أكد إيهاب قاعود، كبير المصممين في قسم الشاحنات لدى «فورد موتور كومباني»، أن صناعة السيارات عالمياً تشهد حالياً تغييرات جذرية بسبب العديد من العوامل البيئية والتقنية والاقتصادية.

وكنتيجة لهذه المتغيرات عملنا على إطلاق شاحنة كهربائية. وقال إن «فورد» تلتزم بالجهود العالمية للتحول نحو السيارات الكهربائية، وتبدو مساعيها هذه بوضوح في إعلانها أخيراً عن إطلاق سيارة ماك-اي متعددة الاستعمالات والكهربائية بالكامل وشاحنة F-150 لايتنينغ. 

وأوضح قاعود في تصريحات لـ «البيان»: تتمتع سلسلة «F-Series» بمكانة رائدة وتتصدر قائمة الشاحنات المفضلة لدى العملاء في الولايات المتحدة على مدار 44 عاماً على التوالي فيما تعتبر الشاحنات الأكثر مبيعاً ضمن فئتها على مدار 39 عاماً، وتواصل فورد عبر سلسلة F-Series باستمرار الارتقاء بمعايير التميز والكفاءة بين جميع شاحنات المهام الخفيفة.

وأضاف: تم تصميم شاحنة F-150 الجديدة كلياً خصيصاً لتكون أقوى شاحنة F-150 وأكثرها إنتاجية على الإطلاق، كما تتمتع الشاحنة بقوة السحب والحمولة الأفضل ضمن فئتها، وتأتي مزودة بمجموعة واسعة من المزايا الجديدة كلياً لتعزيز إنتاجية العملاء، وبفضل محرك PowerBoost™ الهجين والجديد كلياً سعة 3.5 لترات، أصبحت شاحنة F-150 الجديدة كلياً أول شاحنة هجينة ضمن فئتها قادرة على قطع مسافة.541126 كيلومتراً بخزان واحد من الوقود.

وحول رؤيته لمستقبل الشاحنات الكهربائية، وكيف ستكون مساهمة فورد فيه.. قال: نحرص في فورد على مواصلة الارتقاء بمعايير صناعة المركبات، ويمثل إطلاق شاحنة F-150 لايتنينغ الكهربائية بالكامل أخيراً لحظة تاريخية فارقة، مع مضينا قدماً نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات وأكثر اتصالاً بالتقنيات الرقمية، فشاحنة F-150 لايتنينغ الجديدة كلياً تعتبر إحدى الركائز الرئيسية ضمن خطة الشركة للتوسع في صناعة المركبات الكهربائية العالمي واحتلال موقع الصدارة فيه، وذلك باستثمارات بقيمة 22 مليار دولار.

وعلى صعيد التصميم، واجهنا تحدياً يتمثل في أن عدد الأجزاء المطلوبة لإنتاج شاحنات كهربائية أقل نسبياً منها في الشاحنات التقليدية، فتحت الغطاء الأمامي لشاحنة F-150 لايتنينغ يتوفر صندوق تخزين ضخم متعدد الاستخدامات مزود بتقنيات متطورة، ويوفر مساحة تخزين آمنة، ويأتي مزوداً بقفل خاص، ويسهل الوصول إليه عبر نظام الفتح والإغلاق الكهربائي، ويمكن لهذا الصندوق الواسع استيعاب حمولة بحجم 400 لتر وبوزن 400 رطل.

وهو ما يكفي لتخزين حقيبتي يد وحقيبة سفر أو حقيبتين من مضارب الجولف، ويمكن تثبيتها بسهولة عبر حلقات ربط سفلية لإبقائها آمنة فضلاً عن توفير 5 حلقات ربط علوية إضافية تتيح لهم تنظيم وتقسيم الصندوق حسب رغبتهم. 

وتتميز مساحة التخزين الأمامية المقاومة للمياه بتصميمها الذكي الذي يشمل مصداً بزاوية مرتفعة، وهي مزودة بأربعة مقابس كهربائية ومنفذي USB للشحن وأرضية بقدرة تصريف عالية يمكن للعملاء استخدامها كحاوية لتخزين الأطعمة والمشروبات. وتتيح المقابس الكهربائية للعملاء تشغيل أدوات مواقع عمل متنقلة أو الاستمتاع بحفلة استثنائية مع الأصدقاء والأحبة. فمن خلال إمكانية توليد طاقة بقدرة 2.4 كيلوواط، يمكن للعملاء تشغيل الأدوات والمعدات الكهربائية وأجهزة التلفزيون والكمبيوتر المحمول ومكبرات الصوت وأدوات الطهي وغير ذلك الكثير.

وقال إن الأمر اللافت في شاحنات F-Series هو قدرتها على ترك أثر عميق في قلب مالكها، والارتباط الوثيق الذي يجمعه بها. وتنبع قوة هذه العلاقة من قدرة هذه الشاحنات على تلبية احتياجات ملاكها بسرعة وكفاءة كبيرتين دون أي عائق. وانطلاقاً من تقدير فورد موتور كومباني لعملائها الذين تعتبرهم بمثابة جزء من العائلة، حرصنا على تكثيف أبحاثنا حول عملاء الشاحنات وتصميم المنتجات بصورة تلبي تطلعاتهم واحتياجاتهم، فهم في نهاية المطاف من سيقود هذه المركبات يوماً بعد يوم. وبناءً على آرائهم، بدأنا العمل على إنشاء تصاميم وتوفير مزايا واتخاذ قرارات دقيقة تساعدهم على تخطي العديد من التحديات التي يواجهونا.

وأضاف: نجحنا في الارتقاء بهذا الالتزام نحو مستويات غير مسبوقة من خلال شاحنة F-150 الجديدة كلياً، حيث يعتبر طراز العام 2021 أول مركبة تطرح في الأسواق من تصميم فريق D-Ford الجديد الذي يضم نخبة من المهندسين والمصممين وخبراء التسويق وغيرهم من المتخصصين الذين يركزون على تحسين قدرات التصميم التي تتمحور حول السائق نفسه.

كما وتعتبر شاحنة F-150 الجديدة كلياً زاخرة بالمزايا والتقنيات الاستثنائية بداية من مقاعد «Recline Max» التي يمكن طيها بزاوية تصل 180 درجة؛ ونظام توليد الطاقة المتكامل ™Pro Power Onboard؛ وصولاً إلى سطح العمل الخلفي المدمج؛ وسطح العمل الداخلي. الأمر الذي يؤكد حرص فورد على الارتقاء بتجارب مالكي شاحناتها فيما يتعلق بالأناقة والراحة والكفاءة والقدرات العملية والخدمية والتقنية.

وحول مسيرته العملية، قال: أنا من مواليد مدينة المنيا بمصر، وكنت منذ صغري مفتوناً بتصاميم السيارات. وكانت المركبة الأولى التي امتلكناها سيارة أمريكية طراز عام 1952، وهي أول سيارة لفتت انتباهي، حيث كنت أقضي ساعات طويلة في التظاهر بقيادتها. وفي السادسة من عمري، بدأت في رسم السيارات بتشجيع وتوجيه من والدتي وعمي اللذان كانا فنانين أيضاً.

وقد كنت شغوفاً برسم السيارات قبل وقت طويل من بدء مسيرتي المهنية التي تمحورت حول إجراء تعديلات على تصاميم السيارات. وفي ثمانينيات القرن الماضي، هاجرت عائلتنا إلى الولايات المتحدة، حيث أكملت تعليمي الثانوي وحصلت على شهادة في تصميم وسائل النقل من «كلية آرت سنتر للتصميم» في باسادينا بولاية كاليفورنيا.

وكان لنشأتي في مصر خلال فترة حرب أكتوبر 1973 بالغ الأثر في صقل مهاراتي والوصول إلى الإنجازات التي استطعت تحقيقها. ففي تلك الفترة، كانت مواردنا محدودة. ولم تكن العديد من المنتجات والسلع متاحة بسهولة. الأمر الذي عزز لدي أهمية تعدد المهام والوظائف للمنتجات والاستفادة من الأدوات المتاحة لتحقيق الهدف الذي يتخطى المألوف.

وانطلقت مسيرتي المهنية مع فورد موتور كومباني قبل 27 عاماً وتحديداً في قسم التصميم بألمانيا، حيث شاركت في التصميم الخارجي لسيارة فورد فوكس طراز عام 1999، والتي حققت نجاحاً لافتاً آنذاك. ونجحت منذ ذلك الحين في تبوء عدد من المناصب الرئيسية في قسم التصميم التابع للشركة.

وفي منصبي الحالي الذي أشغله منذ ثلاث سنوات، توليت مسؤولية الإشراف على الفريق المسؤول عن التصميم الداخلي والخارجي لشاحنة F-150 الجديدة كلياً. كما أشرفت على تصاميم طرازات سلسلة F-Series الأخرى التي تشمل «سوبر ديوتي» و«هيفي ديوتي» و«رابتر» بما في ذلك استراتيجيات التصميم المستقبلية والمزايا والخصائص الفريدة لهذه المركبات.