أعلن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع أمس اطلاق مبادرة جديدة بإنشاء (مدينة دبي للاعلام) ويأتي المشروع الاعلامي الجديد بعد ايام من تدشين مدينة دبي للانترنت كأول منطقة حرة للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية بالمنطقة، ليعزر مكانة دبي ودورها الريادي على صعيد المنطقة. وستعمل مدينة دبي للاعلام تحت مظلة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والتجارة الالكترونية والاعلام التي صدر قانون تأسيسها مطلع العام الجاري. وكشف سموه في مؤتمر صحفي مهم حضره حشد من المسئولين ومديري الدوائر الحكومية والفعاليات وممثلي الصحف ووكالات الأنباء ومحطات التليفزيون العالمية ان التكاليف المبدئية للمشروع تقدر بنحو 3 مليارات درهم مشيرا سموه إلا ان الافتتاح الرسمي سيكون في يناير المقبل. حجز 82% كما كشف سموه في رده على عدد كبير من اسئلة الصحفيين وممثلي وسائل الاعلام المحلية والعالمية عن أن 82% من مساحة المشروع تم حجزها بالفعل قبل الاعلان عن المشروع من قبل شركات ومحطات عالمية وإقليمية مشيرا الى انه سيتم في وقت لاحق الاعلان عن اسماء هذه الشركات. وبعد ان اعلن سموه عن تقديم هذا المشروع الجديد كهدية للاعلاميين والصحفيين بالدولة, كشف سموه عن مشروع جديد سيتم الاعلان عنه بعد اسابيع واضعا اياه بأنه (الأكبر من نوعه) حتى من مدينة دبي للانترنت. دراسة عميقة وذكر سموه في هذا الصدد ان دبي لديها العديد من المشاريع الضخمة التي يتم الاعلان عنها وفقا لجدول زمني محدد ومدروس. وقال سموه ان الاعلان عن عدد كبير من المشاريع الضخمة والمهمة في اوقات زمنية متقاربة لا يعني ان هذه المشاريع غير مدروسة او متعجلة. بل اخذت هذه المشاريع وقتا طويلا من الدراسة قبل الاعلان عنها وهو ما يؤكده نجاح هذه المشاريع جميعها والاقبال منقطع النظير من الشركات العالمية للمشاركة بها. واشار سموه في هذا الصدد الى ان مشروع مدينة دبي للانترنت اعدت له دراسة جدوى اقتصادية متعمقة وظل خاضعا للدراسة من جانب سموه مباشرة اكثر من عام ونصف العام قبل الاعلان عنه. كما ان مشروع مدينة دبي للاعلام يخضع للدراسة منذ عامين كاملين. وقال سموه ان اقرب الناس اليه يساوره احيانا الشك في نجاح هذا العدد من المشاريع الضخمة ولكن الذي يؤكد ان هذه المشاريع خضعت للدراسة هو نجاحها. وعلى سبيل المثال فإن مشروعا مثل مدينة دبي للانترنت كان المتوقع ان يستوعب طاقته الاجمالية خلال ثلاث سنوات ولكن النجاح كان غير متوقع لدرجة ان المرحلة الأولى تم استئجارها بالكامل قبل افتتاح المشروع ووصل عدد الشركات المحلية الى 194 شركة عالمية واقليمية الى جانب قائمة انتظار طويلة. وبالتالي فإن النجاح هو المعيار. المنافسة صحية وردا على سؤال حول الهدف من المشروع ومدى قدرته على المنافسة مع مشاريع عربية اخرى قائمة في مصر والاردن قال سموه ان المشروع سيتكامل مع مدينة دبي للانترنت بعد ان اصبح هناك اندماج بين الشركات وارتباط وثيق بين المجالين. وبالنسبة للمنافسة فإننا نرحب بالمنافسة. والتنافس ظاهرة صحية وتؤدي في النهاية الى النجاح. وعلى سبيل المثال فإن طيران الامارات عندما تم انشاؤها طالب البعض بحمايتها ولكنني أكدت على مبدأ الاجواء المفتوحة. وغضب البعض من ذلك خشية على الشركة الوليدة. ولكن الآن الحمد لله طيران الامارات اقوى الشركات بالعالم. واضاف سموه بقوله: انا احب روح التنافس, واعتقد انها الحماية الحقيقية. اما الحماية الاخرى فهي لا تحمي ولا تؤدي الى النجاح وانما تخلق الروتين والبيروقراطية وتؤدي الى التواكل ثم الفشل في النهاية. حرية مسئولة وحول مدى الحرية التي يوفرها المشروع لوسائل الاعلام والتي تعتبر الحرية بالنسبة لها الهواء الذي تتنفسه قال سموه ان المشروع منطقة حرة ولها قوانين خاصة بها ولا تخضع لأية قوانين اخرى محلية وهناك شركات ومحطات عالمية واقليمية سجلت فيها بالفعل لثقتها فيما توفره من حرية الى جانب المزايا