نيسان على حافة الهاوية .. هل تنجو الشركة العملاقة من الانهيار؟

حذرت تقارير حديثة من أن شركة نيسان العملاقة لتصنيع السيارات قد تكون على وشك الانهيار خلال 12 شهرًا فقط، بعد أن بدأت الشركة اليابانية، التي توظف حوالي 7 آلاف شخص في المملكة المتحدة، في تنفيذ برنامج ضخم لخفض التكاليف بعد تكبدها خسائر فادحة.

وأعلنت نيسان، الشهر الماضي، عن خطط لإلغاء 9 آلاف وظيفة وتقليص قدرتها التصنيعية العالمية بنسبة 20%، بهدف خفض التكاليف بنحو 2.6 مليار دولار في السنة المالية الحالية، وسط تراجع المبيعات في الصين والولايات المتحدة، أكبر أسواقها، كما وافق الرئيس التنفيذي ماكوتو أوشيدا على خفض راتبه بنسبة 50%، وأفادت التقارير بأن المدير المالي ستيفن ما سيتنحى عن منصبه، وفقا لصحيفة ديلي ميل.

رغم هذه الإجراءات، يخشى المطلعون أن تكون غير كافية في ظل التحديات التي تواجهها نيسان للبقاء قادرة على المنافسة مع الشركات الأخرى التي حققت نجاحًا أكبر في سوق السيارات الهجينة.

تأتي هذه التحذيرات في وقت قد تنتهي فيه الصفقة الاستراتيجية التي أبرمتها نيسان مع ميتسوبيشي ورينو في عام 1999، والتي تغطي الأسواق الأوروبية واليابانية والأمريكية.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، فإن شركة رينو تتطلع الآن إلى تقليص حصتها المالية في نيسان، ما قد يجعل الأخيرة بحاجة إلى دعم نقدي من الحكومتين اليابانية أو الأمريكية خلال العام المقبل لمواصلة العمل.

تواجه نيسان خطر تراكم ديونها إلى 5.6 مليارات دولار بحلول عام 2026، مع انخفاض مبيعاتها العالمية بنسبة 3.8% في النصف الأول من السنة المالية الحالية، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى انخفاض بنسبة 14.3% في الصين.

ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن مسؤول كبير في نيسان قوله: “لدينا 12 أو 14 شهرًا للبقاء على قيد الحياة. سيكون الأمر صعبًا. وفي النهاية، نحتاج إلى اليابان والولايات المتحدة لتوفير النقد”.

في مؤتمر صحفي، قال رئيس التصنيع في نيسان هيديوكي ساكاموتو: “لدينا حاليًا 25 خط إنتاج للسيارات على مستوى العالم. خطتنا الحالية هي تقليل الطاقة التشغيلية القصوى لهذه الخطوط بنسبة 20% من خلال تغيير سرعة الخطوط وأنماط التحول، وبالتالي زيادة كفاءة الموظفين التشغيليين”.

كما أشار الرئيس التنفيذي أوشيدا إلى أن الشركة لم تتمكن من مواكبة العصر، قائلاً: “لم نكن قادرين على التنبؤ بأن السيارات الكهربائية الهجينة والسيارات الهجينة القابلة للشحن ستكون أكثر انتشارا”.

هناك اقتراحات بأن نيسان قد تعزز علاقاتها مع هوندا، ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان، والتي قد تشتري حصة في نيسان، رغم أن المصادر وصفت هذا بأنه “الملاذ الأخير”. تعتبر تويوتا أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان والعالم، حيث تنتج حوالي 10 ملايين مركبة سنويًا مقارنة بـ 3.4 ملايين مركبة لنيسان.

في الوقت نفسه، دعت نيسان الشهر الماضي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب معاقبة شركات صناعة السيارات بسبب تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة، محذرة من أن عدم تحقيق الأهداف سيؤدي إلى غرامات كبيرة على الشركات المصنعة.