ذكرت وكالة «إس آند بي جلوبال» المتخصصة في خدمات التصنيف الائتماني أن البنوك السعودية تواجه ضغوط سيولة أقل على المدى القصير، وذلك بفضل ضخ «البنك المركزي السعودي» لسيولة بقيمة 50 مليار ريال سعودي في النظام المصرفي السعودي خلال الفترة الأخيرة لدعم البنوك وسد احتياجاتها من السيولة.
وبحسب تقرير أصدرته «إس آند بي» اليوم عن المصارف السعودية، فإن النظام المصرفي بالمملكة العربية السعودية يمتلك أصولاً خارجية صافية وفيرة، ما يجعله متمتعاً بموقف قوي فيما يتعلق بالتمويل. وعلاوة على ذلك، لا تزال البنوك السعودية تتمتع برسملة قوية من وجهة نظر «إس آند بي».
وأوضح تقرير «إس آند بي» أن البنوك السعودية لا تزال تمتلك محفظة كبيرة نسبياً من الأوراق المالية الحكومية والأوراق المالية للقطاع الخاص التي يمكن تسييلها في النهاية لاستيعاب نمو الإقراض. ومع ذلك، فإن الزيادة في أسعار الفائدة والخسائر غير المحققة على بعض هذه الأدوات، فضلاً عن التأثير السلبي المحتمل من القيام بهذا التسييل على أوضاع السيولة في البنوك السعودية، منع البنوك من اتباع هذا النهج. وهنا يأتي تدخل «البنك المركزي السعودي».
وأضاف التقرير أنه من دون قيام «البنك المركزي السعودي» بضخ سيولة بقيمة 50 مليار ريال سعودي، وفي غياب أي تدفق إضافي للسيولة، ربما كان النظام المصرفي قد لجأ إلى إبطاء نمو الإقراض. توسعت البنوك بنحو 15% في 2020 ـ 2021 بفضل الرهون العقارية والقروض الاستهلاكية والإقراض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وعليه، يتوقع التقرير استمرار هذا التوجه خلال العام المالي 2022 ـ 2023، مع نمو الإقراض بنسبة تتراوح ما بين 10% ـ 12%. هذه المرة، نتوقع أن يكون التوسع مدفوعاً بإقراض الشركات، مع انطلاق مشاريع «رؤية المملكة 2030»، والرهون العقارية، وإن كان بدرجة أقل، حيث تصبح السوق متشبعة بشكل تدريجي.
وذكر التقرير أنه من المُفترض أن جزءاً كبيراً من هذا النمو سيُموّل من خلال زيادة ودائع العملاء، وذلك بشكل أساسي من الشركات والمؤسسات السيادية مع تسارع تنفيذ مشاريع «رؤية المملكة 2030».
وأضاف التقرير أن «إس آند بي» تعتقد أيضاً أن ضغوط السيولة الحالية قد تكون بمثابة محفز لتطوير سوق رأس المال المحلي من خلال زيادة حجم الإصدارات المصرفية أو من خلال بيع بعض أصولها، وخاصة الرهون العقارية للشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري أو إصدار صكوك مدعومة برهن عقاري سكني أو صكوك مغطاة. واختتمت «إس آند بي» تقريرها بالتأكيد أنها لا تزال لديها نظرة إيجابية حول التمويل والسيولة في القطاع المصرفي السعودي.