انخفضت الأسهم الأمريكية بشكل حاد الخميس بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية شاملة لا تقل عن 10 %، بل وأكثر، على بعض الدول، مما زاد من مخاطر حرب تجارية عالمية تُلحق الضرر بالاقتصاد الأمريكي المتعثر أصلاً.
وعاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى منطقة التصحيح، حيث انخفض مؤشر السوق العام بنسبة 4 %، مما يضعه على مسار أسوأ يوم له منذ سبتمبر 2022. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 1500 نقطة، أو 4 %، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب 5 %. كان الانخفاض في أسواق الأسهم واسع النطاق، حيث تفوق عدد الأسهم الخاسرة في بورصة نيويورك على الأسهم الرابحة بنسبة ستة إلى واحد.
انخفضت أسهم الشركات متعددة الجنسيات، حيث انخفضت أسهم نايكي وآبل بنسبة 13 % و9 % على التوالي. كان كبار بائعي السلع المستوردة من بين الأكثر تضرراً. فقد خسرت أسهم شركة «فايف بيلو» 29 %، وتراجعت أسهم «دولار تري» 8 %، و«جاب» 22 %. وتراجعت أسهم التكنولوجيا في ظل حالة من العزوف عن المخاطرة، حيث انخفضت أسهم «إنفيديا» 6 %، و«تسلا» 6 %.
أسواق أوروبا
أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية على انخفاض حاد، حيث تراجع مؤشر ستوكس 600 بنحو 2.7 %. وتضررت أسهم شركات التجزئة الكبرى ذات سلاسل التوريد العالمية، حيث انخفضت أسهم شركة أديداس الألمانية لتجارة الملابس الرياضية بنسبة 11 %.
وانخفضت أسهم شركة الشحن العملاقة ميرسك، التي يُنظر إليها على نطاق واسع كمقياس للتجارة العالمية، بنسبة 9.5 %.
وانخفض مؤشر ستوكس للسيارات بنسبة 3.9 % مع دخول رسوم ترامب الجمركية البالغة 25 % على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ، والتي أضيفت إلى الرسوم الجمركية الجديدة القائمة على الصلب والألمنيوم.
ومن بين القطاعات الأخرى التي سجلت خسائر حادة، البنوك، التي انخفضت بنحو 5.6 %، والتكنولوجيا، التي انخفضت بنسبة 4.5 %. وارتفعت أسهم المرافق، التي تُعتبر تقليدياً استثمارات دفاعية في أوقات اضطراب السوق، بنحو 3 %.
كما تراجع داكس الألماني 3.01 % ومؤشر فايننشال تايمز البريطاني 1.6 %، وكاك الفرنسي 3.3 %، وفوتسي الإيطالي 3.6 %.
وهبطت البنوك في منطقة اليورو، وهي شديدة التأثر بتوقعات النمو الاقتصادي، 3.1 في المئة، في وقت كثف فيه المتعاملون الرهانات على خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة، رغم أن الحرب التجارية تهدد بتأجيج التضخم.
أما القطاعات البعيدة عن المخاطرة، مثل المرافق والأغذية والمشروبات والعقارات والرعاية الصحية، فقد تمكنت من تحقيق بعض المكاسب.
مؤشرات اليابان
انخفض المؤشر نيكاي الياباني إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر، بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مجموعة واسعة من الرسوم الجمركية المضادة، ومنها رسوم أكثر من المتوقع بنسبة 24 بالمئة على السلع اليابانية.
وتراجع المؤشر نيكاي بما وصل إلى 4.6 بالمئة في التعاملات المبكرة، ليصل إلى 34102 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ السابع من أغسطس. لكن المؤشر عوّض بعض خسائره ليغلق منخفضاً 2.8 بالمئة مسجلاً 34735.93 نقطة.
ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 4.3 بالمئة خلال الجلسة قبل أن يتعافى قليلاً لينهي تعاملات الخميس على انخفاض نسبته 3.1 بالمئة.
وقال كازو كاميتاني خبير الأسهم في شركة نومورا للأوراق المالية: «كنا نعتقد أن الرسوم الجمركية ستكون عشرة بالمئة وربما 20 بالمئة، لكنها بدلاً من ذلك بلغت 24 بالمئة.. لنسمّها صدمة رسوم ترامب.. السوق عازفة تماماً عن المخاطرة».
وسجل قطاع البنوك أسوأ أداء بين مؤشرات القطاعات الفرعية المدرجة في بورصة طوكيو، وعددها إجمالاً 33 قطاعاً، إذ انخفض 7.2 بالمئة، بعد أن أدى انخفاض حاد في عوائد السندات إلى تدهور توقعات الدخل من الإقراض والاستثمار.
كما أثار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية على النمو المحلي والعالمي تكهنات بأن بنك اليابان المركزي قد يضطر إلى تأجيل أي زيادات أخرى في أسعار الفائدة.
وسجل سهم شركة ريسونا القابضة أسوأ أداء على المؤشر نيكاي، إذ انخفض 8.7 بالمئة.
وانخفض مؤشر شركات الشحن ستة بالمئة، وتراجع سهم شركة نيبون يوسن، أكبر شركة شحن في اليابان 5.6 بالمئة. وفي مقابلة مع رويترز هذا الأسبوع، عبر رئيس الشركة عن مخاوفه من أن الحواجز التجارية الأمريكية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إبطاء تدفقات الشحن.
وانخفض المؤشر الفرعي لشركات صناعة السيارات في بورصة طوكيو 4.5 بالمئة مع تراجع سهم تويوتا موتور 5.2 بالمئة.
وشركات صناعة الأدوية كانت من بين الأسهم القليلة التي ارتفعت، عقب صدور وثيقة توضيحية من البيت الأبيض تضمنت الأدوية، إلى جانب أشباه الموصلات ضمن قائمة قصيرة من المنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية المضادة.
وأنهت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق التداولات على انخفاض، لكنها عوضت بعض الخسائر الكبرى التي سجلتها في وقت سابق من الجلسة. وهبط سهم طوكيو إلكترون 3.7 بالمئة، بينما هوى سهم أدفانتست 4.5 بالمئة.
