مناعة دبي ترسّخ استدامة نموذجها الاقتصادي

أكد شريف كامل، الرئيس الإقليمي لشبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن المناعة التي تظهرها دبي أمام مختلف التحديات الاقليمية والعالمية، ومن ضمنها تراجع أسعار النفط والأحداث التي تشهدها المنطقة، ترسخ من استدامة النموذج الاقتصادي الذي ابتكرته الإمارة.

ولفت في حوار مع «البيان الاقتصادي» إلى أن رؤية دبي تعتمد على معادلة قوامها التطوير الدائم للمقومات التنافسية ومواصلة التحديث والابتكار في البيئة الخدمية والتشريعية لترسيخ تميزها وتعزيز أهميتها محطة تجارية واستثمارية لا غنى عنها، لافتاً إلى أن دبي أثبتت للعالم أن تجربتها ليست مجرد طفرة سريعة كما اعتقد البعض في السابق، بل هي تجربة اقتصادية متكاملة ومستدامة على المدى الطويل.

وتوقع كامل من جانب آخر أن تحقق مراكز الأعمال في الإمارة نمواً قوياً يناهز 20 % مع نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن ذلك يأتي استمرارا لمعدلات النمو المحققة في الفترة الممتدة بين يونيو 2013 ويونيو 2014، حيث حققت المراكز في دبي نمواً بمعدل 18 % متفوقة بذلك على معدل النمو العالمي لنفس الفترة والمقدر بـ 7 % أي بفارق 11 %.

فيما بلغ متوسط النمو لأفضل 10 أسواق نمواً في العالم 10.4 % وذلك وفقاً لتقرير صادر عن اللاينس العالمية، الذي أظهر تفوق دبي كأسرع سوق لمراكز الأعمال نمواً على المستوى الدولي بالمقارنة مع 85 مدينة في 45 دولة.

ورجح أن تواصل دبي صدارتها للأسواق العالمية في القطاع مع نهاية العام الجاري.

وأوضح كامل أن عدد مراكز الأعمال في دبي بما يشمل المناطق الحرة والمتخصصة قد ارتفع من 50 مركزاً في 2012 إلى 65 مركز خلال العام الجاري تتوزع بين فروع الشبكات العالمية وفي مقدمتها اللاينس، إضافة إلى المراكز المحلية، أي بنمو وقدره 30 % خلال 4 سنوات، متوقعاً تزايداً في انتشار المراكز لتلبية الطلب المتنامي على خدماتها في دبي. وتالياً نص الحوار:

كيف تنظرون إلى تداعيات هبوط أسعار النفط على الاقتصاد المحلي؟

نجحت دبي والإمارات في اعتماد معادلة اقتصادية قائمة على تنويع مصادر الدخل بالتوازي مع تطوير دور القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في عجلة النمو الاقتصادي، كما اتبعت سياسات مالية ونقدية حصيفة مما حصن الاقتصاد المحلي إلى حد كبير من الأزمات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي.

وبالرغم من تراجع أسعار النفط، إلا أن إنجاز المشاريع الاستراتيجية التي تم إطلاقها على المستوى الاتحادي أو المحلي وخاصة في أبوظبي ودبي، سيتواصل خلال السنوات القادمة برغم جميع التحديات العالمية.

كما أن انتعاش التجارة العالمية وارتفاع حركة الصادرات والواردات ستنعكس إيجابياً على القطاع التجاري في الإمارات.

وتبرز الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاصة تجربة ناجحة بامتياز في إطار التنويع الاقتصادي، حيث طورت دبي عبر تاريخها قطاعات حيوية شكلت عماداً اساسياً للحركة الاقتصادية فيها وفي مقدمتها التجارة والسياحة واقتصاد الخدمات بشكل عام، وتميزت بذلك على المستوى الدولي، إضافة إلى قطاعات أخرى مثل العقار وغيره.

تطوير دائم

كيف تقيمون ثقة المستثمر الأجنبي في الآفاق الاقتصادية لدبي؟

ساهمت المناعة التي أبدتها دبي أمام الأزمات المتلاحقة التي عصفت بدول المنطقة والاقتصاد العالمي على حد سواء في ترسيخ استدامة النموذج الاقتصادي الذي ابتكرته الإمارة الذي يشهد المزيد من التطوير والابتكار بشكل متواصل.

