يعرض التلفزيون الليبي باقة جديدة من البرامج التي تم إعدادها خصيصاً لشهر رمضان المبارك، تتضمن أعمالاً دينية وترفيهية إضافة إلى مسلسلات درامية وفقرات متنوعة، بينما شهدت الساحة الإعلامية الليبية عشية الشهر الكريم مولد قناة فضائية جديدة أطلق عليها اسم «الليبية» ومحطة إذاعية تبث برامجها عبر موجات «أف.أم» مخصصة للشباب بدأتا تجذبان اهتمام المواطنين الذين تشكل بالنسبة إليهم البرامج المرئية والمسموعة وسائل ترفيه أساسية.

ويأتي مولد هاتين المؤسستين الإعلاميتين الجديدتين مكملاً لباقة القنوات التلفزيونية الليبية، التي تضم خاصة المحطة التلفزيونية الوطنية وقنوات «القرآن الكريم» و «النادي للشباب والرياضة» و«المنوعات»، ليمنح المشاهدين الليبيين الاستمتاع بهذه البرامج. ويفرض الفضاء الإعلامي العالمي المفتوح والكم الهائل من القنوات الفضائية العربية في الوقت ذاته تنافساً قوياً وتحدياً يحاول التلفزيون الوطني الليبي رفعه للاحتفاظ بمشاهديه من خلال تقديم برامج جدية ومغرية.

وتتسم هذه البرامج بثرائها وسعيها لإرضاء أذواق ورغبات كل المشاهدين. وركز جزء كبير منها على الأعمال الخيالية ومعظمها من الإنتاج المحلي من ضمنها مسلسل «أيام الكيش» الذي يتناول حياة أحد أحياء مدينة بنغازي الواقعة على مسافة 1050 كلم شرق طرابلس في فترة الاحتلال الإيطالي.

وتتضمن هذه البرامج مسلسل «سقف العالم» للمخرج السوري نجدة أنذور الذي يعالج حيثيات قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة «جيلاندس بوستن» الدنماركية سنة 2006، وتناقلتها صحف «أوروبية أخرى، وأثارت ردود فعل ساخطة في العالمين العربي والإسلامي. ويكشف هذا المسلسل المقتبس من الواقع عبر حلقاته أن قضية الرسوم الكاريكاتورية هي مؤامرة كبيرة حيكت ضد الدين الإسلامي وأتباعه.

وتشمل الباقة أيضاً أشرطة وبرامج وثائقية ودينية ومنوعات وكذلك برامج للأطفال إلى جانب ألعاب وبرامج تفاعلية من أجل اجتذاب المشاهدين الذين بإمكانهم الانتقال حسب رغباتهم من قناة إلى أخرى. وأعيد هذا العام بث بعض الأعمال المحلية التي تم عرضها العام الماضي نظراً للنجاح الذي لاقته. وبدأت هذه الأعمال تحقق هذا العام أيضاً نجاحاً جماهيرياً.

حيث أصبحت تحتل حيزاً من مناقشات مختلف شرائح المواطنين سواء في أماكن العمل أو الأسواق أو المدارس، وينطبق ذلك على برامج «يعطيك الصحة» و«مبروك ومبروكة» و«هي هكي» و«ع الماشي» التي تحبس كل يوم أنفاس المشاهدين الذين تبقى أنظارهم مشدودة إلى الشاشة الصغيرة لساعات عدة.

وترتكز هذه البرامج على الفكاهة المدروسة وروح الدعابة الخفيفة والمباشرة التي تبتعد عن المجاملات، وتستخدم النقد والمرح بالكلمات والمواقف الغريبة والمضحكة، وتتناول القضايا السياسية والاقتصادية والظواهر الاجتماعية التي تلامس الواقع اليومي للمواطن الليبي، وساعد مجال التحرك وحرية اختيار صيغة تقديم الموضوع التي تبناها المنتجون والممثلون على طرح العديد من القضايا التي لا يستحب التطرق إليها مثل الفساد والوساطة والمحسوبية وبعض التقاليد الاجتماعية البالية والمظاهر السلبية في المجتمع وصعوبات الواقع اليومي للمواطن البسيط.

وتعالج بعض هذه البرامج الانشغالات اليومية للمواطنين وسلسلة الإجراءات الإدارية والبيروقراطية، وبروز بعض الظواهر الاجتماعية مثل الرغبة في الحياة السهلة والمترفة وبروز المجتمع الاستهلاكي وتتناولها بالنقد والدراسة من دون مجاملة، وفي الوقت ذاته من دون تجريح تاركة المجال للمشاهدين لاتخاذ مواقفه حيالها.

ويعود النجاح الذي يلاقيه هذا الإنتاج المحلي المرئي والمسموع الذي يحظى بمتابعة كبيرة لدى المشاهدين الذين يطالبون به إلى الشخصيات الشعبية والبسيطة التي تجسد مشاهد يومية من حياة المواطنين. وتم إعداد هذه البرامج انطلاقاً من مواقف بسيطة تم استنباطها من اهتمامات وانشغالات المواطنين بطريقة فكاهية وبروح الدعابة من دون الوقوع في الإسفاف وبإعطاء المشاهدين إمكانية تخيل بقية البرنامج أو استنباط العبرة والرسالة التي يهدف إليها البرنامج أو الحلقة التلفزيونية.

وللأطفال كذلك نصيبهم من مختلف هذه البرامج الخيالية والمشاهد الهزلية والمرحة التي لا تخلو من الجانب الثقافي والتعليمي والترفيهي وكذلك من الموعظة الدينية، وتسرد البرامج الوثائقية والمسلسلات الدينية بعض الصفحات من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وملحمة الإسلام. كما تتطرق كذلك إلى بعض المعالم التاريخية الإسلامية وبعض المراحل المهمة من التاريخ الإسلامي. وتقدم شبكة البرامج الرمضانية أيضاً العديد من المسابقات والألعاب التي تشد خاصة المشاهدين الصغار من خلال الجوائز التي تقدمها للفائزين.

طرابلس ـ سعيد فرحات