الذهب يسجل أسوأ أداء شهري منذ 14 شهراً

موجات بيع قوية تضغط على المعدن الأصفر
موجات بيع قوية تضغط على المعدن الأصفر

سجلت أسعار الذهب أسوأ أداء شهري خلال نوفمبر الماضي منذ سبتمبر 2023، بضغط من موجات بيع قوية عقب فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتترقب الأسواق الأسبوع المقبل بيانات أمريكية رئيسة في سوق العمل والإنتاج الصناعي والخدمي، بحثاً عن مزيد من المؤشرات حول اتجاه السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي).

وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بختام تعاملات يوم الجمعة بنحو 0.2 % أو ما يعادل 5.22 دولارات وصولاً إلى مستويات 2643.16 دولاراً للأونصة. وازدادت أسعار العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير 2025 بـ 0.61 % أو ما يعادل 16.2 دولاراً للأونصة، وصولاً إلى مستويات 2681 دولاراً.

لكن الذهب العالمي أنهى تداولات شهر نوفمبر على انخفاض هو الأكبر منذ 14 شهراً، وذلك في ظل تأثير فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية ما تسبب في ارتفاعات قياسية للدولار الأمريكي، وبالرغم من محاولات الذهب للارتفاع نهاية الأسبوع الماضي إلا أنه أغلق تداولات الأسبوع الأخير في الشهر على انخفاض أيضاً.

وخلال نوفمبر سجل الذهب انخفاضاً بنسبة 3.4 % وهو أكبر انخفاض منذ سبتمبر 2023 حيث سجل أدنى مستوى في شهرين عند 2536 دولاراً للأونصة، قبل أن يقلص خسائره خلال النصف الثاني من الشهر.

وقاد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية عمليات البيع على الذهب وسلع الملاذ الآمن، وفي المقابل ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب.

وخلال الأسبوع الماضي انخفض الدولار إلى أدنى مستوياته في أسبوعين، ولكنه استطاع أن يغلق تداولات شهر نوفمبر على ارتفاع بنسبة 1.8 %. وزاد فوز ترامب من التوقعات بالإنفاق المالي والحكومي الكبير وزيادة التعريفات الجمركية وتشديد الحدود، وقد هدد ترامب مطلع الأسبوع الماضي أنه سيفرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية بنسبة 10 % وعلى واردات كل من المكسيك وكندا بنسبة 25 %، وحتى الآن لا يوجد تقييم واضح لتأثير التعريفات الجمركية على الأسواق.

وتنقسم الأسواق إلى فريقين، الأول يرى أن التعريفات وخفض الضرائب سيعمل على زيادة معدلات التضخم مما يجبر البنك الفيدرالي على تأجيل عمليات خفض أسعار الفائدة الأمر الذي يزيد من عوائد السندات الحكومية والدولار ويكون تأثيره سلبياً على الذهب، أما الفريق الثاني، فيرى أن التعريفات الجمركية والإنفاق الحكومي المرتفع سيزيد من الدين الحكومي الأمريكي المرتفع بالفعل مما سيؤثر على النمو الاقتصادي بشكل سلبي ليدفع الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى الارتفاع.

وتسبب عدم اليقين في دفع الذهب إلى التراجع بعد تسجيله أعلى مستوى تاريخي عند 2790 دولاراً للأونصة، وتظل الأسواق في حالة ترقب لما سيحدث في سوق الذهب مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة.

وفي المقابل تتوقع الأسواق باحتمال يصل إلى 68 % أن يخفض البنك الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في ديسمبر، واحتمال آخر بنسبة 32 % أن يبقي الفائدة دون تغيير.

ومن المقرر أن تصدر الأسبوع المقبل بيانات قطاع العمالة الأمريكي وأعداد الوظائف الجديدة عن شهر أكتوبر، بالإضافة إلى تصريحات لعدد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي.