في تقليد مستمر منذ قرون بين بعض العائلات الفقيرة في الهند تتحول الفتيات لعمل في البغاء حيث تبعن أنفسهن لإعانة عائلاتهن.
يتناول فيلم هندي جديد هذا التقليد الذي يقتصر على جماعات عرقية يهيمن عليها الرجل في وسط وجنوب الهند، من بينها جماعة بانجاراس التي تقيم عند سهول وسط الهند، ويحكي فيلم «ريفاز»، والاسم يعني بالهندية التقاليد، قصة مراهقة عليها المضي قدما مع هذا التقليد المتبع منذ القدم وأن تتحول إلى عاهرة ولكن والدتها تحتج مما يثير غضب الجماعة التي تعتمد في معيشتها على ما تكسبه النساء من ممارسة البغاء.
ويقول أشوك ناندا مخرج الفيلم الناطق بالهندوسية «اعتماد العائلات على البغاء كوسيلة لكسب الرزق أمر قائم في أكثر من 300 منطقة في الهند، هذا الأمر لا يصدق لدرجة أني اعتقدت أنه غير صحيح، ثم قرأت تقريرا لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» يتحدث عن هذا التقليد».
وفي الوقت الذي ترى فيه بعض الجماعات مثل بانجاراس أن اعتماد العائلات على البغاء كوسيلة لكسب الرزق أمر قدري، إلا أن جماعات أخرى تجبر النساء بها على ممارسة البغاء كوسيلة لسداد الديون، وفي هذا النظام تمارس الفتاة عادة البغاء دون أجر لمدة عام أو أكثر من أجل سداد الدين.
ولان القانون الهندي يحظر البغاء، فان هذا التقليد الغريب لا يخضع لضوابط، وأكثر من 90 بالمئة من هؤلاء الفتيات يحبلن وتصاب كثيرات بالأمراض التي تنتقل عن طريق ممارسة الجنس بما في ذلك «الايدز»، وفي الوقت الذي تحترم فيه العائلات نساءهن اللائي تعملن في هذا المجال باعتبارهن مصدر رزق العائلة تتعرض النساء الأقل جمالا في العائلة للتعذيب والتمييز ضدهن لأنهن لا يتمكن من تحقيق مكسب كبير من عملائهن.
ويتناول فيلم «ريفاز» أيضا قصة فتاة قبيحة ومكروهة في عائلتها تقوم بدورها نجمة بوليوود ميجنا نايدو، وتقوم بدور الأم التي ترفض ممارسة ابنتها للبغاء النجمة الهندية الشهيرة ديبتي نافال، التي علقت على الفيلم بالقول: «ريفاز فيلم عن الاستغلال... انه فيلم عن الكرامة وعن أمل النساء اللائي يجرى الاتجار بهن باسم التقاليد«، فيما يقول المخرج ناندا: «هذا العمل بغيض ولا يصدق لدرجة أن النجوم في فيلمي رفضوا في بادئ الأمر قبول إمكانية حدوث ذلك، وقد تحتم علي أن أعرض عليهم التقارير».
يذكر أن الفيلم سيعرض في مهرجان نيويورك السينمائي الشهر المقبل، كما سيعرض للمرة الأولى في الهند في سبتمبر المقبل.