انجاز أوبريت «تراب العراق» بمشاركة عشرات الفنانين

انجاز أوبريت «تراب العراق» بمشاركة عشرات الفنانين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بمشاركة عشرات الفنانين العراقيين، أنجز الشاعر المبدع كريم العراقي أوبريت «تراب العراق» الذي أهداه لأبناء العراق الصابر وشعبه الممتحن، وقام بتلحين الأوبريت الذي يؤمل أن يعرض على الفضائيات قريباً شيخ الملحنين العراقيين طالب القره غولي، وأشرف عليه الفنان كريم عاشور، وجرى تسجيله في دبي.

في حديث هاتفي مع «البيان» قال الشاعر الكبير كريم العراقي: إن أوبريت «تراب العراق» الذي كتبته باللهجة العامية العراقية؛ هو بمثابة دعاء وصرخة إلى السماء تنبع من كل بيت وقلب وإنسان وشجرة وذرة تراب على أرض الرافدين لوقف نزيف الدماء الطاهرة التي تسيل عبثاً.

وأضاف العراقي: إن مبدأ المصالحة الذي تدعو إليه الأطراف السياسية والدينية في العراق يجب أن يأتي أولاً من النخب الفكرية والثقافية والفنية العراقية المختلفة، والعراق منذ صيرورته الأولى هو بلد احتدام فكري وجدل فلسفي وحضاري عميق من بدء التاريخ، وهذا الأمر ليس عيباً أو سبّة على أرض الرافدين العظيمة؛ بل على العكس من ذلك، فهذا دليل حياة وروح،

فعلى أرض العراق ظهرت شتى المدارس الفكرية والفلسفية والصوفية والمعرفية التي أنارت ظلمات البشرية، ولكن ما يجري اليوم هو الدمار بعينه، دمار الروح والفكر والإنسان، ورغم ما مرّ بالعراق طيلة آلاف السنين من صراع أو احتدام فكري، إلا أنه لم يصل بالمرء أن «يفخخ» نفسه ويقوم بتفجير سوق شعبي أو مدرسة،

حتى حين مرّت بالعراق ظروف سوداء في مطلع الستينات، فإننا لم نسمع بذلك، وأشعر بأن مخططاً كبيراً وراء غايات كبرى يعبث ببلادي، دون أن يهتز ضمير العالم ولو قيد أنملة، أما «الأوبريت» فلمن أقدمه أو أوجهه؟.. أوجهه لأهلنا الطيبين.. لنخوتهم وضمائرهم، ولا أوجهه لمن يقتل المساكين من الكسبة والعمال والنساء والأطفال تحت أي حجة كانت.

وواصل الشاعر المبدع كريم العراقي حديثه بالقول: قام بتلحين الأوبريت؛ شيخ الملحنين العراقيين طالب القره غولي، بإحساس مبدع ينبع من شعور وطني بما يجري على أرض العراق، وسيجهز العمل خلال أسبوعين من الآن، ونأمل أن تساهم بعرضه جميع المحطات العربية التي سنقدمه هدية إليها،

أما الغناء الحي وعرضه على الجمهور من خلال المسرح فهذه مسألة لم تحسم بعد، ولكننا نأمل في عرضه في افتتاح «دورة الخليج لكرة القدم» التي ستنطلق في الإمارات، ويشارك في العمل مجموعة من الأصوات العراقية الدافئة، هم الفنانون: باسم العلي، باسل العزيز، جلال خورشيد، نمير عبد الحسين، أحمد الصياد،

صلاح حسن، علاء الشاعر، أوس، مها، سوزان، وننتظر إضافة أصوات: حاتم العراقي، مهند محسن وماجد المهندس إلى التسجيل، وهو من توزيع الفنان شاكر حسن وأشرف على العمل الفنان كريم عاشور، ولا أنسى الفضل والمساندة الكبيرة التي قدمها للأوبريت الأستاذ باسم الفضلي، أما الكورال والفرقة والأشخاص المرافقون للعمل فهم حوالي خمسين شخصاً.