والتسهيلات الاخرى. وردا على سؤال حول مدى هذه الحرية وماذا سيفعل سموه اذا تلقى اتصالا من احدى الحكومات ا لعربية التي يغضبها موضوع في سي. إن. إن أو بي. بي. سي او غيرها من المحطات العالمية, أجاب سموه بأن المشروع يوفر الحرية المطلقة ولكن هذه الحرية مسئولة. وهذا الامر ستحكمه المسئولية الاعلامية ذاتها تجاه اخلاقيات المجتمع وتقدير الاعلاميين ذاتهم لأهمية وخطورة الكلمة ودورها في المجتمع. كما ان المشروع لن يقبل سوى المؤسسات والشركات الكبيرة العالمية المحترمة التي تقدر هذه المسئولية ونثق في تقديرها لذلك. اما المحطات الحزبية فربما لا نسمح لها. وحول ماتوفره مدينة دبي للاعلام من تسهيلات قال سموه ان المشروع يضم استوديوهات وخدمات وتسهيلات لا مثيل لها في اي مكان آخر وسيتم الاعلان عن هذه التفاصيل في الوقت المناسب. الاساس وحول ما يمكن ان يقدمه المشروع من دعم للإعلام العربي قال سموه ان مدينة دبي للاعلام تشكل القاعدة والأساس. كما انها لا تعمل من فراغ ولكن في اطار بيئة متكاملة تضم مدينة الانترنت وربما في المستقبل مدينة للتكنولوجيا. وبالتالي فإن هذه البيئة تتكامل في توفير مناخ مناسب للمؤسسات الاعلامية. وحول الاعلام المحلي وقدرته على مواجهة المنافسة الحادة مع المؤسسات في مدينة دبي للاعلام, قال سموه ان المشروع مفتوح لكافة المؤسسات العالمية والاقليمية والمحلية. وحول ما سبق الاعلان عنه من مشروع لدبي تحت عنوان (دبي 2000) والذي كان يتضمن اطلاق قناة فضائية ضخمة وما اذا كانت ستصدر من مدينة دبي للاعلام, قال سموه ان المشروع تحت الدراسة وان المشروعات تخضع لدراسة عميقة ويتم الاعلان عنها بعد ان يتم حل كافة المشاكل والعقبات وتهيئة سبل انجاحها. قناة الانتفاضة وحول ما اذا كانت المدينة الجديدة ستعمل على تحسين الصورة العربية في وسائل الاعلام الدولية أو ان يتبنى سموه انشاء قناة باللغة الانجليزية تدافع عن الانتفاضة الفلسطينية وتغير الصورة المشوهة التي تعكسها وسائل الاعلام الغربية, قال سموه ان الاعلام الغربي تسيطر عليه الصهيونية وينقل الصورة من الجانب الآخر فقط ويصور العرب على انهم المسئولون عن تفجر الاوضاع بقيامهم بالانتفاضة. وهو اعلام متحيز ولكن لو قارنت امريكا قبل عشر سنوات واليوم تجد أنها أكثر تفهماً من ذي قبل وما تقدمه مدينة دبي للاعلام انها توفر البيئة والتسهيلات والخدمات ولن تفرض وجهة نظر معينة على أحد. تقنيات حديثة وقال سموه في المؤتمر الصحافي الشامل الذي عقده أمس ان المدينة الاعلامية الحرة ستكون الأولى من نوعها في المنطقة المرتبطة مباشرة بالتقنيات الجديدة التي توفرها تكنولوجيا المعلومات, حيث يتيح لها موقعها الجغرافي الملاصق لمدينة دبي للانترنت العمل في بيئة ابتكارية تكاملية شاملة تجمع بين الاعلام والثورة الرقمية, وهو ما يجعلها تتمتع بامتيازات إضافية تضيف لها أبعادا استراتيجية متقدمة لاداء أعمالها بشكل متطور ومرن في آن واحد. ولفت سموه الى ان (مدينة دبي للاعلام) تهدف الى استقطاب وسائل الاعلام المرئية منها والمكتوبة العربية والأجنبية بالاضافة الى وكالات الاعلان الاقليمية والعالمية وشركات انتاج البرامج بمختلف أنواعها, وكافة الانشطة الفرعية المكملة لصناعة الاعلام والاعلان بالاضافة الى مزودي الاخبار من وكالات انباء وشركات علاقات عامة وغيرها وذلك للعمل في مناخ مثالي استثماري تكاملي وحر, ومنطقة جغرافية استراتيجية, وقدر أكبر من الحرية والامان, وتكاليف تشغيلية مناسبة, وحياة معيشية نوعية. وأضاف سموه قائلاً: (ان التطورات المتلاحقة في صناعة الاعلام والثورة الرقمية, والتغيرات المتسارعة التي يشهدها البث الفضائي دفعنا الى التكفير في إقامة منطقة حرة للاعلام في دبي تكون قادرة على مساعدة الشركات العاملة في هذا الحقل على تعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية والوصول الى أكبر قدر من العملاء, مستفيدة من موقع دبي الاقليمي كمركز رئيسي للأعمال