عرفته مسابقة أفلام من الإمارات من خلال كتابته لعدة سيناريوهات ذات مستوى جيد، فانتقل من «جدران» إلى «خوف» متبعاً إياه ب«غاية» ليمضي بعيداً في «هبوب»، ورغم شغفه الواضح بالمسرح وأجوائه، إلا أنه آثر خوض تجربة إخراج الأفلام، فأنجز فيلمه الأول الذي يشارك فيه في مسابقة الأفلام بدورتها المقبلة بعد أيام، عن فيلمه الأول «وجود» يقول الفنان الإماراتي طلال محمود إنه أخرجه ليثبت وجوده في المسابقة، وليطرح نفسه على الساحة الفنية بفيلم يحمل محتواه في عنوانه.

عن تجربته الإخراجية الأولى تحدث طلال محمود قائلاً: لقد أخرجتُ فيلمين آخرين قبل «وجود» ولم تتحصل لدي القناعة لعرضهما، وتوقفت عن مونتاجهما، أما فيلم «وجود» فقد رميت فيه بثقلي، حيث كتبتُ القصة والسيناريو وأخرجته بنفسي وأعتبره أول تجربة ناضجة بالنسبة لي، وهو مشارك ضمن فئة العام، الفيلم الروائي، في مسابقة أفلام من الإمارات، مدته 8 دقائق، وأسندتُ دور البطولة فيه للفنان سعيد سالمين، والفنانة الشابة الصاعدة شادية التي تميزت بأدائها الجميل في مسلسلات محلية عدة مثل «حاير طاير»، إضافة إلى الطفل الموهبة «شهاب». أضاف طلال محمود: تعتمد بنية الفيلم الحكائية على أجواء الغموض والإثارة البصرية.

وتروي أحداثه قصة الإهمال واللامبالاة في بيت الزوجية من قبل الزوجة، وتبدأ أحداث الفيلم من منتصف الحكاية، حيث خرجتُ عن النمط التقليدي السردي لمثل هذه الحكايات، وتركتُ الأحداث تتطور إلى النهاية التي لا يتوقعها المشاهد، ولقد أعطاني نجمي الفيلم «سالمين» و«شادية» أكثر مما تصورته عند شروعي في كتابة القصة، ولم أضع عنوان الفيلم بصورة عبثية، فهو إضافة لترجمته للقصة، فإنه يعنيني شخصياً، حيث قدمته للمسابقة كنوع من إثبات الوجود والدخول في المنافسة مع الأفلام الأخرى، ووجدت فيه موضوعاً متميزاً كي يبقى في ذهن الجمهور وذاكرته لمدة أطول.

* «صك الباب»

أما عن حكايته مع كتابة السيناريو، فيقول محمود: لقد بدأت مع سني دراستي الأولى وتحديداً مع درس «التعبير» في حصة اللغة العربية، حيث شجعني أساتذتي على الكتابة، وازداد خيالي واتسع بعد دخولي عالم المسرح بتشجيع من الفنانين سالم الحتاوي ومحمد غباشي، حيث مثلّت في مسرحية «حطبة التوبة»، وبعد مرور أربع سنوات على دخولي في عالم المسرح كتبتُ أولى مسرحياتي التي يخرجها حالياً عبدالله المناعي، وستشارك في أيام الشارقة المسرحية قريباً، وهي بعنوان «صك الباب» أدى أدوارها مجموعة من شباب المسرح، وهي تشارك باسم مسرح الشارقة الوطني.

تتناول مسرحية «صك الباب» التي كتبها طلال محمود، مجموعة موضوعات سياسية غاية في التعقيد، وهي قائمة على حركة الممثلين والتعبير الجسدي دون أي حوار، عن مسرحيته قال محمود: تقوم المسرحية بطرح موضوع الصراع على البترول والمطامع الدولية التي نشهدها اليوم في العراق وفي أجزاء أخرى من العالم العربي، وهي من فصل واحد مكون من مشاهد عدة، اعتمدتُ فيها بصورة كاملة على الأداء التعبيري للممثلين والحركة الجسدية على الخشبة.

وأعتقد أنها تصور بصدق حقيقة ما تمر به المنطقة والعالم من صراعات أدت إلى هذا الركام الذي يسمى جزافاً «عالم متحضر»، وقد أخرجها المبدع عبدالله المناعي برؤية أذهلتني عند مشاهدة البروفات، والذي شدني أكثر إلى الأداء هو الممثل الشاب عبدالرضا محمد الذي أجده يتكلم ويعبر في صمته، وأرى أن بلاغة أدائه وروعة حركته الجسدية أبلغ من أي حوار ممكن.

* أفلام الجيب

يجد طلال محمود نفسه في الأفلام أكثر مما هو في المسرح، حيث يعتقد أن أجواء المسرح أكثر تشنجاً وبعيدة عن روح المنافسة الحقيقية، بينما يرى في أجواء مسابقة أفلام من الإمارات منافسة رياضية تجمع بين الإبداع الفردي والعمل الجماعي المتكامل، أما عن رؤيته لمسابقة أفلام من الإمارات، فيقول: هي متنفسنا الجميل إضافة لمهرجان دبي السينمائي.

وقد أسعدني كثيراً طرح المسابقة لهذا العام لما يسمى «أفلام الجيب» وهي الأفلام المصورة بالموبايل بطريقة فنية راقية، حيث أدرجها مدير المسابقة مسعود أمرالله آل علي ضمن الأفلام المستضافة بعد أن وجدت هذه النوعية من الأفلام صداها في مهرجانات عالمية، وهي إضافة جميلة وحداثية تتحفنا بها إدارة المسابقة كعادتها في كل دورة.

أبوظبي ـ محمد الأنصاري: