عرقلت آلية شحن بطاريات السيارات الكهربائية مبيعات وتطور تلك النوعية من المركبات لحساب السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين، حتى أن الكثير كبار مصنعي السيارات العالمية ظلوا يحاولون البحث عن بدائل أو يقللون من إنتاج السيارات الكهربائية حتى الوصول إلى طريقة تسرع من عملية شحن البطاريات أو نوعية من البطاريات تستطيع تحمل الطاقة الحرارية المتولدة من عملية الشحن السريع، والتي تمثل خطراً على مكونات البطاريات المصنوعة من الليثيوم، ولكن ذلك الأمر يبدو في طريقه للحل بفضل ابتكار صيني جديد.
ووفقاً لموقع «بي جي آر» ابتكرت شركة صناعة السيارات الصينية «زيكر» طريقة لصناعة البطاريات بإضافة فوسفات الحديد الليثيوم المصنع بطريقة متطورة ليقبل الشحن من 10% إلى 80% في 10 دقائق و30 ثانية فقط، شرط استخدام شاحن «زيكر V3» فائق السرعة.
ويأتي الابتكار الصيني في خضم المنافسة «الصينية - الأمريكية» المشتعلة في إنتاج السيارات الكهربائية، تلك المنافسة التي ربما حسمتها الصين في مسألة البطاريات، باعتبار «التنين الصيني» المصنع والمبتكر الأول للبطاريات في العالم، حتى أن سيارات تسلا تعمل ببطاريات مصنوعة في الصين.
بداية التسلم
ووفقاً لتقرير نشرته «بلومبرج» تقول «زيكر» إنها ستشحن هذه البطاريات الجديدة في سياراتها «007»، والتي من المقرر أن تبدأ في تسليماتها الأسبوع المقبل، ووفقاً للشركة فالبطاريات ستستمر البطاريات في العمل حتى في الظروف الباردة - درجات حرارة تصل إلى 10 درجات مئوية - وهي الظروف التي تبدأ فيها العديد من البطاريات في التدهور بسرعة أكبر، إلا أنه وفقاً لتقرير الشركة المصنعة ستحتاج الخلايا في تلك الظروف الباردة إلى 30 دقيقة فقط للوصول إلى 80 بالمئة من الشحن، وهو ما يعد أيضاً تطور في سرعة الشحن.
ولم يتضح بعد توجه شركة زيكر الصينية إن كان إنتاج البطاريات الجديدة سيكون حكراً على سياراتها الخاصة، أم ستتجه لتوزيع البطاريات وبيعها على مصنعي السيارات الكهربائية حول العالم، إلا أن أغلب الظن أن إنتاجها لسياراتها «007» سيكون بمثابة ترويجاً لبطارياتها يبدأ من بعده بيع إنتاجها وابتكارها لباقي الشركات، الأمر الذي سيسهم كثيراً في تطور صناعة السيارات الكهربائية وانتشارها حول العالم.
وظل القلق من المدى هو مشكلة كبيرة للكثيرين - حتى في السيارات العادية - ولكنه مقلق بشكل خاص في عالم السيارات الكهربائية، حيث أن البطاريات عادة ما تحتوي على طاقة تكفي لمسافة تتراوح بين 350-450 كيلوا متراً، وتستغرق حتى ساعة لإعادة الشحن بالكامل.
ووجود بطارية يمكن أن تصل إلى 80 بالمئة في غضون عشر دقائق فقط يمكن أن يفعل الكثير لتخفيف القلق من مدى السيارات الكهربائية، ستتمكن من التوقف للشحن ثم العودة إلى الطريق بعد فترة قصيرة. كما سيساعد ذلك في تقليل الطوابير الطويلة في محطات الشحن.
مخاوف البطاريات
القلق من نفاد الشحن على الطريق كان جزءًا كبيرًا من السبب في عدم تبني السيارات الكهربائية بشكل واسع، خاصة في السنوات الأخيرة عندما أصبحت الخيارات الأكثر تكلفة متاحة. ومع ذلك، فإن السيارات الهجينة من شركات مثل تويوتا اليابانية و«بي واي دي» الصينية ساعدت في سد الفجوة من خلال إعطاء السائقين الخيار لاستخدام كل من الطاقة الكهربائية والبنزين للسفر، لزيادة مدى السيارات وضمان استمراريتها على الطرق الطويلة.
ولم تفصح الشركة الصينية المصنعة للبطاريات الجديدة عن المدى الذي تصل إليه سياراتها الجديدة في الشحنة الواحدة، إلا أن المتوسط العالمي في السيارات الكهربائية يصل إلى 400 كيلو متر للشحنة الواحدة.
كما لم تعط «زيكر» المزيد من التفاصيل عن الطاقة الحرارية المتولدة من عملية الشحن السريع وطرق الأمان المتبعة للحفاظ على سلامة البطاريات وتجنب حدوث فرط في الطاقة يولد اشتعال النيران، خاصة في البلدان الحارة.
وتعد الأسواق الأوروبية من أكثر الأسواق إقبالاً على السيارات الكهربائية، في إطارين أولهما الحفاظ على البيئة، وثانيهما التوفير المالي في ظل كون السيارات الكهربائية أكثر اقتصادية، إضافة لكون المسافات في أوروبا ليست كبيرة، وأغلبها مأهول، مما يجعل الأمر أكثر سهولة في نشر محطات التزود بالطاقة الكهربائية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير سابق إن انتشار السيارات الكهربائية في أنحاء العالم سيقلص استهلاك النفط في النقل البري خلال العقد المقبل.
وتوقعت الوكالة في تقريرها السنوي أن تكون سيارة من بين كل خمس سيارات تباع في العالم هذا العام كهربائية، مؤكدة أن ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية سيعيد على مدى العقد المقبل تشكيل قطاع صناعة السيارات العالمي وتقلص استهلاك الوقود بشكل كبير في النقل البري، إلا أن الابتكار الصيني ربنا سيسرع من وتيرة الطلب على السيارات الكهربائية بحله لأبرز المعضلات التي تكبح من الانتشار والطلب عليها، خاصة في الدول ذات المساحات الكبيرة، والتي يطلب فيها العملاء مدى أطول للسيارات وسرعة التزود بالطاقة لمواصلة المسافات البعيدة.