توقعت مجموعة بيتس بان غلف للحلول الإدارية في التسويق، وديلويت الشرق الأوسط، زيادة ملحوظة في المنطقة لحجم الإعلانات عبر أجهزة الجوال والهواتف الذكية خلال النصف الثاني من العام 2014.
وجاءت هذه التوقعات بناءً على الرؤى والتحليلات التي أجرتها العديد من العلامات التجارية، محلياً وإقليمياً، ووفقاً لآخر دراسة أجرتها ديلويت الشرق الأوسط في تقريرها "توقعات 2013 عن التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الشرق الأوسط".
وخلال لقاء صحفي، أوضح كل من غريغوري بول، المسؤول عن التخطيط الاستراتيجي بمجموعة بي بي جي، وايمانيويل دورو، المدير الإداري للاستشارات الاستراتيجية في ديلويت الشرق الأوسط، بأن إعلانات الهاتف الجوال في منطقة الشرق الأوسط لا تزال في طور النمو ولم تلحق بعد بالتوجه العالمي، مشيرين إلى الأسباب التي أدت إلى تأخر الشركات المختصة في اغتنام واستثمار مثل هذه الفرص لزيادة حجم الإنفاق على الإعلانات من خلال الهواتف الذكية في المنطقة.
الهواتف الجوالة
وقال ايمانيويل دورو من ديلويت الشرق الأوسط، بهذا الصدد: "لقد لامسنا القشرة الخارجية لسوق الإعلانات عبر الهواتف الجوالة من حيث الفرص المتوفرة في المنطقة.
بينما عالمياً، بدأت الشركات في الغوص بتفاصيل ما يتناسب وما لا يتناسب مع الإعلانات من خلال الهواتف الذكية وبدا ذلك جلياً في النمو الساحق الذي حققه الفيس بوك من العوائد على الهواتف الجوالة خلال الأشهر الـ12 الماضية.
إلا أن حجم الإعلانات على الإنترنت في هذه المنطقة يفوق حجم الإعلانات عبر الهواتف الجوالة بحوالي 40 مرة بالرغم من العدد الكبير لمستخدمي التطبيقات الهاتفية في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، الذي قد يعادل عدد مستخدمي الإنترنت في بعض هذه الدول، بالرغم من تشبّع الأسواق بالكمبيوتر اللوحي والهواتف الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا".
العلامات التجارية
يذكر أن 80% من العلامات التجارية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من المتعاملين في إعلانات التقنية الرقمية، لا يزالون في طور النمو من حيث دورة الحياة الخاصة بالمنتج الذي يروجون له ويعني ذلك بأن الطريق مازال طويلاً قبل التفاعل مع زبائنهم.
وبشكل عام، تخصص الشركات في الإمارات العربية المتحدة حوالي 15% من ميزانيتها للإنفاق على انشطة التقنية الرقمية بينما تخصص باقي دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مجتمعة، حوالي 6-7% من ميزانيتها على مثل هذه الأنشطة.
وأكد غريغوري من مجموعة بي بي جي: "إن بقاء دورة حياة المنتج في بدايتها يعني بأن الكثير من العلامات التجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تروج لنفسها على انها مجرد منتجات أو علامات تجارية دون التقدم نحو أفق أوسع في الترويج للشركة أو المؤسسة أو التفاعل مع الجمهور وإيجاد المساحة المناسبة للتواصل عن طريق المحتوى.
النقص في المعرفة بمجال التقنية الرقمية قد دفع بذوي الخبرة في التسويق إلى إرسال رسائل نصية إلى الزبائن دون محاولة التفاعل معهم من خلال النقاش أو التواصل. وهذا هو الحال مع أكثر من 80% من العلامات التجارية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالإضافة إلى الضعف في محتوى اللغة العربية مما سبب تأخيراً في انتشار الإعلانات عبر الهاتف الجوال في المنطقة".
إلى جانب التحليلات والرؤى الخاصة بالعلامات التجارية، فقد أجرت مجموعة بي بي جي استطلاعات للرأي لعدد من أشهر العلامات التجارية في الإمارات العربية المتحدة.
وقد كشفت النتائج عن أن 70% من العلامات التجارية تعتقد بأن الكمبيوتر اللوحي والهواتف الذكية سوف تزيد من العوائد على الإنترنت خلال العامين المقبلين، حيث تأتي هذه الأجهزة على قائمة الأولوية لهذه العلامات التجارية.
بينما تؤكد 60% من هذه العلامات التجارية بأنهم لا يزالون في طور النمو أو في بداية حياة المنتج من حيث التقنية الرقمية التي تضمنت إما تصميم الموقع الإلكتروني أو التطبيق الهاتفي الخاص بالمنتج.
ومن المتوقع أن تزيد الميزانية الخاصة بالإعلانات عبر الهاتف الجوال والهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي لـتغطي 80% من هذه العلامات التجارية في الإمارات العربية المتحدة إلا أن الميزانية الإجمالية لن تفوق 10%.
انخفاض العائدات
تتفق مجموعة بي بي جي مع ديلويت الشرق الأوسط، على أن انخفاض نسبة العائدات من التقنية الرقمية والإعلانات عبر الهواتف الجوالة في المنطقة هو ظاهرة خارجة عن المألوف في الأسواق وهناك فرص كبيرة للنمو، بالرغم من وجود كافة المؤشرات والمقومات التي تساعد على نقل إعلانات الهاتف الجوال إلى مرحلة جديدة. فالعلامات التجارية لديها كافة الإمكانيات التي تساعدها على المساهمة في نمو إعلانات الهاتف الجوال بشكل اسرع، خصوصاً إذا ما قاموا بتوفير المحتويات بشكل أفضل والتحول إلى التفاعل والتواصل مع الجمهور من خلال المحتوى الذي توفره العلامة التجارية.