقد وجه احد الصحفيين سؤالاً لسمو الشيخ محمد حول توقعات وجود او ظهور اي منافسة للمدينة في منطقة الشرق الاوسط فرد سموه قائلاً ان المشروع قد تمت دراسته بشكل واف ومفصل من جميع نواحي المزايا والعيوب وان الدراسات قد اثبتت ان نسبة نجاح المشروع 100% اما عن المنافسة فقد اعرب سموه عن ترحيبه بالمنافسة حيث ان لدى الامارات العربية المتحدة قناعة مؤداها ان المنافسة التي اقدمت عليها هي التي تعزز الجودة وتؤدي الى التقدم والارتقاء. واكد سموه ان دولة الامارات العربية المتحدة لها خبرة طويلة تمتد على مدار قرون عديدة في مجال التجارة التقليدية ولكن في ظل التطورات العالمية الاخيرة بات من الضروري ان تسرع الامارات خطاها للحاق بالركب بل ولريادته في مجال التجارة الالكترونية. تعاون لا تنافس وفي سؤال حول فرص الاستفادة التي من الممكن ان تعود على مشروع السعديات من مشروع مدينة دبي للانترنت كما سبق واستفادت من المنطقة الحرة بميناء جبل علي أكد سموه ان مشروع السعديات لا يتعارض اطلاقاً مع مشروع مدينة دبي للانترنت والمنطقة الحرة للتجارة الالكترونية بل على العكس فإن بإمكان السعديات ان تبيع مخزونها من خلال ذلك المشروع كما اكد سموه على علاقة التعاون الوثيقة بين دبي وأبوظبي معرباً عن استعداد دبي الدائم لدعم التعاون الوثيق مع أبوظبي. وتعليقاً على سؤال حول امكانية انتشار الانترنت مع ارتفاع تكلفة الاشتراك واحتكار (اتصالات) للاشتراكات بالشبكة اكد سموه ان وزير التجارة الامريكي كان في زيارة مؤخراً لدولة الامارات العربية المتحدة وكان بصحبته احد الخبراء في مجال الانترنت حيث اكد ان الامارات تعد من اكبر الدول العربية المستخدمة لشبكة الانترنت. ورداً على سؤال حول الضمانات التي ستوفرها المدينة للحيلولة دون حدوث اية وقائع للقرصنة والدخول الى الشبكة وسرقة المعلومات اوضح سموه ان صنع ذلك يعد امراً صعباً للغاية حيث لا يزال العالم كله يعاني من تلك المشكلة وقال ان الولايات المتحدة الامريكية نفسها تعاني من ذلك الى الحد الذي تجد عنده صعوبة في حماية شبكة المعلومات الخاصة بوزارة الدفاع لديها (البنتاجون) واكد ان القرصنة ظاهرة عالمية الا ان الدراسات قائمة لايجاد حد لتلك الظاهرة. عام واحد لتحقيق الحلم وحول سؤال عن المدة الزمنية التي يستغرقها اتمام المشروع والخروج بالحلم الى ارض الواقع الملموس اكد سموه ان المرحلة الاولى من المشروع سوف يستغرق اتمامها فترة تتراوح بين الستة اشهر والعام. اما باقي مراحل المشروع فلا يمكن الجزم بالوقت الذي سيستغرقه اتمامها حيث ان العالم يتغير بسرعة كبيرة وتتلاحق احداثه واكتشافاته بسرعة اكبر يصعب معها التكهن بالفترة اللازمة لاتمام باقي مراحل المشروع. وحول تخريج الكوادر المؤهلة من شباب المواطنين والتي يكون بمقدورها التعامل والتفاعل مع الكيان الجديد بمدينة دبي للانترنت اوضح سموه ان الجامعة التي سيشملها المشروع ـ وهي أول جامعة للانترنت والتجارة الالكترونية في العالم ـ سوف تركز مناهجها في ذلك الاطار لتأهيل الكوادر الجديدة المسلحة بالمعرفة الكافية لسلوك دروب الانترنت وعقد تعاملات التجارة الالكترونية من خلال دورات تعليمية تمتد من ستة اشهر الى عام كامل والدراسة فيها مفتوحة امام كل من المواطنين من ابناء الامارات او الاجانب الوافدين من خارجها. وفي سؤال حول حجم الشركات ورؤوس الاموال التي سيسمح لها بالمشاركة بمشروع مدينة دبي للانترنت اكد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ان هناك فريق عمل متكامل يقوم بدراسة الشركات لتقييمها قبل فتح الباب امامها للمشاركة حيث لن يسمح بالمشاركة للشركات العالمية المعروفة فقط كما اكد ان الاتصالات تجرى حالياً مع كبريات الشركات العالمية لبحث امكانية مشاركتها في المشروع. كما اكد سمو الشيخ محمد بن راشد ان العمل سيبدأ في المشروع من اليوم وستتمكن الشركات من مباشرة عملها من خلال تلك المنطقة الحرة للتجارة الالكترونية في القريب العاجل, مشيراً الى ان عدداً من التشريعات والقوانين سيتم وضعها لتحديد العمل بها. وفي سؤال لـ(البيان) حول الدور المتوقع للقطاع الخاص في الاستثمار في المشروع والتكلفة الاجمالية لمراحله المختلفة