وفي ظل نجاحها في تجاوز مختلف التحديات، فقد أدرك المستثمرون من مختلف أنحاء العالم أن دبي ليست مجرد طفرة سريعة كما اعتقد البعض في السابق، بل أثبتت بجدارة أنها تجربة اقتصادية متكاملة ومستدامة على المدى الطويل. حيث تعتمد على رؤية سباقة قوامها التطوير الدائم للمقومات التنافسية ومواصلة التحديث والابتكار في البيئة الخدمية والتشريعية لترسيخ تميزها وتعزيز أهميتها كمحطة تجارية واستثمارية لا غنى عنها.

وتتمتع دبي بالمرونة الكافية للتعامل مع المستجدات الاقتصادية العالمية، حيث اكتسبت خبرة واسعة في مواجهة مختلف التحديات ومواصلة سياساتها التنموية وتعزيز تنافسيتها في مختلف المجالات.

لقد باتت دبي والإمارات رقماً صعباً على ساحة المال والأعمال الدولية بفضل ما تتمتع به من مقومات ترسخ من تميزها إقليمياً وعالمياً، حيث باتت تنافس كبرى عواص المال والأعمال العريقة، ويأتي ذلك في ظل ما حققته من إنجازات تاريخية خلال حقبة زمنية قصيرة، وبالنسبة لكبرى الشركات الدولية، بات العمل في دبي ضرورة تطلبها مرحلة العولمة، إذ أصبحت الإمارة محطة أساسية لا غنى عنها للشركات والمؤسسات العاملة في مختلف القطاعات، وتبرز دبي بقوة بين أهم المدن على خارطة الأعمال الدولية.

حيث لا ينحصر سر نجاح دبي في مكون واحد، بل هو عبارة عن مجموعة من العوامل المتكاملة تم بناؤها بشكل حثيث ومتواصل ودعمت بمشاريع نوعية ومبادرات استراتيجية سباقة للتطوير والتحديث في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وقد باتت دبي نموذجاً تنموياً يحتذى به على المستوى العالمي.

حيث تواصل تعزيز جاذبيتها الاستثمارية والتجارية المتميزة بعد أن باتت جزءاً لا يتجزأ من عمليات كبرى الشركات العالمية والاقليمية ومكوناً أساسياً في حركة التجارة والاستثمار على المستوى الدولي، إذ تواصل الإمارة بشكل لافت استقطاب الشركات العالمية في مختلف القطاعات بالتوازي مع تواصل تأسيس مشاريع وشركات محلية أو بالشراكة مع أطراف خارجية للاستفادة من أسواق دبي المحلية وفرص النمو التي تزخر به، إضافة إلى اتخاذ الإمارة منصة للتوسع التجاري والاستثماري في دول المنطقة.

ويتكامل تفوق دبي مع المكانة المرموقة التي تتمتع بها دولة الإمارات ككل على مختلف الصعد سواء كانت الدبلوماسية أو التجارية والاقتصادية والاجتماعية.

تفوق عالمي

ما توقعاتكم لأداء مراكز الأعمال في دبي خلال العام الجاري مقارنة مع 2014؟

نتوقع أن تحقق مراكز الأعمال في الإمارة نمواً قوياً يناهز 20 % مع نهاية العام الجاري، ويأتي ذلك استمراراً لمعدلات النمو المحققة في الفترة الممتدة بين يونيو 2013 ويونيو 2014 حيث حققت المراكز في دبي نمواً بمعدل 18 % متفوقة بذلك على معدل النمو العالمي لنفس الفترة والمقدر بـ 7 % أي بفارق 11 %، فيما بلغ متوسط النمو لأفضل 10 أسواق نمواً في العالم 10.4 % وذلك وفقاً لتقرير صادر عن اللاينس العالمية، الذي أظهر تفوق دبي كأسرع سوق لمراكز الأعمال نمواً على المستوى الدولي بالمقارنة مع 85 مدينة في 45 دولة.

