في الوقت الذي تواجه فيه صناعة السيارات في العالم أزمة غير عادية، تتمثل في نقص الإمداد بأشباه الموصلات، برزت مشكلة أخرى، تمثلت في ارتفاع أسعار السيارات المستعملة، وانتعاش أسواقها؛ بسبب نقص إنتاج المصانع للسيارات الجديدة.
ويعد قطاع تجارة السيارات المستعملة من القطاعات التجارية المتنامية محلياً وعالمياً.
وبحسب تقديرات مؤسسة «غراند فيو» الأمريكية للأبحاث، فقد بلغت قيمة مبيعات سوق السيارات المستعملة عالمياً، ما يقرب من 1.4 تريليون دولار بنهاية 2020، مقارنةً بـ1.3 تريليون خلال 2019 وبنمو 8%. ويتوقع أن يتواصل نمو القطاع بفعل بدء عودة الانتعاش للعديد من الاقتصادات، وظهور العديد من اللاعبين الكبار الجدد.
تحوّل للأمام
وقال لؤي الشرفاء، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال موتورز» في أفريقيا والشرق الأوسط، إن حكومات دول المنطقة تدفع بعجلة التطور والتحول إلى الأمام بقوة وحماس، لكننا لاحظنا في الآونة الأخيرة ارتفاع أسعار السيارات المستعملة، وهذا يعود في الأساس إلى نقص إنتاج السيارات الجديدة بسبب نقص أشباه الموصلات وهو ما دفع إلى زيادة الأسعار والطلب على السيارات المستعملة.
لكن الشرفاء توقّع في الوقت نفسه انتهاء أزمة أشباه الموصلات قريباً، حيث تبذل جهود كبيرة لإعادة الإنتاج إلى المستويات السابقة حتى تتجنب المصانع التأثر أكثر بهذه الأزمة.
سوق متنام
وقال عثمان الباشا، مؤسّس معارض الباشا للسيارات، المتخصصة في مبيعات السيارات المستعملة الفاخرة في الإمارات، إن الأخيرة تتمتع بمستويات طلب كبيرة على السيارات الفاخرة المستعملة، وبسوق متنامٍ شديد التنافسية. ولمواكبة هذا النمو في الطلب.
وأضاف: «تتبع العديد من معارض السيارات المستعملة الفاخرة في المنطقة، سياسات تسويق مبتكرة، تهدف لاستقطاب شرائح أوسع من الجمهور، وتقديم تسهيلات في الدفع وعروض مغرية، تجعل من حلم امتلاك سيارة فاخرة بتكلفة مناسبة، وفترات سداد مريحة، أمراً ممكناً للعديد من فئات المشترين المستهدفة».
أزمة الرقائق
وتلقّت صناعة السيارات ضربة غير عادية بسبب نقص الإمداد بأشباه الموصلات، مع تباطؤ الإنتاج وتوقف المصانع، فعلى سبيل المثال، ضربت أزمة الرقائق «هيونداي» في عقر دارها، حيث انخفض إنتاجها من السيارات خلال الشهور الماضية، كما اضطرت شركتا «مرسيدس» و«بي إم دبليو» لتعليق نشاط العديد من مصانعهما مؤقتاً.
فيما حذّرت «جاغوار- لاند روفر» من أن النقص قد يؤدي إلى انخفاض مبيعاتها إلى النصف في الربع الثالث من العام الجاري. أما «فولكسفاجن» فقالت إن احتمالات انقطاع إمدادات أشباه الموصلات ازدادت في قطاع صناعة السيارات، ونتيجة لذلك، خفّضت «فولكسفاجن» توقعات مبيعاتها.
كذلك، أغلقت شركة «فورد» مؤقتاً بعض مصانعها. من جانبها، أجلت شركة «نيسان» إطلاق سيارة «أريا» الكهربائية بالكامل بسبب مشكلة نقص الرقائق، لكنها لم تغير هدف مبيعاتها السنوية. أما «تيسلا» التي يعوق إنتاجها نقص الوسائد الهوائية والأحزمة خصوصاً، فصممت برامج لاستخدام مكونات جديدة، كما قال رئيسها إيلون ماسك.