الذهب يزداد بريقاً خلال 2024 بأفضل أداء سنوي منذ 2010

ذهب
ذهب

شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في العام 2024 محققاً أفضل أداء سنوي له على الإطلاق منذ بداية القرن الـ21، ليبلغ سعر الأونصة في جلسة أمس، ختام العام، 2618 دولاراً بحسب بيانات بورصة الذهب العالمية.

وسجلت أسعار الذهب أكبر مكاسب سنوية لها هذا القرن، بدعم من التيسير النقدي في الولايات المتحدة، وفي ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية، وإقبال البنوك المركزية على شراء المعدن الأصفر.

ورغم تراجع الأسعار نسبياً منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر، فإن الذهب لا يزال مرتفعاً بنحو 27% هذا العام، متفوقاً على معظم المعادن الأساسية الأخرى.

ففي بداية 2024، كانت أسعار الذهب مستقرة نسبياً، حيث بلغ سعر الأونصة 2044.51 دولاراً في 4 يناير، قبل أن يشهد ارتفاعاً متتالياً بحلول منتصف العام الجاري.

ومع تقدم العام، بدأت أسعار الذهب بالصعود التدريجي؛ وبحلول سبتمبر 2024، بلغ متوسط ​​سعره الشهري في أنحاء العالم 2570.55 دولاراً للأونصة، ما يعكس اهتمام المستثمرين المتزايد وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وأسهم في ارتفاع الأسعار، تخفيض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لأول مرة منذ مارس 2020 بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، لتتراجع أسعار الفائدة الأمريكية إلى 5%.

وفي أكتوبر الماضي، حطمت أسعار الذهب الأرقام القياسية، حيث ارتفعت أكثر من 30% عام 2024 ووصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2830 دولاراً.

وفي نوفمبر الماضي، خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي بمقدار 25 نقطة أساس لتستقر عند 4.75%، رافق ذلك فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة، الأمر الذي منح الدولار بعض القوة.

لكن في ديسمبر الجاري، وعلى الرغم من خفضه أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.5%، فإن الفيدرالي توقع إبطاء خفض أسعار الفائدة في 2025، الأمر الذي أوقف صعود الذهب وتحوله هبوطاً.

أمام هذه التصريحات قفز مؤشر الدولار الأمريكي إلى قمة عامين أمام سلة من العملات، وهو ما هبط بأونصة الذهب دون 2650 دولاراً، لتستقر في بداية جلسة الثلاثاء، عند 2618 دولاراً.

وقد ساهمت عدة عوامل رئيسية في ارتفاع أسعار الذهب طوال عام 2024، أبرزها مشتريات البنوك المركزية التي زادت احتياطياتها في الأسواق الناشئة، ما قدم دعماً كبيراً لأسعار المعدن الأصفر.

كما أن خفض أسعار الفائدة الأمريكية في ثلاثة اجتماعات متتالية، أدى إلى الإبقاء على تماسك مكاسب أسعار الذهب خلال العام الجاري.

أما التوترات الجيوسياسية فقد كان لها دور في مكاسب المعدن الأصفر، إذ دفعت هذه المخاطر خاصة في الشرق الأوسط، وبين روسيا وأوكرانيا المستثمرين إلى البحث عن الأمان في الذهب، ما أدى إلى ارتفاع سعره بشكل أكبر.

ومع اقتراب عام 2025، يظل المحللون متفائلين بشأن الذهب بسبب الأساسيات المواتية.

وتتطلع السوق إلى البيانات الاقتصادية والسياسات الأمريكية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي من المتوقع أن تؤثر على أسعار الذهب.

ويتوقع محللو وول ستريت، خاصة مؤسسات مالية كبرى مثل «جي بي مورغان» و«غولدمان ساكس» و«سيتي غروب»، أن أسعار الذهب قد تصل إلى 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025.