والتجارة والخدمات والتكنولوجيا والاتصالات). موقع متقدم وأوضح سمو ولي عهد دبي الى ان الامارة تمكنت في السنوات الأخيرة من العقد الماضي من احتلال موقع متقدم في صناعة الاعلام الاقليمية والعالمية, حيث اتخذها كبار العاملين في هذه الصناعة مركزا لعملياتهم في الشرق الاوسط, بما في ذلك وكالات الانباء العالمية وشبكات التلفاز العربية والعالمية, والصحف والمجلات, في الوقت الذي تحولت فيه دبي الى مقر لكبار وكالات الاعلان العالمية والاقليمية التي نقلت مراكزها الرئيسية الى الامارة, تبعها بعد ذلك شركات الأبحاث والمونتاج واستوديوهات الانتاج والخدمات الاعلامية المستقلة). وأكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ان (مدينة دبي للاعلام) مشروع واعد يحمل في طياته تحديات جديدة لدبي ولمنطقة الخليج بشكل عام, إذ انه يأتي في خضم عملية الانفتاح الاعلامي التي يلمسها الجميع, وعولمة الأسواق, وسهولة انتقال المعلومة بعيدا عن العامل الجغرافي الذي اصبح الان في ادنى سلم الأولويات الاعلامية, معربا عن ثقته في نجاح المشروع عبر استقطابه أفضل المشاريع الاعلامية العربية والعالمية, للاستفادة من المرونة والآلية التي تعمل بها الادارات في دبي, وجودة الخدمات التي توفرها للمتعاملين معها. وتقام (مدينة دبي للاعلام) الملاصقة لمدينة دبي للانترنت على مساحة قدرها 200 هكتار على بعد 20 كيلو مترا من وسط مدينة دبي بالقرب من (نادي الامارات للجولف ومرسى دبي والجامعة الامريكية) وقد تم تجهيزها بأحدث التقنيات المتطورة, لمساعدة الشركات الاعلامية على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين, ومن ضمنها أرقى تسهيلات الانتاج والبث, فيما دعمت بتسهيلات وخدمات راقية للعاملين فيها. واعتبر سمو الشيخ محمد بن راشد ان اطلاق مدينة دبي للاعلام خطوة مهمة سيكون من شأنها تعزيز صورة دبي كمركز اقليمي متعدد الابعاد, وهي بمثابة قاعدة متكاملة تتيح لقطاع الاعمال فرصة التغلب على التحديات والخيارات الصعبة التي ستواجهها في المستقبل. وأضاف سموه قائلا: (سوف تكون مدينة دبي للاعلام الوسيلة التي ستضع دبي على خارطة المعلوماتية في العالم, وستضمن النجاح للمؤسسات الاعلامية من خلال توفير البنية التحتية اللازمة والبيئة المناسبة وحرية الابتكار). وحول هامش الحرية الذي ستتيحه (مدينة دبي للاعلام) للعاملين فيها قال سمو ولي عهد دبي ان حرية التعبير مضمونة لجميع العاملين في هذه المهنة, لافتا الى ان الحرية أمانة ومسئولية, وهي لا تعني بأي حال من الاحوال انفلاتا اخلاقيا وسلبية وانتهاكا لحياة الافراد, مشيدا في هذا الصدد بالنهج الجديد والسياسات المرنة والعقلية المنفتحة التي تتبعها وزارة الاعلام والثقافة في دولة الامارات في مجال حرية الصحافة. الإعلام المهاجر وأضاف سموه قائلا: (اننا نريد لهذه المدينة ان تنقل الكلمة الحرة وان تكون عامل دفع لاعادة الاعلام العربي المهاجر ليعبر عن الكلمة العربية بحرية على الأرض العربية, وان تساهم في صناعة رسالة اعلامية متفتحة وواعية, وان تتحول الى ملتقى العقول الاعلامية ورجال الاعمال والمحترفين والعاملين بشكل مستقل في هذا القطاع). وقال سموه انه منذ اطلاق فكرة المدينة في مطلع هذا العام, لقي هذا المشروع تجاوبا ملحوظا من قبل شركات البث والانتاج والاعلان والابحاث والتصميم والتصوير والطباعة في منطقة الشرق الأوسط والعالم التي بدأت بالفعل بافتتاح مكاتب لها في المدينة, كما أعرب العديد من منتجي التلفزيون وشركات التسجيل واستوديوهات الانتاج والخدمات الاعلامية المستقلة عن رغبتهم بالانتقال للعمل في مكاتب مدينة دبي للاعلام. مركز تدريب وتقدم (مدينة دبي للإعلام) ضمن الخدمات العديدة التي تتوفر لديها, مركز تدريب يتيح فرصا بارزة لاكتساب مهارات وخبرات تتطلبها صناعة الاعلام الحديث, وسوف يطبق هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسسات تربوية رائدة على المستويين المحلي والعالمي.