ينبض قلب مدينة دبي سنوياً باستضافة معرض «جيتكس جلوبال 2024» للتكنولوجيا والابتكار، والذي يجتمع فيه كل عام آلاف من خبراء التكنولوجيا، ورواد الأعمال، والمسؤولين الحكوميين لحضوره، بعد أن أضحى واحداً من أبرز الأحداث السنوية في مجال التكنولوجيا والابتكار على مستوى العالم.
وأكد خبراء ومختصون لـ «البيان»، أن هناك 6 فوائد تتحقق من استضافة مدينة دبي للمعرض، وهي: تعزيز موقع دبي كمركز عالمي للتكنولوجيا، تعزيز التحول الرقمي، دعم القطاع السياحي، إيجاد الحلول الرقمية في مجال التعليم، تحفيز الابتكار والشركات الناشئة، منصة لتبادل المعرفة والتعاون الدولي، مشيرين إلى أن هذه الأهداف تدعم الأجندة الوطنية للاقتصاد الرقمي في الإمارات.
نمو وتوسع
وقال عدنان مسعود مدير الشراكات في شركة «يانغو»، إن دبي رسخت نفسها كمركز إقليمي وعالمي في مجال التكنولوجيا والابتكار على مدى سنوات من استضافة هذا الحدث المهم، الذي يجذب كل عام كبرى الشركات من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الشركات الناشئة، التي تجد في دبي بيئة مناسبة للنمو والتوسع.
وأكد مسعود أن من خلال معرض جيتكس، تتمكن دبي من عرض البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها، ما يعزز من سمعتها كوجهة للأعمال التكنولوجية والاستثمارات، وبالتالي، يتحقق هدف الإمارة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاع الرقمي، ما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد المحلي.
جذب المواهب
وقال عبد الله محمد الرئيس التجاري في دول مجلس التعاون الخليجي، لشركة «ماب أيبل»، إن المعرض يحفز الابتكار والشركات الناشئة، حيث يتيح للشركات الناشئة عرض أفكارها ومنتجاتها أمام جمهور عالمي من المستثمرين والخبراء، ما يخلق فرصاً للشركات الناشئة الإماراتية.
ويسهم أيضاً في جذب المواهب العالمية إلى دبي، بما يعزز من بيئة الابتكار في المدينة. كما أن الدعم الحكومي المتواصل، والمبادرات الهادفة لتحويل دبي إلى مدينة ذكية ومستدامة، يوفر للشركات الناشئة فرصة للمشاركة في مشاريع البنية التحتية المستقبلية.
اقتصاد رقمي
من جهته، قال هاني الخياري الرئيس التنفيذي لشركة نورتال، والمتحدث الرسمي في الجناح الإستوني، إن استضافة «جيتكس جلوبال»، يسهم في تعزيز مكانة الإمارات في الاقتصاد الرقمي، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2071، التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الإماراتي إلى اقتصاد رقمي مستدام، يعتمد على الابتكار.
وأضاف أن المعرض يتيح لدبي وللإمارات فرصة عرض إنجازاتها الرقمية، بما في ذلك مشاريع الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، وتكنولوجيا البلوك تشين، التي تمثل مستقبل الاقتصاد العالمي.
حلول
وقال الدكتور أحمد الرئيسي مدير جامعة الإمارات بالإنابة: «إن مشاركة الجامعة في «جيتكس»، تعكس التزامها بتقديم حلول مبتكرة في مواجهة التحديات الرقمية، ودعم الابتكار من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات».
وأضاف أن الجامعة تسعى من خلال هذه المشاركة، إلى تعزيز الثقة الرقمية، وتطوير حلول مستدامة في القطاع التكنولوجي، بالتعاون مع الشركاء الحكوميين والقطاع الخاص، مؤكداً أن المعرض يعتبر من أكبر المنصات التكنولوجية العالمية التي تجمع قادة الصناعة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وتسهم في إعادة تعريف الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم، مشيداً في الوقت ذاته بجهود الإمارات لتحفيز ابتكار وإطلاق الجيل القادم من التقنيات التي تعتمد أساساً على الذكاء الاصطناعي.
دور محوري
بدوره، قال الدكتور محمود موسى أستاذ علوم الحاسب بجامعة «هيريوت وات دبي»، إن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في رؤية الإمارات المستقبلية، حيث يعتبر التعليم مجالاً رئيساً للتركيز.
ووفقاً لتقرير صادر عن «تيك نافيو»، من المتوقع أن يزدهر سوق التعليم في الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب، يبلغ 9.46 % بين عامي 2023 و2028، مع زيادة متوقعة في حجم السوق قدرها 5.41 مليارات دولار. وتدرك الدولة القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في تعزيز منهجيات التدريس، وتجارب التعلم الشخصية، والكفاءة التشغيلية داخل المؤسسات التعليمية.
وأضاف أن استعراض تجارب حلول تعليمية رقمية، على هامش المعرض، يسمح بتجربة تعليمية أكثر جاذبية وفعالية، ويقلل من عبء العمل على المعلمين، ويمنحهم المزيد من الوقت للتركيز على التدريس والتوجيه والإرشاد، علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم هذه الحلول في تحليل بيانات الطلاب، لتحديد فجوات التعلم والتوصية بالتدخلات المبكرة، ما يساعد المؤسسات على تحسين نتائج الطلاب.
اقتصاد رقمي
ونوه الدكتور سائد الرباعي مدير مركز التميز في التعليم والتعلم بجامعة الإمارات، بأن «جيتكس» حدث مهم، يجمع رواد صناعة التكنولوجيا على المستوى الإقليمي والعالمي، كما يجمع أيضاً أهم مطوري التطبيقات والحلول الذكية، ويمثل فرصة للقاء القائمين والناشطين على قطاع التكنولوجيا في المنطقة والعالم. وأضاف أن المعرض العالمي يسهم في توفير فرص للتعاون، واكتشاف مزيد من فرص الشراكة، وتبادل الخبرات، لتقديم المزيد من التقنيات التي تسهم في دفع مسيرة التنمية وتطوير المجتمعات، وتضمن سعادة الأفراد، ويعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، استعداداً للمستقبل.