ورجح أن تواصل دبي صدارتها للأسواق العالمية في القطاع مع نهاية العام الجاري.

وقد ارتفع عدد مراكز الأعمال في دبي بما يشمل المناطق الحرة والمتخصصة من 50 مركزاً في 2012 إلى 65 مركز خلال العام الجاري تتوزع بين فروع الشبكات العالمية وفي مقدمتها اللاينس، إضافة إلى المراكز المحلية، أي بنمو وقدره 30 % خلال 4 سنوات، متوقعاً تزايداً في انتشار المراكز لتلبية الطلب المتنامي على خدماتها في دبي.

توسع إقليمي

هل تشكل دبي برأيكم وجهة جاذبة للشركات المتوسطة والصغيرة؟

استقطبت دبي كبرى الشركات الدولية العاملة في مختلف القطاعات الاستراتيجية بوصفها بوابة حيوية للتوسع الاقليمية والعالمي، كما برزت عد من الشركات المحلية الرائدة التي تقود عجلة المشاريع والتطوير إلى جانب المؤسسات الحكومية، وفي ظل هذه المعطيات وبفضل ما تتمتع به الإمارة من تنوع اقتصادي وازدهار تجاري وسياحي.

تبرز العديد من الفرص المجزية للشركات الصغيرة والمتوسطة في العديد من القطاعات الواعدة، سواء كانت في الأسواق المحلية أو الاقليمية، وقد استفاد العديد من رواد الأعمال من مختلف الجنسيات من الفرص التي وفرتها دبي عبر السنوات الماضية، ويبرز ذلك في العديد من الشركات التي انطلقت ببداية متواضعة ومن ثم تطورت بالتزامن مع نمو وتطور الإمارة وتسارع حركة التجارة والاستثمار والمشاريع.

وقد اكتسبت دبي سمعة عالمية في أوساط الشركات المتوسطة والصغيرة كونها منصة للتوسع وتنمية الأعمال بل وتأسيس شركات ناشئة جديدة، حيث احتلت دبي المرتبة الخامسة عالمياً بين أكثر المدن جاذبية لرواد الأعمال بحسب استبيان أجرته شبكة اللاينس العالمية العام الماضي وشمل 10 مدن.

حيث أشار 13 % من إجمالي 721 رائد أعمال شملهم الاستبيان إلى أن دبي مدينة تتمتع بجاذبية لأصحاب الشركات الناشئة والمشروعات المتوسطة والصغيرة، وحلت سنغافورة في المرتبة الأولى بعد أن اختارها 19 % من رواد الأعمال كأكثر المدن جاذبية.

وجاءت نيويورك ثانياً بنسبة 16 %، ثم لندن ثالثاً بـ 15 % فيما حلت زيورخ في المرتبة الرابعة بـ 14 %، وبذلك تكون دبي قد تفوقت على العديد من المدن العالمية الأخرى ومن ضمنها هونغ كونغ (9 %) ولوكسمبورغ (6 %) وفرانكفورت (5 %) وباريس (2 %) وطوكيو (1 %).

وشمل الاستبيان 721 من رواد الأعمال الذين يديرون شركاتهم انطلاقاً من فروع شبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال في 24 دولة حول العالم ضمن 4 قارات وهي أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وافريقيا، مع تنوع تخصصاتهم القطاعية بما يشمل تقنية المعلومات بشكل رئيسي، إضافة إلى التجارة والخدمات والسياحة والضيافة والاستشارات.

وفيما يتعلق بشريحة المستطلعة آراؤهم الذين رأوا في دبي أكثر مدن العالم جاذبية لرواد الأعمال والشركات المتوسطة والصغيرة، شكل عدم وجود ضرائب على الشركات والمبيعات والدخل الدافع الأكبر لاختيار دبي بنسبة 40 %، وجاء موقع الإمارة الجغرافي الذي يشكل بوابة لدخول أسواق آسيا وافريقيا والشرق الأوسط ثانياً بين عوامل الجاذبية بنسبة 34 % واختار 26 % عامل البنية التحتية والخدمية المتطورة في دبي.

الأكثر مشاركة