نيسان وفولكس فاغن..انحراف عن الطريق

لم تتعلم شركة نيسان عملاق صناعة السيارات اليابانية الدرس من«نوكيا» التي توارت عن الأنظار، بعد سنوات سيطرت فيها على سوق تكنولوجيا الهواتف المحمولة، ثم انهارت بعد إطلاق الآيفون والثورة الرقمية، ووقعت شركة فولكس فاغن الألمانية وهي من أكبر كيانات صناعة السيارات في العالم في الخطأ نفسه، حيث تواجه الشركتان تراجعاً في المبيعات بسبب تأخرهما في اعتماد تصنيع السيارات الهجينة والكهربائية وهو ما يهدد مسيرتهما الحافلة بالإنجازات.

من لايتقدم يتقادم

من لايتقدم يتقادم ولامجال في عالم الصناعات والاستثمار إلى الركود والتخلف عن المواكبة، حيث انهارت شركات رائدة بفعل التراجع التكنولوجي وتقدمت شركات ناشئة اعتمدت التطور والأفكار الاستباقية نهجاً في منتجاتها وخدماتها وطريقة إدارتها.

أعلن أمس موظفو أحد مصانع فولكس فاغن في شرق ألمانيا إضراباً شمل التوقف عن العمل لمدة ساعتين في مصنع الشركة الرئيسي في فولفسبورغ بعد أن قالت الشركة إنها تتخذ خطوات للتعامل مع التباطؤ في سوق السيارات بأوروبا فأثارت استياء الموظفين.

ويتوقع مراقبون انتقال الإضراب إلى مصانع أخرى في ألمانيا ما دفع إدارة الشركة إلى اعتزامها عقد جولة مفاوضات ستبدأ يوم الاثنين المقبل، بهدف التوصل إلى حل للأزمة وفق ما ذكرته "رويترز".

ويمثل الإضراب تصعيداً جديداً في النزاع القائم بين أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا وعمالها بشأن عمليات التسريح الجماعي، وتقليص الأجور، وإغلاق المصانع المحتمل، وهي تدابير صارمة تقول الشركة إنها قد تضطر إلى اتخاذها بسبب المنافسة الصينية وتراجع الطلب من المستهلكين.

الاحتجاجات في مصانع فولكس فاجن تشمل تسعة مصانع في أنحاء ألمانيا، حيث يعارض العمال التخفيضات المرتقبة في الأجور وإغلاق بعض المصانع وتقول الشركة إنها تحتاج إلى خفض أجور 120,000 عامل ألماني بنسبة 10% كما اقترحت إغلاق ثلاثة من مصانعها.

أزمة شركة نيسان أكثر عمقاً وخطورة حيث تبحث عن مستثمر رئيسي لمساعدتها في البقاء على قيد الحياة خلال عام صعب تمر به الماركة اليابانية، بعد أن تخلفت عن سباق التحول إلى السيارات الكهربائية وقررت شريكتها رينو بيع حصتها في الشركة بحسب "فايننشال تايمز".

وأكدت الشركة أن لديها 12 أو 14 شهرًا حاسمة لإنقاذها من الأزمة حيث أطلقت سلسلة من تدابير إعادة الهيكلة على خلفية انخفاض المبيعات في الصين والولايات المتحدة وكثفت محادثاتها مع هوندا من أجل الشراكة لتطوير المركبات الكهربائية وتكنولوجيا البرمجيات وسط ضغوط شديدة من المنافسين الصينيين وعدم اليقين الأكبر في الولايات المتحدة بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا.