أعرب محللون وخبراء اقتصاديون عن تفاؤلهم لمستقبل التجارة الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط, بعدما أعلنت دبي عن اطلاق مشروع مدينة دبي للانترنت أول منطقة حرة في العالم للتجارة الالكترونية, وإذ اعتبر هؤلاء الخبراء ان من شأن هذا المشروع تعزيز مكانة دولة الامارات على خارطة التجارية العالمية, كونه يمثل خطوة مهمة لاستباق الاحداث والمتغيرات الاقتصادية العالمية, رأوا ان ثمة الكثير من التحديات التي تواجه المشروع والتي تتطلب العمل الدؤوب والقرارات الجريئة من الحكومة مثل معالجة النقص في الكوادر الشابة المدربة. وقال محمد القرقاوي مدير مدينة دبي للانترنت إثر اجتماع عقده مع الملحق التجاري الامريكي دايفد راندل بأن دولة الامارات لديها الكثير من المقومات الاقتصادية التي تؤهلها لاطلاق مشروع بهذه الضخامة, فموقعها الجغرافي الاستراتيجي والتجهيزات المتطورة في مجالات الاتصالات ووجود البنى التحتية التكنولوجية الحديثة والخدمات السياحية الراقية, كلها تشكل حوافز تميز دولة الامارات عن سائر الدول المحيطة بها, يضاف الى ذلك مستوى المعيشة الجيد وارتفاع معدلات دخل الفرد السنوي, وتوافر درجة عالية جدا من الأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي عوامل ستساهم في جذب كبريات شركات الكميبوتر لفتح مراكز لها في المدينة, كما ستساهم في استقطاب خبراء ومطوري تقنية المعلومات, اضافة الى المهارات الشابة والطاقات اعلمية العربية المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية. وأضاف القرقاوي: (منذ أعلن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع عن اطلاق مشروع مدينة دبي للانترنت, بدأنا بوضع الخطط والدراسات الميدانية بالتعاون مع فريق من الخبراء والمتخصصين في مجال تقنية المعلومات من أجل وضع المشروع حيز التنفيذ خلال سنة على أبعد تقدير) . وقد اطلع القرقاوي الملحق التجاري الامريكي دايفد راندل على تفاصيل المخطط الهيكلي للمنطقة الحرة, وجرى التباحث في أوجه التعاون المشترك. وأعرب راندل عن اعجابه بالمشروع واصفا إياه بالطموح والجريء في وقت باتت منطقة الشرق الأوسط بحاجة الى قرارات وخطوات كبيرة من هذا النوع للانتقال من المفهوم التقليدي للتجارة الى التوجه الاقتصادي والتعالمي الجديد الذي يطغى عليه اقتصاد المعلومات, ورأى ان دولة الامارات التي حققت الريادة اقتصاديا خلال العقدين الماضيين وفرضت نفسها كمركز تجاري اقليمي, قادرة على التحول الى مركز اقتصادي عالمي مع دخولها عالم التجارة الالكترونية. ونقل راندل الى القرقاوي استفسارات الشركات الامريكية الراغبة في توسيع استثماراتها في المنطقة حول العديد من المزايا والخصائص التي توفرها مدينة دبي للانترنت.