أما عن رفيق دربه النجم كاظم الساهر؛ فأكد الشاعر كريم العراقي أن علاقته به مستمرة وأكثر من جيدة، وفنّد ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن حدوث خلاف بينهما، وأوضح العراقي: تربطني بالنجم الكبير كاظم الساهر علاقة تمتد من عام 1987م مع أول عمل مشترك بيننا، أغنية «شجاهة الناس» التي رافقت مسلسل «نادية»،

ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم كتبت للساهر 72 أغنية لاقت النجاح والرواج، وآخر هذه الأعمال هي ثلاثة أغانٍ من كلماتي ستظهر في ألبوم النجم الساهر قريباً، من بينها أغنية تحاكي الحزن العراقي بعنوان «ليس لنا سواك يا الله»، أما عن الخلاف أو الجدل الذي ضخمته وسائل الإعلام بيني وبين سفير الأغنية العراقية،

فأود توضيحه بكلمات موجزة، وهي أن الفنان كاظم الساهر جهّز ألبوماً قبل عدة سنوات يحوي مجموعة من قصائد كبار شعراء العرب كنزار قباني وغيره، وكانت جميع القصائد باللغة العربية الفصحى، وكان من بين أغاني هذا الألبوم أغنية «دلع» التي كتبتها بالعامية بصورة خفيفة على المستمع، فطلبت من كاظم الساهر أن يرفع الأغنية عن الألبوم لأنها لا تتناسب وسياق الأغاني الأخرى، ولكن مع الأسف فإن الشريط نزل الأسواق وتم طبعه، وهذا كل ما كان من الأمر، أي أنه لا يعدو عتبا بسيطا، بينما ضخمته وسائل الإعلام وأعطته أكثر مما ينبغي.

وعن آخر أعماله يضيف الشاعر كريم العراقي: لدي تعاون جديد مع الفنان صابر الرباعي، والفنانين سوزان تميم وعمر عبد اللات وملحم زين وماجد المهندس، وقمت قبل فترة بتسجيل عدة أغان عراقية تراثية بصوتي لإذاعة صوت الخليج من قطر، كما أنجزت قبل فترة كتابة ديوان «شكر»

وهو مخصص للأطفال المعاقين لحساب «مركز راشد للمعاقين»، وكلي أمل بأن تظهر «أوبرا جلجامش» التي كتبتها ويقوم بتنفيذها الفنان النجم كاظم الساهر. أما عن مشهد الشعر الشعبي العراقي حالياً، فأطلق كريم العراقي جملة تختزل الكثير من المعاني حين أجاب قائلاً: بلدي ينزف شعراً بقدر دمائه وهمومه التي ينزفها كل يوم، والعراق وطن الشعر منذ الأزل.

يملك الشاعر كريم العراقي طبقة صوتية مناسبة للغناء، وصوتا رخيما قادرا على الأداء بصورة مميزة، وهو مع ذلك يكتفي بالإلقاء الشعري الذي تميز به عن غيره من شعراء جيله، وهو هنا يذكر موقفا طريفا كان محض صدفة عند لقائه بصديق قديم فارقه منذ السبعينات،

يقول: كنت جالساً ذات مرة في استديو «حكمت» في بغداد أيام التسعينات، فاستمعت إلى صوت يلقي قصيدتي «غريبة تصير ضدي»، وكان الإلقاء مدهشاً إلى حد السحر، فقلت لحكمت «هذه أول مرة يتفوق علي أحدهم بإلقاء قصائدي.. من هو هذا الشخص؟» فأجابني أنه «عبد الستار السكيني» وهو الصديق الذي فرّقني الزمن عنه منذ سنوات عدةّ، وكانت فرصتي للقاء به هناك.

تراب العراق

يا ربي احفظ كل تراب الوطن

واحمي شعبنا من عوادي الزمن

وإحنا صبرنا.. ولو صبرنا لمَن؟

لوما عزيز تراب هذا الوطن

طالت اخواني وما تفيد الدموع

والقلب يقوى لو تحضنه الضلوع

أبوظبي ـ محمد الأنصاري

Email