يعد مرض الحزام الناري من بين الأمراض التي تصيب كبار السن على وجه الخصوص وهو من بين الأمراض التي تصاحبها آلام مبرحة يعجز المريض في عديد من الأحيان عن تحملها بل قد تصل به إلى حد التفكير في التخلص من حياته، كما انها تؤدي إلى انعزال المريض عن المحيطين به والى إصابته بحالة من الحزن والاكتئاب والبكاء اللاشعوري. ويعد مرض الحزام الناري من الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عبر الهواء بالسعال أو العطس كما انه يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر من خلال اللمس المباشر للبثور ويظهر المرض في الغالب مرة واحدة في العمر غير انه يمكن أن يتكرر في حالات الأشخاص المصابين بنقص المناعة.

هيربس زوسستر

وتقول د. منى صلاح الدين أخصائية أمراض الباطنة والقلب بمستشفى القاسمي إن مرض الحزام الناري يعد من بين الأمراض الجلدية في الأساس بسبب فيروس يطلق عليه «هيربس زوسستر» وهذا الفيروس يؤدى إلى إصابة الجلد والعصب المغذى لهذه المنطقة من الجلد بالمرض وهو ما ينتج عنه الآلام شديدة تشبه تلك الناتجة عن إصابات الحروق.

وتضيف ان الإصابة بمرض الحزام الناري تتجاوز إصابات الجلد لتصل إلى إصابات العيون والأذن إضافة إلى العضلات والأوعية الدموية والوجه والعنق وسمى المرض باسم الحزام الناري لأنه يحيط بمنطقة معينة من الجسم فيما يشبه السوار.

خطوط متوازية

وتضيف ان بداية الشعور أو ظهور المرض تتضمن عددا من الأعراض يشعر المريض في بدايتها بارتفاع في درجة الحرارة مع الآلام الجسدية واضطرابات في المزاج يعقب ذلك ظهور حبوب حمراء على الجلد على شكل خطوط متوازية أسفل بعضها البعض خاصة في إصابات منطقة الصدر، بالإضافة إلى ذلك فإنها يمكن أن تصيب عدة مناطق أخرى من الجسم حتى تصل إلى داخل العين والتي تعد اخطر أنواع الإصابات.

وتضيف انه في مرحلة تالية فأن هذه الحبوب الحمراء تتحول إلى سئاليل معبأة بالماء تفجر فيما بعد مكونة قشرة خارجية وتستغرق هذه المرحلة فترة تتراوح مابين 15 إلى 20 يوماً حيث يشتد الألم أكثر بعد زوال تلك الحبوب ويصبح أكثر شدة مما يستدعى استخدام أدوية مسكنة قوية وفعالة لمحاولة تسكين الألم وفى حوالي 95% من الحالات يختفي هذا الألم.

السكري ونقص المناعة

وتشير إلى أن المرض يصيب في الغالب الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو المصابين بالأمراض المزمنة مثل أمراض السكري، والفشل الكلوي والمرضى الذين يتعاطون أدوية الكورتيزون ومشتقاته بالإضافة إلى المرضى الذين يتعاطون أدوية تثبيط المناعة نتيجة إجراء عمليات زرع الأعضاء وأيضاً مرضى الأورام السرطانية.

وتتابع ان فيروس «فارسيلا زوستر» المسبب لمرض الحزام الناري هو من نفس عائلة فيروس الجديري المائي الذي يصيب الأطفال في سن صغيرة وعند تطعيم الأطفال المصابين بالجديري المائي وفى بعض الحالات لا يتم الشفاء بصورة كاملة بل يظل الفيروس كامناً في العصب ومع التقدم في العمر ونقص المناعة فأن الشخص المصاب بالجديري المائي في السابق وهو طفل يمكن أن يصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض الحزام الناري.

مرض رجالي

وتتابع ان الإصابة بالمرض أكثر ظهوراً لدى الرجال منه لدى النساء خاصة المصابين بنقص المناعة حيث يؤدى إلى فقدان المريض للشهية مع انخفاض الوزن بالإضافة إلى الاكتئاب الشديد لدى المريض بسبب عدم قدرته على ممارسة حياته بصورة طبيعية وفى بعض الحالات تصل حدة الاكتئاب إلى الميل للبكاء بصورة غير طبيعية «لاشعورية» بالإضافة إلى الحزن والعزلة عن المحيطين. وقد تستغرق هذه الحالة مدة قد تصل إلى حوالي 45 يوماً بعد الشفاء من المرض حيث يميل المريض للشعور بعدم جدوى الحياة وفى حالات قليلة إن لم تكن نادرة يفكر في التخلص من حياته وتزول معظم هذه الأعراض بشفاء المريض.

الأخطر العين

وتقول إن هذا المرض من الأمراض المعدية التي تنتقل من شخص إلى آخر نتيجة انفجار البثور الموجودة على سطح الجلد كما انه ولدى أصحاب المناعة الضعيفة يمكن أن يصيب المرض المخ ويؤدى إلى أعراض مشابهة لأعراض الحمى الشوكية بالإضافة إلى الإصابة بالتشنجات. وتمثل هذه الحالات نسبة بسيطة ونادرة من إصابات المرض، أيضا يمكن أن يؤدى المرض إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، غير ان اخطر الإصابات هي تلك التي تصيب العين اذانها في حالة إهمالها يمكن أن تؤدى إلى فقدان البصر وهو مالا يحدث حالياً لتوفر العلاج الفعال لكنه يستدعى ضرورة العرض على طبيب متخصص لتجنب أية مضاعفات لا يمكن علاجها فيما بعد.

العلاج مضمون

وحول علاج مرض الحزام الناري تقول د. منى إن مرضى الحزام الناري يعالجون بواسطة الـ «acyclovir» وهو ينتج على شكل أقراص أو مراهم أو حتى حقن وهو من الأدوية المؤثرة والناجحة في علاج المرض وتصل نسبة الشفاء عند استخدامه إلى حوالي 100% إذا ما بدأ المريض في العلاج بصورة مبكرة وقبل انتشار المرض وفى حالات الإصابة الشديدة يمكن علاج المريض من خلال الحقن وردياً ضماناً لسرعة الشفاء ومن المعروف أن المرض لا يترك أية آثار له عقب شفاء المريض.

وتوضح أن المرض يمكن أن يسبب بعض الأعراض والتي من أهمها فقدان السيطرة على حركات العضلات اللا إرادية كسلس البول بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بنوبات الصرع والسلل الذي يصيب مناطق العضلات كما ان المرض يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بألم ما بعد المرض وهى حالة قد تستمر مع المريض لفترة ليست بالقصيرة مسببة آلاماً شديدة خاصة لكبار السن.

دبي ـ عاطف حنفي