اوضح سمو الشيخ محمد بن راشد ان المشاركة في المشروع لن تطرح للشركات المساهمة في الوقت الحالي حيث اظهرت الدراسات تأثير ذلك على سرعة انجاز المشروع حيث اكد سموه ان تلك الخطوة ستأتي في توقيتها المناسب. وحول حجم التكلفة الاجمالية قال سموه انه يستطيع فقط تحديد تكلفة المرحلة الاولى والتي ستبلغ نحو مائتي مليون دولار اما تكلفة باقي مراحل المشروع فهي رهن الاقبال. المشروع والمناخ الموائم وقد اكد سمو الشيخ محمد بن راشد ان مشروع منطقة التجارة الالكترونية الحرة يتم في مناخ موائم للغاية توفره (مدينة دبي للانترنت) حيث يشكل ذلك المناخ اكثر الفرص ملاءمة لطبيعة المشروع وقال ان المناخ العام لدولة الامارات قد يكون ليس موائماً بالقدر الذي تمنحه منطقة التجارة الحرة التي توفر كل فرص النجاح امام المشروع. كما اكد سموه دعم الحكومة وجميع الدوائر الخاصة للمشروع للخروج به في افضل صور النجاح الذي سيتحقق بإذن الله تعالى بفضل الدراسات الوافية التي اعدت حوله. وقال سموه ان العالم الآن اصبح بلا حدود وقد تزول الوكالات والوكلاء في يوم من الايام لذا بات من الضروري ان نثبت اقدامنا بقوة على خريطة الاقتصاد العالمي. واوضح سمو الشيخ محمد انه من الصعوبة بمكان تحويل دولة الامارات العربية كلها الى منطقة تجارة حرة. واكد سموه ان المنطقة الجديدة ستتسع الى التصنيع وتطوير البرمجيات حيث يتم تصديرها من هناك الى شتى انحاء العالم. وحول سؤال عن دور (اتصالات) في المشروع اوضح سمو الشيخ محمد ان هناك تعاونا قويا مع اتصالات لضمان نجاح المشروع حيث ان لديها نحو 85% من الخطوط التليفونية لم تستخدم بعد من كامل طاقتها. وفي سؤال لـ(البيان) عن فرص سحب ذلك المشروع العملاق الى داخل نسيج المجتمع الاماراتي وتوطينه بين الشباب بدلاً من ان يظل قشرة خارجية لا تمتزج بالواقع الاماراتي. رد سموه قائلاً ان هذه هي الخطوة الاولى في المشروع اما الاستفادة منه فسيتم النظر فيها فيما بعد وهذا مشروع عملاق يضاهي السليكون فالى بالولايات المتحدة الامريكية ونحن نريد ان نبدأ من حيث انتهى الآخرون. وحول سؤال عن امكانية تأثير اتفاق انشاء منطقة التجارة الحرة الاخير الذي وقعته كل من دولة الكويت وايران اكد سمو الشيخ محمد ان الامارات ترحب بالمنافسة ولا ترى في ذلك الاتفاق اي تهديد للمشروع الجديد للمنطقة الحرة للتجارة الالكترونية بمدينة دبي للانترنت وقال (نحن نرحب بالمنافسة) . وحول امكانية اقامة منطقة تجارة مرة اخرى في القريب اوضح سمو الشيخ محمد ان المنطقة الحرة بميناء جبل علي والاخرى بمطار دبي جاءتا لتلبية متطلبات معينة ولكن لا نستطيع الجزم بانشاء منطقة تجارة حرة اخرى لأن الامر رهن الحاجة والمتطلبات. ورداً على سؤال لـ(البيان) حول الدور الذي ستقدمه شركات (مقدمو الخدمة او السرفيس بروفيدرز) وامكانية المنافسة اكد سموه ان امكانية المنافسة مفتوحة امام (مقدمو الخدمة) او (السرفيس بروفيدرز) وسيمكن لهم منافسة (اتصالات) في ذلك المجال الجديد. وحول امكانية استرداد رؤوس الاموال المستثمرة في المشروع اكد سمو الشيخ محمد ان المشروع قد تمت دراسته بشكل واف من شتى النواحي والعائد المادي سيمكن من خلاله استرداد قيمة رؤوس الاموال المستثمرة على مدار عدة سنوات. واكد سموه ان المدينة الجديدة هي المكان الملائم لكل فرد او شركة داخل الدولة تظهر رغبة في التطوير والابداع حيث ان تلك المدينة هي المكان الانسب للابداع كما يساعد وجود الجامعة على احداث التطوير المرغوب من خلال الدراسات العلمية الحديثة. وفي سؤال حول الحوافز التي ستقدمها دبي لجذب الخبراء العرب والاجانب للمساهمة في المشروع اكد سمو الشيخ محمد ان الباب مفتوح لجميع الخبراء العرب والاجانب وسيتم منحهم التسهيلات اللازمة من اقامة وخلافه اثناء فترة مشاركتهم في الابحاث والامور الاخرى المتعلقة بالمشروع. وقال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع (لقد حول والدنا المغفور له الشيخ راشد دبي الى عاصمة تجارية للمنطقة عبر مبادرته بتوسيع وتعميق خور دبي قبل عدة عقود واليوم فإن مدينة دبي للانترنت سوف تصل بدبي الى مكانة المركز العالمي للتكنولوجيا المتقدمة) . كتب محمد عبد المنعم